تعليم البابا
فرنسيس خلال المابلة العامة في 3 أبريل 2013 في ساحة القديس بطرسالفاتيكان, 8 ابريل 2013 (موقع الفاتيكان) -
الأخوات والإخوة الأحباء ، صباح الخير! نستأنف اليوم التعليم المسيحي الخاص
بسنة الإيمان. نكرر في قانون الإيمان هذا التعبير: "وقام من بين الأموات في
اليوم الثالث كما جاء في الكُتب". إنه الحدث الذي مازلنا نحتفل به: أي قيامة
يسوع، محور الرسالة المسيحية، والذي سُمع صداه منذ البداية وقد نُقل حتى يصلَ
إلينا. يكتب القديس بولس إلى مسيحي كورنثوس: "سَلَّمتُ إِلَيكم قبلَ كُلِّ
شيَءٍ ما تَسَلَّمتُه أَنا أَيضًا، وهو أَنَّ المسيحَ ماتَ مِن أَجْلِ خَطايانا
كما وَرَدَ في الكُتُب، وأَنَّه قُبِرَ وقامَ في اليَومِ الثَّالِثِ كما وَرَدَ في
الكُتُب، وأَنَّه تَراءَى لِصَخْرٍ فالاْثَني عَشَر" (١ كو ١٥، ٣- ٥). إن
اعتراف الإيمان المختصر هذا يُبشر بحقيقة "السر الفصحي"، مع ظهورات
القائم الأولى لبطرس وللاثني عشر: بأن موت وقيامة يسوع يشكلان قلب رجائنا.
فبدون الإيمان بموت وقيامة يسوع يصبح رجاؤنا ضعيفًا، بل ولن يعد رجاء، ففي الحقيقة،
ان موت وقيامة يسوع من بين الأموات يشكلان قلب رجائنا. يؤكد الرسول: "إِذا لم
يَكُنِ المسيحُ قد قام، فإِيمانُكم باطِل ولا تَزالونَ بِخَطاياكم" (آية 17).
ولكن للأسف، لم تَغب، ولا تغيب، المحاولات التي تُريد التشكيك في الإيمان بقيامة
يسوع أو طمسه، محاولات تظهر حتى بين المؤمنين أنفسهم، بين أصحاب الإيمان
"السطحي" – أي كـ"ماء الورد"، كما يُقال [في اللغة
الإيطالية]-؛ لا بين أصحاب الإيمان القويّ. وهذا بسبب السطحية، وأحيانا بسبب عدم
الاكتراث، أو بسبب الانشغال بألف شيء واعتبار أن هذه الأشياء أهم من الإيمان، أو
بسبب نظرة أفقية فقط للحياة. إلا أن القيامة هي ذاتها التي تفتحنا على الرجاء
الأكبر، لأنها تفتح حياتنا، وحياة العالم، على مستقبل الله الأبدي، على السعادة
التامة، على اليقين بأنه يمكن هزيمة الشر والخطيئة والموت. إن الإيمان بالمسيح
القائم، وبالقيامة، يعني عيش الواقع اليومي بثقة أكبر، ومواجهة ما يعترضنا بشجاعة
وبالتزام. إن قيامة المسيح تضيء بنور جديد هذا الواقع اليومي. إن قيامة المسيح هي
قوتنا!.
