كلمة دولة رئيس الوزراء نوري المالكي خلال حفل تنصيب البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو
كاتب الموضوع
رسالة
الشماس يوسف حودي مشرف مميز
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7038مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: كلمة دولة رئيس الوزراء نوري المالكي خلال حفل تنصيب البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو السبت 9 مارس 2013 - 7:46
كلمة دولة رئيس الوزراء نوري المالكي خلال حفل تنصيب البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو شوهد (35) مرة - بواسطة Yousif منذ 10 ساعة 23 دقيقة حجم الخط:
الأربعاء 6 آذار 2013، كاتدرائية مار يوسف - خربندة
السيد لويس روفائيل الأول ساكو، بطريرك بابل على الكلدان، السادة البطاركة، السادة الأساقفة، أيها الإخوة من الحضور جميعًا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أباركُ هذا التنصيب، وأشيدُ بما سمعتُ من كلامٍ طيب أعتبره برنامجَ عملٍ يتناسبُ مع المهام الوطنية والعلاقات الأخوية والهوية الوطنية التي يجب أن يحملها جميعُ العراقيين بلا استثناء، مسلمين ومسيحيين، سنّة وشيعة، وقوميات عربًا وكوردًا وتركمان، يزيدين وصابئة. أباركُ لكم هذا التنصيب، وهذه الكلمات التي سمعتها وأقفُ عندها تكبيرًا، لأنها، كما قلتُ، برنامجَ عملٍ وتوجهات نحتاجها في العراق الذي يبحثُ عن الهوية الوطنية أولاً وليس عن الخلافات، مع احترامٍ للهويات التي يتشكّلُ منها الشعبُ العراقي. نحن شعبٌ واحد، نتذوّق، نتعدد، ننتمي، نحملُ هويات ولكننا نلتقي عند القواسم والمشتركات التي هي العراق أولاً، الشعب العراقي ثانيًا ووحدتنا الوطنية، كيفية أن نكون مواطنين متساوين، أكفّاء، في بلدٍ يحمينا ويرعانا جميعًا. أنا لا أقول كما قال البعض للسيد البطريرك "أنت تختلف"، وإنما أنتَ تحدثت الحقيقة وعصرت كبدَ الحقيقة التي نتمنى أن تكون هي المنطق الذي يتحدث به جميعُ علماء الدين العراقيين، مسلمين ومسيحيين، ويؤكد على احترام هذا الانتماء ويقف عند حدود الهوية الوطنية التي لا تميّز بين عراقي وعراقي، مع احترامٍ كامل لكل الانتماءات. وأجدُ أهميةً كبيرة فيما سمعت من هذه الكلمة القيمة أنها حلٌ لمشكلةٍ غزت العراق والعراقيين، ولم يكن في تاريخ العراقيين ما يميز بعضهم عن البعض الآخر على أساس انتمائه وهويته، إنما العراق هو الذي يجمعنا جميعًا. على الإخوة المسيحيين فعلاً أن لا يخافوا، ولماذا يخافوا، إنهم ليسوا قادمين على هذا البلاد، بل هم أهلُ البلد الاصليين، أصحابُ العمق والتاريخ، أصحابُ الحضور الذين ساهموا وأسهموا كثيرًا في بناء هذا البلد عبر محطاتٍ كثيرة من التاريخ. وإذا كانت شرذمةٌ من الذين يتبنون التعصّب والطائفية والعنف، من القاعدة والتنظيمات المسلحة والطائفيين، فهؤلاء ليسوا هوية الشعب العراقي وليست أخلاق العراقيين، إنما هؤلاء يشكلون حالةً طارئة تقتضي أن نتخطاها جميعًا، مسيحيين ومسلمين، لأنها غريبة ولأننا حصدنا آثارها دماءً ودموعًا وتخريبًا وتعطيلاً لمسيرة البناء التي نريد أن نعتمدها لبناء عراقٍ يسعد به الجميع. كما أشكر السيد البطريرك على ما توجه به ألا تهاجروا، ألا تغادروا بلدكم وتاريخكم وتاريخ أجداكم، هذا بلدكم عيشوا فيها كِرامًا أحرارًا وساهموا في بنائه. وإنه لوحشةٌ علينا جميعًا أن نرى الإخوة المسيحيين يهاجرون بسبب تهديداتٍ من كتلةٍ منحرفة. كما أكرر كلمةً قلتها سابقًا: أنا طلبتُ من البابا المحترم أن يوجّه نداءه إلى مسيحيي الشرق، وإلى العراقيين بالذات، ألاّ تغادروا العراق، مهد أبائكم وأجدادكم، لأننا لا نريد الشرق أن يخلو من المسيحيين وأن لا يخلو الغرب من المسلمين، الذين يشكلون الحلقات الذهبية التي تجمعنا على أساس الأديان السماوية التي نؤمن بها ونحترمها وننتمي إليها. لا أطيل عليكم، ولكني أشيد مرةً أخرى بما سمعت من برنامجٍ تحدث به السيد البطريرك، متمنيًا له كامل التوفيق، لكي يضع يده بيد إخوانه العراقيين من الأديان والمذاهب الأخرى، من أجل المحبة والإخوّة والسلام والشراكة ومواجهة التحديات التي عبرنا الكثير منها، ولكن لا يزال أمامنا تحدي: لابدّ أن نكمّل مشوار التعاون والالتحام والإخوة حتى نصل إلى الجانب الآخر. وأي جانب آخر هو؟ جانب الرخاء، السعادة، المحبة والبُعد عن الكره والبغض على أساس الانتماءات والهويات، والتخلص من التعصب والطائفية والعنف وعملية إخضاع الآخر التي حملها إلى بلدنا الجهل والجهلاء، الذين تشهدون كيف تعيش المنطقة بشكل عام بسبب هذه الأفكار المتطرفة والطائفية. المنطقة كلها تغلي ولعل العراق قد غلى ومرّ بها وتجاوزها إن شاء الله. وربما ما شهدته المساجد والجوامع وكنيسة سيدة النجاة من الشواهد على تلك المرحلة القاسية التي مررنا بها، ولكن الحمد لله، إنّ الأمن يستتب والاستقرار يحصل، وعلينا أن نتجه نحو المحبة والإخوة من أجل أن نكمل عملية البناء. وفقكم الله لما هو خير.
كلمة دولة رئيس الوزراء نوري المالكي خلال حفل تنصيب البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو