مؤسسة اميركية: العراق
مازال يصارع لانتاج الطاقة بعد انقضاء عقد من الزمن والكثير من
المليارات المدى برس / بغداد
اعلنت ادارة معلومات الطاقة
الأميركية (EIA)، اليوم الأربعاء، أن العراق "لم يحقق اي تقدم" في مجال انتاج
الطاقة الكهربائية بعد مرور "عقد من السنوات" على سقوط نظام صدام، مؤكدة أن
الكهرباء مازالت تنقطع لفترات تصل إلى (16) ساعة يوميا على الرغم من صرف المليارات
على هذا القطاع، وفيما عزت استمرار "الصراع من اجل توفير الطاقة" إلى "الميزانية
والتعاقد والعراقيل السياسية"، اشارت إلى ان العراق يخطط لانفاق (27) مليار دولار
على مشاريع لانتاج الطاقة.
وقالت الإدارة الأميركية،
وهي مؤسسة مستقلة متخصصة بالإحصائيات والتحليلات الاقتصادية، في تقرير مفصل عن وضع
الطاقة في العراق واطلعت عليه (المدى برس) أن "العراق يخطط لانفاق 27 مليار دولار
لانشاء محطات توليد الطاقة الكهربائية، وان نصف هذه الأموال ستخصص لتطوير وتوسيع
منظومات النقل والتوزيع".
وأضافت أنه "بعد مرور عقد
من السنوات ما يزال العراق يصارع من اجل تلبية احتياجاته اليومية من الطاقة
الكهربائية، حيث وصل معدل الانقطاع اليومي للكهرباء إلى (16) ساعة يوميا على الرغم
من شراء (74) محركا توربينيا لتوليد ما يقارب (10) كيكاواط من الطاقة خلال العام
2008"، مبينة أنه "لم يحدث أي تقدم في عملية تنصيب هذه المحركات والمنظومات إلى قبل
فترة قريبة لأسباب تعود إلى الميزانية والتعاقد والعراقيل السياسية".
وتعهد رئيس الوزراء نوري
المالكي، في الأول من نيسان الماضي، بأنه سيضمن توفير الكهرباء هذا العام "على مدار
الساعة"، مؤكدا أن العراق لا يزال يحتاج إلى "توسيع تعاقداته" مع الشركات العالمية
من أجل توفير الطاقة الكهربائية، في حين أشاد بعمل الشركات الكورية في
العراق.
وقالت ادارة معلومات الطاقة
الأميركية أن " الشركات الصينية ستبني محطات تولد 3.8 كيكاواط تليها بحجم المشاريع
الشركات الكورية الجنوبية والشركات التركية"، ونقلت عن المدير العام في وزارة
الكهرباء عبد عبد الله قوله بـ"انه من المؤمل ان يضاعف العراق سعة الطاقة التوليدية
للكهرباء ثلاثة أضعاف لتصل الطاقة المولدة إلى 27 كيكاواط بحلول العام
2015".
وأضاف عبد الله بحسب الوكالة أن "معظم المحركات التوربينية الذي يحتاجها
هذا التوسع قد تم شرائها منذ عدة سنوات وان هناك اكثر من (20) عقدا جديدا قد تم
توقيعه لبناء محطات جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية".
وتقول المؤسسة الامريكية ان
"غالبية محطات التوليد الجديدة ستكون محطات غازية مع توفير محطات الديزل لطاقة
توليدية بمقدار 1 كيكا واط"، مضيفة انه من "المخطط أيضا استخدام الطاقة الشمسية
والهوائية لإنتاج ما مقداره (400) ميكاواط من الطاقة".
وأكدت انه "ليس هناك في
الخطة انشاء محطات (هايدرو باور)، اي محطات توليد كهرباء مائية، وذلك لشحة المياه"،
مبينة أن "العراق يسعى كذلك الى اجراء تحويرات للمحطات الغازية القديمة لتكون اكثر
فاعلية وربطها بمحطات التوزيع الاخرى".
وتشير مؤسسة معلومات الطاقة
الامريكية الى ان "التوسع الحاصل في محطات التوليد سيكون مرتبطا بتطوير البنى
التحتية لمشاريع انتاج الغاز الطبيعي التي تعاني حاليا من التلكؤ والتباطؤ، خاصة
وان معظم الغاز المصاحب للنفط يهدر حرقا، كما يتطلب انشاء محطات جديدة مد أنابيب
غاز الى المحطات التي تحتاج الى الغاز الطبيعي لتشغيلها".
وأعلنت وزارة الكهرباء، يوم
الاثنين (18 أذار 2013)، عن توقيعها عقدا مع شركة هيوسونك الكورية الجنوبية
لتجهيزها بمعدات وتصاميم لمحطة شرق الرصافة التحويلية بكلفة أكثر من 56 مليون
دولار، فيما طالبت الشركة بالالتزام بالموعد والمواصفات الفنية.
وكانت شركة STX الكورية
الجنوبية أعلنت، يوم الثلاثاء ((22 تشرين الثاني 2012)، عن مباشرتها بتنفيذ مشروع
محطتي كهرباء الديوانية الشمالية والشرقية بطاقة إجمالية قدرها 400 ميغاواط
وبكلفة232 مليون دولار، في حين بينت الحكومة المحلية أن المشروع سينعش اقتصاد
المحافظة ويعزز الطاقة التوليدية الوطنية بما يخفف من معاناة المواطنين.
وأعلنت وزارة الكهرباء، في
(20 تشرين الأول 2012)، أن المدة المقبلة ستشهد افتتاح أربع محطات كهربائية في
مناطق متفرقة من البلاد، مبينة أن ذلك سيؤدي إلى الوصول للاكتفاء الذاتي والاستغناء
عن الطاقة المستوردة، فيما أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني أن
هذه المحطات ستوفر طاقة كافية للمواطنين وللمنشآت الحيوية.
وسبق أن أكدت وزارة
الكهرباء، مطلع شباط 2012، أن أزمة الكهرباء ستحل بشكل كبير خلال العامين المقبلين،
لافتة إلى إنجاز الربط النهائي لخط (قائم ـ تيم 400 كي في) الذي تم بموجبه ربط
منظومة الكهرباء الوطنية العراقية بمنظومة الكهرباء السورية، تمهيداً لاستيراد
الطاقة عبر الربط الثماني.
ويعاني العراق نقصاً في الطاقة الكهربائية منذ بداية
سنة 1990، وازدادت ساعات تقنين التيار الكهربائي بعد العام 2003، في بغداد
والمحافظات، بسبب قدم الكثير من المحطات بالإضافة إلى عمليات التخريب التي تعرضت
لها المنشآت خلال السنوات الماضية، حيث ازدادت ساعات انقطاع الكهرباء عن المواطنين
إلى نحو عشرين ساعة في اليوم الواحد.