كيف نُقلت لنا حقيقة الإيمان بقيامة
المسيح؟ هناك طريقتان للإفادات في العهد الجديد: بعضها في شكل الإقرار بالإيمان،
أي الصيغ المُختصرة التي تُشير إلى قلب الإيمان؛ أما البعض الأخر فهو في شكل سرد
حدث القيامة، والوقائع المرتبطة بها. أولا شكل "الإقرار بالإيمان" هو،
على سبيل المثال، ما سمعناه للتو [في الرسالة إلى كنيسة كورنثوس]، وكذلك ما جاء في
الرسالة إلى روما والتي يقول فيها القديس بولس: "فإذا شَهِدتَ بِفَمِكَ أَنَّ
يسوعَ رَبّ، وآمَنتَ بِقَلبِكَ أَنَّ اللّهَ أَقامَه مِن بَينِ الأَموات، نِلتَ
الخَلاص" (١٠، ٩). وهي شهادات تُبرز كيف أن الكنيسة مُنذ بدايتها كان لديها
الإيمان الراسخ والصريح بسر موت وقيامة يسوع من بين الأموات. لكني اليوم أودُّ
التوقف عند الشكل الثاني، أي عند الشهادات التي تأخذ شكل "السرد"، والتي
نلقاها في الأناجيل. نلاحظ أولا أن الشهود الأوائل لهذا الحدث كنَّ نساءً. ففي فجر
اليوم الثالث لموت يسوع، ذهبنَّ إلى القبر لدهن الجسد، كما جرت العادة، وهناك
وجدنَّ العلامة الأولى: أي "القبر الفارغ" (را مر ١٦، ١). يتبع هذا لقاء
مع ملاك الله الذي يعلن لهنَّ: يسوع الناصري، المصلوب، ليس ها هنا، إنه قام (را
الآيات ٥- ٦). إن النسوة كُنَّ مدفوعات من الحب، وعرفنَّ استقبال هذه البشرى
بإيمان: فآمنَّ، ونقلنَّ سريعا هذه البشرى، ولم يحتفظنَّ بها لذواتهنَّ، بل قمنَّ
بنقلها. فلم يستطعنَّ الإبقاء على فرحة معرفة أن يسوع حيّ، وعلى الرجاء الذي يملئ
القلوب. إن هذا ما ينبغي أن يحدث أيضًا في حياتنا نحن أيضا. أن نشعر بفرح كوننا
مسيحيين! فنحن نؤمن بالقائم من بين الأموات والذي انتصر على الشر وعلى الموت! ولدينا
الشجاعة "للخروج"، ولحمل هذا الفرح وهذا النور إلى كل الأماكن في حياتنا
وإلى الجميع! فقيامة المسيح هي ثقتنا الأكثر يقينا؛ إنها الكنز الثمين! فكيف لنا
ألا نشارك الآخرين هذا الكنز، وهذا اليقين؟ إنه ليس لنا فقط، بل لكي ننقله، لكي
نعطيه للآخرين، لكي نشاركه معهم. فهذه هي في الحقيقة شهادتنا.
عنصرٌ أَخَرٌ. في إقرارات الإيمان
الواردة في العهد الجديد، فإن شهادات القيامة قد رواها الرجال فقط، أي الرسل،
فالنسوة لم يسردنَّ الظهورات. هذا لأن، بحسب الشريعة اليهودية لذلك الوقت، لم يكن
ممكنا للنساء أو للأطفال أن يقدموا شهادة موثوق بها أو ذات مصداقية. في الأناجيل،
على عكس ذلك، نجد أن دور النساء كان أوليًّا وجوهريًّا. ومن هذا المنظور يمكننا
استخلاص عنصر لصالح تاريخية القيامة: فإذا كانت القيامة هي مجرد حقيقة قد تم
اختراعها، لِما كانت قد ارتبطت بشهادة النسوة. فالإنجيليون كانوا يروون ببساطة ما
حدث: وقد كان النسوة هنَّ أول الشهود. هذا يوضح أن الله لا يختار وفقا للمعايير
البشرية: فأول شهود لميلاد يسوع كانوا الرعاة، أُناس بسطاء ومتواضعون؛ وأول شهود
القيامة كنَّ النسوة. ما أجمل هذا! لأن في هذا تكمن رسالة النساء. الأمهات،
والنساء! أي تقديم الشهادة لأبنائهنَّ ولأحفادهنَّ بأن يسوع هو حيٌّ، إنه الحيّ،
إنه القائم من بين الأموات. يا أيتها الأمهات والنساء إذهبنَّ للأمام بهذه
الشهادة! فما يهم الله هو القلب، عندما نكون مُنفتحين عليه، وأن نكون كالأطفال
الذين يثقون بوالديهم. إن هذا يجعلنا نفكر أيضا في كيف أن النساء، في الكنيسة، وفي
مسيرة الإيمان، كان لديهنَّ، ولهنَّ أيضا اليوم، دورًا خاصا في "فتح"
الأبواب أمام الرب، وفي اتباعه، وفي توصيل وجهه، لأن وجه الإيمان يحتاج دائما
للوجه البسيط والعميق للمحبة. إن الرسل والتلاميذ قد وجدوا صعوبة في الإيمان بالقائم،
أما النساء فلم يجدن. بطرس ركض إلى القبر، ولكنه توقف عند القبر الفارغ. وتوما
أراد أن يلمس بأصابعه جراح جسد يسوع. وأيضا في مسيرتنا الإيمانية فمن المهم معرفة
أن الله يحبنا والإحساس به، وعدم الخوف من أن نبادله الحب بالحب: إن الإيمان
يُعترف به بالفم وبالقلب، بالكلمة وبالمحبة.
