واشنطن تكشف عن شروط
المالكي لتنفيذ مطالب الاكراد كتابات
أعلنت وزارة الخارجية
الأميركية، اليوم أنها تؤيد "قيام حكومة أغلبية سياسية" في العراق شرط أن يكون ذلك
وفقا للدستور، وفي حين اكدت أن دور الولايات المتحدة في العراق "حيادي"، شددت على
أنها تخرج عن تلك الحيادية "مع بعض الأطراف بحسب التوقيت والموضوع المطروح"، مؤكدة
أن ذلك يكون "خلف الأبواب الموصدة" واوضحت ان المالكي يشترط للموافقته على مطالب
الاكراد دعمهم لولايته الثالثة.
وقال مستشار وزير الخارجية
الأمريكي بريت ماكجورك خلال لقائه بعدد من الصحافيين في مقر السفرة الأميركية في
بغداد من بينهم مراسل (المدى برس) "دور الولايات المتحدة بالعراق حيادي، وتشجع
جميع الاطراف ان يلعبوا دورا ايجابيا ضمن الدستور، وأن يقدموا تنازلات لبعضهم"،
مستدركا "وإذا كان هناك اتجاه لتشكيل حكومة أغلبية فلتكن ولكن ضمن الدستور
وبموافقة الجانب العراقي".
وأضاف ماكجورك "كل شيء ضمن
الدستور نحن معه، وعلى الأطراف السياسية بالعراق أن تلعب اللعبة السياسية وفقا
للإطار الدستوري"، وأكد أن قيام حكومة أغلبية سياسية "أمر دستوري"، موضحا بالقول
"فمثلا كان كثير من اللغط يدور حول سحب الثقة عن رئيس الوزراء وكان هذا الطلب
دستوري ونحن معه لأنه ينسجم مع الدستور، كذلك الأغلبية السياسية".
ويعمل ماكجورك حالياً
كمستشار أول لوزير الخارجية الأمريكية لشؤون العراق، وعمل بالعراق ما بين سنة
2005-2009 كمستشار للسفير راين كروكر والسفير كريستوفر هيل في بغداد، وقبل ذلك
مستشاراً للشؤون الدولية في مجلس العلاقات الخارجية وفي مجلس الأمن
القومي.
ورشح ماكجورك لمنصب السفير
الأميركي في العراق صيف العام 2012 قبل تعيين السفير الحالي ستسفن بيكروفت إلا أنه
استبعد من المنصب بسبب فضيحة نجمت عن علاقة غرامية أقامها ماكجورك مع صحافية
أميركية خارج زواجه، كما لاقى ترشيحه اعتراضات شديدة من قبل القائمة العراقية
بزعامة أياد علاوي التي اتهمته بأنه متعاطف مع رئيس الحكومة وسياسته، وقدمت
اعتراضا رسميا للكونغرس الأميركي على ترشيحه كسفير في العراق.
وتوقع مستشار وزير الخارجية
"حدوث تغييرات كبيرة بالعراق خلال السنتين المقبلتين"، وبين أن "انتخابات مجالس
المحافظات، والانتخابات النيابية ستؤديان إلى هذا التغيير، إضافة الى حدوث كثير من
التغيرات بالمنطقة"، لافتا بالقول "انتظروا لأنه سيحدث كثير من التغييرات
".
وأكد بريت ماكجورك أنها
"على الرغم من دورنا المحايد الذي نلعبه، لكننا صارمون جدا في بعض الاحيان مع بعض
الأطراف السياسية عندما يتطلب الأمر، بحسب الوقت والموضوع المطروح"، مبينا "ونجن
نلعب هذا الدور خلف الأبواب الموصدة".
وكانت القائمة العراقية
أبدت اعتراضا شديدا في ربيع العام 2012 في رسالة وجهتها إلى الكونغرس الأميركي على
قيام الرئيس الامريكي باراك اوباما بترشيح بريت ماكجورك لتولي منصب سفير الولايات
المتحدة في بغداد، وأكدت أن ماكجورك "غير محايد".
