ايُّها الإِخوة: أَمَّا وقد قُمتُم مع المسيح، فاسعَوا إلى الأُمورِ الَّتي في العُلى حَيثُ المسيحُ قد جَلَسَ عن يَمينِ الله. اِرغَبوا في الأُمورِ الَّتي في العُلى، لا في الأُمورِ الَّتي في الأَرض، لأَنَّكم قد مُتُّم وحَياتُكم مُحتَجِبةٌ معَ المسيحِ في الله. فإِذا ظَهَرَ المسيحُ الَّذي هو حَياتُكم، تَظَهَرونَ أَنتُم أَيضًا عِندَئِذٍ معَه في المَجْد.
الطوباوي يوحنا هنري نِيومَن (1801 - 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة ولاهوتي عظة بعنوان "صعوبة تحقيق الامتيازات المقدّسة"
"هذا هو اليَومُ الَّذي صَنَعَه الرَّبُّ فلنبتَهِجْ ونَفرَحْ فيه"
"هذا هو اليَومُ الَّذي صَنَعَه الرَّبُّ فلنبتَهِجْ ونَفرَحْ فيه" (مز118(117): 24) ... كوننا مسيحيّين، فقد خُلِقنا لملكوت الله منذ نعومة أظفارنا...، لكن، مع الاعتراف بهذه الحقيقة والإيمان بها بشكلٍ مطلق، تواجهنا العديد من الصعوبات للتمسك بهذا الامتياز ونمضي سنوات عديدة في فهمه. طبعًا، ما من أحد يمكنه فهم هذا بشكلٍ كامل... وأيضًا في هذا اليوم الكبير، هذا اليوم من بين الأيّام، حيث قام المسيح من بين الأموات...، ها نحن كالأطفال الصغار... الذين ينقصهم أعينٌ ليروا بها وقلبٌ ليفهموا من نحن فعلاً... هذا هو يوم الفصح – فلنكرّر هذا مرارًا وتكرارًا باحترامٍ كبير وفرحٍ عظيم. كالأطفال عندما يقولون: "ها هو الربيع" أو "ها هو البحر" كي يحاولوا فهم الفكرة... فلنقل: "هذا هو اليوم المميّز بين الأيام، اليوم الملكي، يوم الرب" (رؤ 1: 10). هذا هو اليوم الذي قام فيه الرب من بين الأموات، وهذا هو اليوم الذي يحمل لنا الخلاص". هذا هو اليوم الذي يجعلنا أكثر وعياً ولا نستطيع فهمه. إنه يوم استراحتنا، يوم السبت العظيم؛ إذ إن المسيح قد دخل في راحته" (راجع عب 4)، ونحن معه. يقودنا هذا اليوم، في تصوّر مُسبق، في الطّريق الّتي تعبر القبر وأبواب الموت إلى "أَيَّامِ الفَرَج" (رؤ 3: 20) في "حِضْنِ إِبراهيم" (لو 16: 22). لقد اكتفينا من المتاعب والكآبة والتعب والحزن والندم. وعانينا ما يكفي في هذا العالم. شبعنا من ضجيج هذا العالم وصخبه؛ فالضجيج هو موسيقاه المفضلة. أمّا الآن، فالصمت يسيطر وهو الذي يتحدث...: هذا هو النعيم لدينا. إنها بداية الأيام الهادئة، حيث نسمع المسيح هناك وصوته "كـصَوت نَسيمٍ لَطيف" (ا مل 19: 12)، لأن العالم لم يعد يتحدث. "اخلَعوا الإِنسانَ القَديمَ" (أف 4: 22)، "والبَسوا الرَّبَّ يسوعَ المسيح"(رو 13: 14) ... فليعطنا الرّب، عندما نتجرد هكذا، أن نلبس من جديد أشياء خفية وغير فانية! وليعطنا أن نتمكّن من النّمو في النعمة وفي معرفة ربّنا ومخلصنا، فصلاً بعد فصل، سنة بعد سنة، إلى حين يأخذنا معه... إلى مملكة أبيه وأبينا، إلهه وإلهنا (يو 20: 17).
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ / الأحد 31 آذار/مارس 2013