يتبع الظهورات للنسوة ظهور القائم
لصخرة [بطرس] ثم للاثني عشر، وللآخرين: إن يسوع قد جعل نفسَّه حاضرا بطريقة جديدة:
إنه المصلوب، ولكن جسده هو جسد مُمَجد؛ أي أنه لم يرجع إلى الحياة الأرضية، بل إلى
حالة جديدة. فلم يتعرفوا عليه في البداية، بل استطاعت أعينهم أن تنفتح فقط من خلال
كلماته وأفعاله: فاللقاء مع القائم من بين الأموات يغيِّر، ويعطي قوّةً جديدة
وأساسا صلبا لإيمانهم. وأيضا بالنسبة لنا، فهناك الكثير من العلامات التي من
خلالها يُعرفُنا القائمُ بنفسِّه: الكتاب المقدس، الإفخارستيا، وبقية الأسرار،
وأعمال المحبة، أي أفعال المحبة التي تحمل شعاعا من قيامة المسيح. دعونا نترك
أنفسنا لتنيرنا قيامة المسيح، نترك أنفسنا لتبدلنا بقوتها، لكي من خلالنا تغيب
علامات الموت من عالمنا وتحل مكانها علامات الحياة.
رأيت اليوم الكثير من الشباب في
الساحة. لكم أقول: إثبتوا في هذا اليقين: الرب حيٌّ ويسير بجانبكم في الحياة. هذه
هي رسالتكم! أن تحملوا للأمام هذا الرجاء. ارتكزوا على هذا الرجاء: أنظروا إلى
السماء وتمسكوا بهذا الحبل بقوة، ثابتين وسائرين للأمام بالرجاء. أنتم، شهود يسوع،
فاشهدوا بأن المسيح حيٌّ، وبأن هذه الحقيقة تعطينا الرجاء، وتقدم الرجاء إلى هذا
العالم المثقل بالحروب والشر والخطيئة. انطلقوا للأمام أيها الشباب!.
****************
كلمة قداسة البابا إلى الحجاج
الناطقين باللغة العربية:
"الحجاج الأحباء الناطقون باللغة
العربية وفي الشرق الأوسط: إن قيامة المسيح هي أساس أيماننا المسيحي، فالقيامة لم
تُولد في الكنيسة بل أن الكنيسةَ قد ولِدت من القيامة. فلا تخافوا أن تبشروا
بالمسيح مصلوبا وقائما ومنتصرا على الشر وعلى الموت، عبر شهادة الحياة وأعمال
الرحمة والمحبة. عيد فصح مبارك!. ولكم جميعا أمنح البركة الرسولية!".
