الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ / الجمعة 05 نيسان/أبريل 2013

الإنجيل اليوميّ بحسب

الطقس اللاتينيّ

يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟

(يوحنا 6: 68)

الجمعة 05 نيسان/أبريل2013

يوم الجمعة في ثمانيّة الفصح

إنجيل القدّيس يوحنّا .14-1:21

في ذلِكَ
الزَّمان:تَراءَى يسوعُ بَعدَئِذٍ لِلتَّلاميذِ مَرَّةً أُخْرى. وكانَ ذلكَ على
شاطئِ بُحَيرَةِ طَبَرِيَّة. وهكذا تَراءَى لَهُم:
كان قدِ اجتَمَعَ سِمْعانُ بُطرُس، وتوما الَّذي يُقالُ له التَّوأَم، ونَتَنائيل
مِن قانا الجَليل، وَابنا زَبَدى وآخَرانِ مِن تَلاميذِه.
فقالَ لَهم سِمعانُ بُطرُس: «أَنا ذاهِبٌ لِلصَّيد». فقالوا له: «ونَحنُ نَذهَبُ
معَكَ». فخَرَجوا ورَكِبوا السَّفينَة، ولكِنَّهم لم يُصيبوا في تِلكَ اللَّيلَةِ
شَيئًا.
فلَمَّا كانَ الفَجْر، وقَفَ يسوعُ على الشَّاطِئ، فَلم يَعرِفِ التَّلاميذُ
أَنَّه يسوع.
فقالَ لَهم: «أَيُّها الفِتْيان، أَمعَكُم شَيءٌ مِنَ السَّمَك؟» أَجابوه: «لا».
فقالَ لَهم: «أَلقُوا الشَّبَكةَ إِلى يَمينِ السَّفينة تَجِدوا». فأَلقَوها؛
فإِذا هُم لا يَقدِرونَ على جَذبِها، لِما فيها مِن السَّمَك.
فقالَ التَّلميذُ الَّذي أَحبَّه يسوعُ لِبُطُرس: «إِنَّه الرَّبّ». فلَمَّا
سَمِعَ سِمْعانُ بُطرُس أَنَّه الرَّبّ، اِئتَزَرَ بِثَوبِه، لأَنَّه كانَ
عُرْيانًا، وأَلْقى بِنَفْسِه في البُحَيرة.
وأَقبَلَ التَّلاميذُ الآخَرونَ بِالسَّفينَة، يجُرُّونَ الشَّبَكَة بِما فيها
مِنَ السَّمَك، ولَم يَكونوا إِلاَّ على بُعدِ نَحوِ مائَتَيْ ذِراعٍ مِنَ البَرّ.
فلَمَّا نَزَلوا إِلى البَرّ، أَبَصروا جَمْرًا مُتَّقِدًا، علَيه سَمَكٌ،
وخُبزًا.
فقالَ لَهم يسوع: «هاتوا مِن ذلِك السَّمَكِ الَّذي أَصَبتُموه الآن».
فصَعِدَ سِمْعانُ بُطرُس إِلى السَّفينَة، وجذَبَ الشَّبَكَةَ إِلى البَرّ، وقدِ
امتلأَت بِمِائَةٍ وثَلاثٍ وخَمسينَ سَمَكةً مِنَ السَّمَكِ الكَبير، ولم
تَتَمزَّقِ الشَّبَكةُ معَ هذا العَدَدِ الكَثير.
فقالَ لهم يسوع: «تَعالَوا افْطُروا!» ولَم يَجرُؤْ أَحَدٌ مِنَ التَّلاميذِ أَن
يَسأَلَه: مَن أَنتَ؟ لِعِلمِهم أَنَّه الرَّبّ.
فدَنا يسوع، فأَخَذَ الخُبزَ وناوَلَهم، وفعَلَ مِثلَ ذلك في السَّمَك.
تِلكَ المَرَّةُ الثَّالِثَةُ، الَّتي تَراءَى فيها يسوعُ لِتَلاميذِه بعدَ
قِيامَتِه مِن بَينِ الأَموات.

نصوص القراءات الليترجيّة الرسميّة: © المزامير بحسب طبعة القدس الثانية (1982) ©
وما تبقّى بحسب طبعة دار المشرق بيروت الثامنة (1982)

تعليق على الإنجيل:

القدّيس بطرس خريزولوغُس (نحو 406 - 450)، أسقف رافينا وملفان الكنيسة
العظة رقم 78

"فصَعِدَ سِمْعانُ بُطرُس إِلى السَّفينَة، وجذَبَ الشَّبَكَةَ إِلى
البَرّ، وقدِ امتلأَت بِمِائَةٍ وثَلاثٍ وخَمسينَ سَمَكةً مِنَ السَّمَكِ
الكَبير"

"فقالَ التَّلميذُ
الَّذي أَحبَّه يسوعُ لِبُطُرس: إِنَّه الرَّبّ". إنّ المحبوب يرى أوّلاً؛
المحبّة تلقي على كلّ الأشياء نظرة ثاقبة؛ من يحبّ يشعر دائمًا بحيويّة أكبر...ما
هي الصعوبة التي جعلت تفكير بطرس بطيئًا لدرجة منعته من أن يكون الأوّل الذي
يتعرّف على يسوع، كما فعل في السّابق؟ أين هي هذه الشهادة الفريدة التي جعلته
يصرخ: " أنت المسيح ابن الله الحيّ"؟ (مت 16: 16). أين هو؟ كان بطرس قد
دخل لدى قيافا، عظيم الكهنة، حيث سمع بسهولة همس خادمة، غير إنّه تأخرّ في التعرّف
على الربّ.
"فلَمَّا سَمِعَ سِمْعانُ بُطرُس أَنَّه الرَّبّ، اِئتَزَرَ بِثَوبِه،
لأَنَّه كانَ عُرْياناً، وأَلْقى بِنَفْسِه في البُحَيرة..." كم هذا غريب
أيّها الأخوة! ... يصعد بطرس إلى المركب عاريًا، ويلقي بنفسه في البحيرة بملابسه!
... المذنب يتغطّى دائمًا ليختبئ. هكذا، مثل آدم، يرغب بطرس اليوم أن يغطّي عريه
بعد خطئه؛ قبل أن يُخطِئا (أي آدم وبطرس)، لم يكن الاثنان يرتديان سوى عريٍ مقدّس.
"ائتزر بثوبه...وألقى بنفسه في البحيرة". كأنه كان يأمل بأن تغسل
البحيرة هذا اللباس القذر الذي هو الخيانة. ألقى بنفسه في البحيرة لأنّه كان يريد
أن يكون الأوّل مرّة أخرى، هو الذي مُنِحَت له أعظم المسؤوليّات (مت 16: 18).
ائتزر بثوبه، لأنّه كان يجب أن يأتزر بمعركة الشهيد، بحسب كلام الربّ:
"...شدّ غيرك لك الزنّار، ومضى بك إلى حيث لا تشاء" (يو 21: 18).
"وأقبل الآخرون بالسفينة، يجرّون الشبكة بما فيها من السمك" (يو21: 8).
بجهد كبير يعيدون معهم الكنيسة المرميّة في رياح العالم. هي التي حملها الرجال في
شبكة الإنجيل نحو نور السماء والتي أخرجوها من الهوّة ليقودوها إلى الربّ.