بهدف التقريب بين الشرائع واشاعة روح التسامح تأسيس مجلس للحوار بين الأديان
كاتب الموضوع
رسالة
الشماس يوسف حودي مشرف مميز
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7042مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: بهدف التقريب بين الشرائع واشاعة روح التسامح تأسيس مجلس للحوار بين الأديان الثلاثاء 26 مارس 2013 - 8:47
بهدف التقريب بين الشرائع واشاعة روح التسامح تأسيس مجلس للحوار بين الأديان يضم جميع مكونات المجتمع ال « في: الأمس في 22:55 » جريدة الصباح العراقية
26/3/2013 بغداد-حيدر فليح الربيعي
اعلن في بغداد الشهر الجاري عن تأسيس المجلس العراقي لحوار الاديان الذي سيأخذ على عاتقه تقريب وجهات النظر بين ابناء البلد الواحد بمختلف انتماءاتهم العرقية والدينية، والسعي الى ترسيخ ثقافة الحوار بالشكل الذي يمكن ان يضمن الحفاظَ على هويةِ البلادِ وتأكيدها على قاعدةِ المواطنةِ، ويرسخُ التعايش الأهليّ في المجتمعِ، ويبلورُ رغبتهَ المشروعةَ في الأمنِ والسلامِ والعدالةِ الاجتماعيةِ، وسيعمل المجلس الذي شكل بالتعاون بين مؤسسة مسارات الثقافية والاعلامية، ومؤسسة الخوئي الخيرية، والآباء الدومنيكان في العراق وممثلين عن عدد من الديانات الاخرى في البلاد، على الدفاع عن الحريةِ الكاملةِ للمعتقدِ، وحريةِ التفكيرِ، والحريةِ الشخصيةِ، بما يتفقُ مع الدستورِ العراقيِّ، والاتفاقياتِ الدوليةِ، ومع ما تضمنُتهُ الشرائعُ السماويةُ، ويهدف التشكيل الى خلق طرائق جديد لايجاد وسائل حوار ما بين جميع مكونات المجتمع، فضلا عن حمايةِ هويةِ البلادِ التعدديةِ، وتنوعهِا العرقي والديني والثقافي الذي يُعدُّ مصدرَ إثراءٍ للأجيالِ المقبلةِ. وبحسب المشاركين في الندوة التي اقيمت بحضور ممثلين عن ديانات مختلفة، فان المجلس يسعى الى العمل المشترك بين القادةِ الدينيين والمدنيين لحمايةِ جميع المكوناتِ في العراقِ من خلال حوارٍ فاعل للأديانِ، وتوسيعُ دائرةِ الحوارِ، ليضمَّ المثقفينَ، والأكاديميينَ، وناشطي المجتمعِ المدنيِ، والعلماءِ الدينيين والمدنيين لتحقيق أهداف المجلسِ التي قال عنها مساعد الامين العام لمؤسسة الخوئي الخيرية بأنها أهداف مهمة في تقريب وجهات النظر بين جميع الأديان والمكونات العراقية، وهمها الابرز زرع روح التسامح والتعايش بين ابناء الوطن بغض النظر عن انتمائه الديني او العرقي. وقال جواد الخوئي خلال حديثه لـ(الصباح): عملنا بشكل عفوي ومشاعر متبادلة مع بقية الأديان في العراق، وتبادلنا زيارات متعددة مع الطوائف الأخرى في البلاد، وكان هنالك شعور مشترك، الامر الذي دعانا الى وضع اللبنات الاولى لهذا التأسيس الذي اشترطنا أن يكون بعيدا عن السياسة والتسيس، لاسيما ان الجميع يعي حجم التأثير الواضح والكبير لرجال الدين في المجتمع، الذي ينبغي ان يكون لهم دور واضح في التاثير الايجابي، وكما أكدت ذلك جميع الرسائل السماوية، ومن هنا انطلقنا صوب تأسيس هذا المجلس الذي سيأخذ على عاتقه بذل جهود مضنية في تقريب وجهات النظر بين جميع الاديان، مشيرا الى أن المؤسسين الأوائل لهذا التشكيل هم المسلمون والمسيحيون والصابئة المندائيون، لافتا الى وجود مشاورات مع بقية الديانات في العراق لضمهم الى هذا التشكيل الذي دعا له اول مرة مؤسسة مسارات وسعت الى تشكيله منذ اعوام مضت بحسب الخوئي.
ثقافة التسامح وروح التعايش السلمي
وتأتي الخلفية التأسيسية للمجلس انطلاقاً من الايمان بالمبادئ الساميةِ التي جاءتْ بها الأديانُ، والدورِ الايجابي لقادةِ الرسالاتِ السماويةِ في رعايةِ بني الإنسانِ وتوجيههم إلى السبيلِ الأمثلِ في بناءِ مجتمعاتٍ قائمةٍ على أسسِ المحبةِ والسلمِ والوئامِ، وكما يشير الى ذلك مدير مؤسسة مسارات سعد سلوم الذي لفت خلال حديثه على هامش الندوة الى انه ومن أجلِ تعزيزِ تلكَ القيمِ النبيلةِ، ونشرِ ثقافةِ التسامحِ، وخلقِ روحِ التعايشِ السلمي بين الشعوبِ والأفرادِ، ومدِّ جسورِ الحوارِ مع أتباعِ الأديانِ والثقافاتِ، قادةً ومفكرينَ وباحثينَ ومؤسساتٍ، انبثقت فكرة هذا التأسيس الذي اعده "الحل الأمثل للصراعاتِ والأزماتِ" التي يعيشُها عالمُنا اليومَ، لافتا الى ان الفكرة انطلقت اول مرة تحت مسمى "مبادرةُ الحوارِ الإسلامي المسيحي" وهي "إطارٌ مدنيٌّ تأسس بمبادرةٍ مشتركةٍ من مؤسسةِ الإمامِ الخوئيِّ الخيريةِ، ورهبنةِ الآباءِ الدومنيكانِ في العراقِ، ومؤسسةِ مسارات للتنميةِ الثقافيةِ والإعلاميةِ" قبل ان تترسخ لتصبح تشكيلا مهما سيأخذ على عاتقه تفعيل ثقافة الحوار، حيث يعي الجميع ان أبرز الأسباب التي تقف وراء ضبابية المشهد العراقي هي غياب ثقافة الحوار، لذا فان السعي الى ترسيخ تلك الثقافة تعد من ابرز اولويات المجلس الذي سيسعى وفقا لسلوم الى خلق طرائق جديد لايجاد وسائل حوار ما بين جميع مكونات المجتمع، مؤكدا ان ذلك هو العامل الآخر الذي دفع الى تشكيل المجلس، الذي اشار الى انه سيفتح أبوابا واسعة للحوار بين أبناء البلد الواحد بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم.