****************
© جميع الحقوق محفوظة 2013 – حاضرة
الفاتيكان
بياناتإن اللبنانيين ليسوا وقودا لأي صراع
سياسي، بل هم مواطنون لهم حقوق أساسية يكفلها الدستور نداء المطارنة الموارنة – الاربعاء 3 نيسان 2013بكركي, 8 ابريل 2013 (زينيت) - بتاريخ الثالث من نيسان 2013 عقد أصحاب
السيادة المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري برئاسة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك
مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، ومشاركة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك
الكردينال مار نصر الله بطرس صفير، وحضور الرؤساء العامّين، وبعد تقديم التهنئة
بعيد الفصح المجيد لأبنائهم ولكل اللبنانيين، والإعراب عن شكرهم لله على إعطائه
الكنيسة حبراً اعظم جديداً هو البابا فرنسيس، وبنتيجة التداول بالأوضاع
المعقّدة التي تلّف البلاد، رأوا، انطلاقًا من المسؤولية التاريخية الملقاة على
عاتق البطريركية المارونية، أن يوجّهوا إلى اللبنانيين عمومًا وإلى
المسؤولين خصوصًا النداء التالي: إن عيد القيامة، عيد
انتصار الحياة على الموت والحرية على العبودية، وخصوصًا عبودية الخطيئة التي تتحكم
بالجنس البشري والتي تمتد إلى البنى الإجتماعية والسياسية، يحثنا على قراءة واقعنا
الحرج وقد باتت تتحكم به أكثر من خطيئة في حق الكيان والدولة، فرأينا من
واجبنا أن نذكّر ونحذّر: إن لبنان يحتاج إلى روح الفصح، إلى الإعتاق مما يقترف
بحقه. إنه يحتاج إلى توبة عميقة بسبب التراجع الخطير عن التعلق بالدولة، حتى أن
هذا التراجع أوشك على إصابة الكيان. وأهم شاهد على ذلك مظاهر تلاشي حب الوطن لدى
الكثيرين. يترافق هذا التلاشي مع كسوفٍ في روح المسؤولية الوطنية والسياسية
الجامعة لدى الكثيرين من القيّمين على الشأن العام، فصار لبنان أسير الانشطارات
السياسية، وكاد يفقد وحدته الوطنية التي هي شرط قيام كل دولة.
لقد حان وقت الحقيقة.
إننا نناشد ضميركم أيها المسؤولون: الوطن ليس مجالاً لمشاريع خاصة، أو حقل تجارب،
أو ورقة في يد أي كان أو أي دولة أو جهة. إن المسؤولية الخطيرة الملقاة على عاتقكم
تحثكم على عدم التهاون مع ما يهدّد الدولة ووحدتها وتماسكها. ولا يستطيع لبنان أن
يستمر إذا ما حاول أي طرف من الأطراف فرض إرادته على الآخرين، ضارباً عرض الحائط
الحقيقة التي بني عليها لبنان، وهي الميثاق الوطني الذي يعني باختصار: أن لبنان
وطن للجميع، وشؤونه من مسوؤلية الجميع متكافلين متضامين، لا احتكار فيه لفئة دون
أخرى. إن الميثاق الوطني مهدّد اليوم بتوجهات آحادية تنزع عنه صفته التوافقية.
والتوافق يكون على أساس مسلّمات الدستور، لا على أي معادلات أخرى تفرض من هنا او
من هناك.
وممّا ترتّبه هذه المسلّمات على
المسؤولين إعتبار ما يلي:
1. إن اللبنانيين ليسوا
وقودا لأي صراع سياسي، بل هم مواطنون لهم حقوق أساسية يكفلها الدستور، وأهمها الحق
في الحياة، وفي الحرية والترقي، فليس مسموحًا لأحد أن يسلبهم هذه الحقوق. من هنا
يتوجب على المسؤولين حماية هذه الحقوق بعدم رهن السلطة السياسية لحسابات خاصة،
وعدم تحويل الأجهزة الأمنية مجرد قطاعات تُفاوض المنتهكين لهذه الحقوق. على
المسؤولين السياسيين احترام الدستور في أصوله وفروعه، وفصل القضية الأمنية عن
القضية السياسية، لما فيه خير الجميع، وعدم تصنيف الأجهزة الأمنية تصنيفات سياسية
وفئوية، لا بل مناطقية وهذا يعطّل دورها. وقد خبرنا جميعًا نتائج التلاعب بالأمن
في ما مضى، ولا يجوز أن ينحدر لبنان مجدّدًا إلى مرحلة اللا أمن.