وقالت المذكرة ان السفير
المرشح قد عمل خلال اشغاله منصب المستشار السياسي للسفارة الامريكية على احداث
انشقاقات داخل القائمة العراقية ناهيك عن تحيزه الواضح، كما تقول المذكرة، الى
المالكي في صراعاته ضد خصومه السياسيين. واتهمت المذكرة (ماكجورك) بأنه، في حال
جرى تعيينه في منصب سفير بلاده ببغداد، فأنه "سيعمل على تدمير القائمة
العراقية".
ويعتبر ائتلاف دولة القانون
ورئيسه نوري المالكي من أكثر الأطراف الداعية لمشروع "حكومة الأغلبية السياسية"
وكان المالكي لوح خلال الأشهر الأخيرة عشرات المرات بتشكيل حكومة أغلبية سياسية
وطالب معارضيه بالانسحاب من الحكومة والتوجه إلى المعارضة السياسية، مؤكدا أن حكومة
الشراكة باتت "عبئا على تطور البلاد وتقدمها بسبب عراقيل الشركاء".
كما تعد تصريحات بريت
ماكجورك مغايرة تماما للانطباعات السياسية التي تركها جون كيري في خلال زيارته إلى
العراق في 24 آذار 2013 والتي رشح عنها تسريبات أكدت أنه أبلغ المالكي بعدم رضاه
عن سياسته الداخلية وحتى الخارجية خصوصا تعامله مع الملف السوري ومساعدة إيران على
تهريب الأسلحة إليها. كما أنها المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول أميركي دعمه
لحكومة الأغلبية السياسية في العراق في وقت كان يحرص جميع المسؤولين الأميركيين
على الحفاظ على مبدأ الشراكة السياسية في العراق وتمثيل جميع المكونات في
الحكم.
وأطلق وزير الخارجية
الأميركي جون كيري خلال زيارته لبغداد، أمس الاحد، سلسلة مواقف اليوم حملت
انتقادات للحكومة العراقية في مواضيع شتى، اذ انتقد "تساهل العراق مع عمليات نقل
الأسلحة إلى ايران واكد، أن المسؤولين في الإدارة الأميركية يتابعون عن كثب عمليات
عبور الطيران الإيراني عبر الأجواء العراقية لمساعدة النظام السوري على البقاء،
وبين أن هؤلاء يتساءلون "كيف لنا حلفاء في العراق ويسمحون بحصول ذلك؟"، داعيا في
هذا الصدد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي للمساعدة على تنحي الرئيس السوري
بشار الأسد من منصبه وليس إبقائه فيه.
كما انتقد كيري قرار
الحكومة العراقية بتأجيل الانتخابات في محافظتي نينوى والأنبار، وناشد رئيس مجلس
الوزراء العراقي نوري المالكي بإعادة النظر بالقرار، وشدد أن الولايات المتحدة ترى
ضرورة مشاركة الجميع في الانتخابات، مؤكدا أن "مبررات" الحكومة العراقية لتأجيل
الانتخابات "غير مقنعة".
وانتقد كيري كذلك المعارضين
لسياسية رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي و"الغاضبين" منه بسبب انسحابهم من
الحكومة، ودعاهم الى عدم التخلي عن النظام الجديد، واكد أن الولايات المتحدة
الأميركية مستمرة باحترام دورها الداعم للعراق وفقا لاتفاقية الاطار الاستراتيجي،
في حين شدد على أن العراق يواجه تحديات كبير في عدة مجالات على الرغم من كونه
اقتصاده الأسرع نموا في المنطقة خلال عام 2012.
فيما ابدى كيري قلقه وخوفه
من انهيار ما تم بناؤه من مرتكزات ديمقراطية، داعيا الأطراف العراقية كافة إلى
التعاون من اجل إتمام الشراكة الوطنية وتجاوز الأزمات"، لافتا إلى أن الولايات
المتحدة الأميركية لا تزال ملتزمة تجاه العراق في اطار الشراكة الاستراتيجية بين
البلدين.