تفهم الآخر ومنع التعصب
وبحسب البيان التأسيسي فان المجلس العراقي للحوارِ بينَ الأديانِ انطلق سعياً منهُ لتوفيرِ فضاءٍ رحبٍ للقاءِ الأديانِ على أهدافٍ إنسانيةٍ كبرى، وسطَ عالمٍ يسودُهُ العنفُ، وتزعزعُ الثقةِ بالآخرِ، وسوءُ التفاهمِ الدينيِّ، وتسييسُ التعاليمِ الدينيةِ لتبريرِ ممارساتٍ بعيدةٍ عن جوهرِ الأديانِ وروحيتِها، وهو الامر الذي دعا الاب امير ججي الدومنيكي نائب الاقليم في العالم العربي للدومنيكان الى القول: ان رجال الدين لهم تاثير بارز في الشارع العراقي، لذا فان المجلس اراد ان يخلق اجواء فاعلة بين جميع الاديان المتعايشة في العراق، وان يلعب دور الوسيط بين السياسيين وحثهم للجلوس على طاولة حوار مشتركة لاتميز بين فرد وآخر، انما يكون الهدف الابرز هو خدمة الشعب والعمل على تذليل جميع العقبات التي تقف حائلا دون تحقيق وئام حقيقي بين ابناء المجتمع الواحد بمختلف انتماءاته المذهبية والدينية، ولفت ججي خلال حديثه لـ(الصباح) الى ان المجلس يعد ثمرة جهود كبيرة بين مؤسسات دينية ومجتمعية متنوعة، سعت الى خلق اجواء من الحوار في ظل صراعات كبيرة يشهدها البلد، مبينا ان الجميع يعي اهمية دور منظمات المجتمع المدني في خلق حوار منسجم بين ابناء البلد الواحد، لاسيما الاديان التي تعايشت ومازالت مستمرة في العراق منذ آلاف السنين، مشيرا الى ان تفهم الاخر هو الهدف الابرز لهذا التشكيل الذي سيعمل ايضا على منع التعصب من خلال معرفة عمق الاديان السماوية التي دعت جميعها الى نبذ العنف وافشاء روح المحبة.
التقريب بين الديانات
ونص البيان التأسيسي للمجلس على ان تبني ثقافةِ الحوارِ في العراقِ على وجهٍ خاص، والأديانِ الابراهيميةِ في الشرقِ، والأديانِ الأخرى في العالمِ، باتتْ ضرورةً لايمكنُ الاستغناءَ عنها، موضحا ان مشكلةُ التنوعِ الدينيِّ، ونتائِجُها المتمثلةُ في الصراعِ الديني والطائفي في الشرقِ الأوسطِ، وصدامِ الحضاراتِ بين الإسلامِ والغربِ، تمثلُ صراعاتٍ لها تركةٌ ثقيلةٌ وآثارٌ سلبيةٌ على مستقبلِ العلاقاتِ الدوليةِ، وتهديداً للأمنِ والسلمِ الدوليَينِ. وفي هذا السياقِ افاد البيان "لا يمكنُ التفكيرَ بنجاحِ حوارِ الأديانِ من دونِ احترامِ التعدديةِ الدينيةِ" مشددا على ان التنوعُ الثقافيُّ والتعدديةُ الدينيةُ والإثنيةُ، تمنعان الانعزالَ الاجتماعي للمكوناتِ والانقسامِ الديني والمذهبي، وهو الامر الذي اكده ممثل طائفة الصابئة المندائيين في الندوة الشيخ علاء عزيز حينما اوضح خلال حديثه لـ(الصباح) اهمية تشكيل هذا المجلس في الاوقات الحالية بالنسبة للعراق، لاسيما ان البلد يشهد صراعات مختلفة، لذا فان تلك النواة الاولى التي يمكن ان تفوت الفرصة لكل من يريد تسييس التعاليم الدينية السمحاء، التي جاءت في الاصل لتبشر بكل خير للانسانية، بيد ان اصحاب النفوس المريضة سعوا ومازالوا يحاولون الى استغلال العديد من النصوص الدينية لزرع الفتنة والكراهية بين ابناء الشعب الواحد، كما يرى ذلك عزيز الذي بين انه حينما يفهم بعضنا الآخر، وحينما يعي المسلم عبادة الصابئي، وبالعكس، وما هي اوجه التشابه بين الاديان، فان ذلك سيخلق نوعا من المحبة والمودة بين ابناء الديانات المختلفة وستبرز حالة صحية في عموم المجتمع العراقي الذي هو بأمس الحاجة الى تشكيل كالذي نعمل على وضع حروفه الاولى بهدف التقريب بين جميع الديانات السماوية السمحاء.