2. إن الفراغ في السلطة
الإجرائية لا يخدم أحدًا، بل يدخل البلاد في حال من الفوضى السياسية، لا أحد يعرف
ما ستؤول إليه. لكن تجارب الحكومات الماضية كلّها تشير إلى أن أية حكومة لا يكون
منطلقها وغايتها وأهدافها لبنانية صرفة، أي متشربة من الدستور والميثاق ومبنية على
خير المواطنين، لهي أشبه ببيت بني على الرمل. وكل حكومة لا تتوافر فيها رؤية جامعة
كان مصيرها الفشل. وكل حكومة بدأت متعثرة أنتهت مشلولة. كل ذلك يدعونا إلى تفكّر
عميق في ماذا نريد من حكومات لبنان؟ وأيَّ مصالح تخدم هذه الحكومات؟
3. إن احترام
الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها خير دليل على صدقية الأطراف في الحفاظ على
الديمقراطية والدستور. وهذه الأطراف مسؤولة عن رفع الوصاية السياسية عن لبنان،
بعدما تغنىّ الكثيرون برفع الوصاية العسكرية. إن قانوناً جديدا للإنتخاب ليس وجهة
نظر، أو مسألة تفاوض، بل هو قضية ملزمة لا يمكن لأحد التهاون بها أو التلاعب
بمصيرها. وهو قضية حق ومطلب عدالة يكفلهما الميثاق الوطني والدستور. فالتراخي في
موضوع قانون الانتخاب الذي يكفل التمثيل الحقيقي للجميع، يضرب صلب الميثاق، ولا
نخال أن أحدًّا يتحمل نتائج التلاعب بالميثاق، لأن الميثاق ليس قضية عدد بل هو
متصلٌ بطبيعة الكيان اللبناني. فلا يحقّ للنّواب بعد سبع سنوات من دراسة مشاريع
قانون للإنتخاب أن يتخلّفوا عن إقرار القانون الأعدل والأنصف والأنسب لكلّ
اللبنانيين، يكون بديلاً عن قانون الستّين، ويجنّب البلاد التمديد للمجلس النيابي.
4. إن الوضع الإقتصادي
يهدّد البلاد بمستقبل قاتم. فبات من واجب السلطة السياسية إصلاحه. فالإقتصاد هو من
العوامل الأساسية في ثبات الدولة، كما أن الإقتصاد العام ليس مرفقاً خاصّاً يكون
الوطن والمواطن ملحقَين به ومرهونَين له.
5. إن موضوع سيادة
الدولة يحتّم على الجميع السعي الى إقرار حياد لبنان وعدم انخراطه في
المحاور الإقليمية والدولية. فليس لبنان ورقة أو ساحة تستعملها المحاور لتحقيق
مآربها، بل نريده منارة على المتوسط لا قنديلاً خافتا. وذلك يتطلّب أن يقتنع
المسؤولون بفوائد هذا الحياد، ويعملوا على بلورة إرادة وطنية جامعة حول هذا
الموضوع، ويسعوا الى إقناع المرجعيات الدولية والإقليمية بالدور الإيجابي الذي
يمكن أن يلعبه لبنان إذا ما حيّد عن الصراعات الإقليمية، وأعطي أن يعيش شعبه
بسلام.
إن لبنان إما أن يعود
كما عرفه الجميع، أرض تلاقٍ وعيش مشترك، ودولة ديمقراطية على المتوسط، وإلاّ لا
قيمة خاصة لوجوده. يحتاج الأمر إلى قرار اللبنانيين معًا، ولا يحلّ
أحد آخر مكانهم في هذا القرار.
إفرحي يا ملكة السماءقداسة البابا فرنسيس صلاة: يا ملكة
السماء يوم أثنين الملاك ١أبريل ٢٠١٣ بساحة القديس بطرسصباح الخير، وعيد فصح مُبارك على
الجميع!
أشكركم اليوم أيضًا على مجيئكم بأعداد
كبيرة، لنتقاسم فرح الفصح، قلب سر الإيمان. لتتمكن قوة قيامة المسيح من أن تصل لكل
شخص - خاصة مَنْ يتألم - ولجميع الأوضاع الأكثر احتياجا إلى ثقة وإلى رجاء.
لقد أنتصر يسوع على الشر بطريقة
نهائية وكاملة، ولكن يتوقف علينا، على البشر في كل زمان، قبول هذا الانتصار في
حياتنا وفي الواقع الملموس للتاريخ وللمجتمع. يبدو لي أنه من المهم الإشارة إلى
نسأله من الله في الليتورجيا: "أيها الآب، يا من تُنمي كنيستَك وتهبها أبناءً
جُدد، امنح المؤمنين بك أن يعبروا في حياتهم عن السر الذي قبلوه في الإيمان"
(صلاة مقدمة القداس الخاص بيوم أثنين الملاك، بحسب الطقس اللاتيني).
صحيح، أن المعمودية التي تجعلنا
أبناءً لله، والإفخارستيا التي توحدنا مع المسيح، يجب أن يتحولا إلى حياة، يجب أن
يترجما إلى تصرفات، مواقف وسلوكيات، واختيارات. فإن النعمة الموجودة في الأسرار
الفصحيِّة هي إمكانية لتجديد عظيم للوجود الشخصي، ولحياة العائلات، وللعلاقات
الاجتماعية. ولكن كل شيء يمر عبر القلب الإنساني: فإن تركت أنا نفسي لكي تصلني
نعمة المسيح القائم، وإذا سمحت له أن يغيرني في الناحية غير الجيدة – تلك التي قد
تتسبب في أذى لذاتي وللآخرين- فأنا أسمح لنصرة المسيح أن تتدخل في حياتي، وأن تبسط
عملَها الصلاح. إن هذه هي قوة النعمة! فمع نعمة المعمودية والتناول الإفخارستي
يمكنني أن أتبدل إلى أداة لرحمة الله، أي لتلك الرحمة الإلهية الرائعة.
إن التعبير عن السر التي قبلناه في
الحياة: هو، أيها الأخوة والأحوات الأحباء، التزامنا اليومي، بل أقول إنه هو فرحنا
اليومي! فرحة أن نشعر أنفسنا كأدوات لنعمة المسيح، كأغصان الكرمة - تلك الكرمة
التي هي المسيح ذاته – نقتات من عُصارة روحِه.
فلنصلي معا، في اسم الرب المائت
والقائم، وبشفاعة مريم كليِّة القداسة، لكي يتمكن السر الفصحي من أن يعمل بعمق
فينا، وفي وقتنا، حتى تترك الكراهية المكان للمحبة، والكذب المكان للحقيقة،
والانتقام المكان للمغفرة والحزن المكان للفرح.
بعد صلاة: إفرحي يا ملكة
السماء
أحيِّ جميعكم بمحبة، أيها الحجاج
الأعزاء القادمين من مختلف القارات للمشاركة في لقاء الصلاة هذا.
أرجو لكل واحد منكم أن يقضي وقتا
بهيجا في يوم "اثنين الملاك" هذا، والذي فيه يُسمع بقوة صدى البُشرى
المجيدة للفصح: المسيح قام! عيد فصح مجيد على الجميع!
عيد فصح مجيد على الجميع، وغداء طيب!
© جميع الحقوق محفوظة 2013 –
حاضرة الفاتيكان
عظات"لمّا رأى توما جراحات يسوع،
هتف: ربّي وإلهي" (يو20: 27-28) عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي الأحد الجديد - بكركي،
الأحد 7 نيسان 2013بكركي, 8 ابريل 2013 (زينيت) - 1. صدم موتُ يسوع على الصليب تلميذه
توما، صدمةً شديدةً للغاية جعلته غيرَ مُصدّقٍ خبرَ قيامته من الموت، وغيرَ مؤمنٍ
بأنّه قادر أن يقوم. ولكن، ما إن رأى جراحات يدَيه وجنبِه، آمنَ بألوهيّته، فهتف:
"ربّي وإلهي". وهكذا أصبحت جراحاتُ يسوع البرهانَ
على قيامته، والعلامةَ لحضوره بيننا. 2. يسعدني أن أُرحّب بكم
جميعًا، وبخاصةٍ بدولة الرئيس العماد
ميشال عون، رئيسِ التيار الوطني الحر، وبالسّادة الوزراء والنوّاب
من كتلة الإصلاح والتغيير وبمسؤولي التيار الوطني الحر في الاقضية، وأُرحّب بالشبيبة التي
شاركت في مسيرة درب الصليب، يوم الجمعة العظيمة في الكوليزيه بروما، بقيادة قداسة
البابا فرنسيس، وفي وضع تأملات مراحل درب الصليب، برغبة خاصّة من قداسة البابا
بندكتوس السادس عشر. كما نرحّب أيضًا بأهالي الشابَّين المخطوفَين في
نيجيريا، وهما عماد العنداري من داربعشتار-
الكوره، وكارلوس أبو عزيز من درب السيم- صيدا. لقد خُطفا
منذ ما يقارب الشهرَين مع خمسة آخرين من غير جنسيات. ولم تُسفر، بعد، الجهودُ
المبذولة لتخليصهما. إننا نذكرهما بصلاتنا، مع أهلهم، راجين تحريرهما مع المخطوفين
الآخرين. ونسأل الله أن يمَسَّ قلوب الخاطفين بالمشاعر الإنسانية، فيُطلِقوا
صراحَهم، هم المنتهكة كرامتُهم وحقوقُهم في العيش الآمن والكريم ولاسيما في دفء
العائلة. إنّ موت المسيح وقيامتَه تذكّرنا جميعًا بقيمة كلّ شخص بشري وبكرامته
وقدسيّته.
3. أتيتم أيها الحاضرون، لكي نحتفل
معًا بالأحد الجديد. وهو الأحدُ الثاني من زمن قيامة الرب
يسوع من الموت، ويُسمّى جديدًا، لأنّه بدايةُ
حياةٍ جديدةٍ فينا وفي العالم، تنبع من العهدِ الجديد الذي
حقّقه المسيحُ بسرّ موته وقيامتِه، المتواصل في سرّ القداس، المعروفِ بالليتورجيّا
الإلهيّة، ليتورجيّا الأحد، ويُسمّى جديدًا لأنّ
بالمسيح "صار كلُّ شيءٍ جديدًا"(رؤ21: 6)، وابتدأ فينا الإنسانُ
الجديد الذي نلناه بالمعموديّةِ والميرون، ولبسنا رمزه،
الثوبَ الأبيض، وهو رمزُ النعمة والحياة الجديدة. ويُسمّى
جديدًا، لأنّه أصبحَ النموذجَ لكلّ يوم أحد، نُحيي فيه فصح الرب
الأسبوعي، فتلتقي الجماعة المؤمنة مع المسيح المخلّص والفادي، الحاضر في سرّ
القربان، وتُجدِّدُ الإيمان به، وتنالُ الخلاص.
4. "وقفَ يسوع
في وسط التلاميذ والأبواب مغلقة". مكانُ يسوع الدائم في وسط
الجماعة، لأنّه المنتصر على الخطيئة والموت، وهو الذي يجمع
الجماعة ويوحّدها، وهي تلتئم حوله وباسمه. جماعة المؤمنين تؤلّفُ جسده الذي هو
رأسه. في كل مرّة تلتئم الجماعةُ المسيحيّة في قداس الأحد، يكون الربُّ يسوع في
وسطها؛ وفي كلّ مرّة "يجتمع اثنان أو ثلاثة للصلاة يكون هو
بينهم"(متى18: 20). يسوع هو الألف والياء، الأول والأخير، البداية
والنهاية"(رؤ1: 8).
هو في الوسط، بصورة "الحمل المذبوح" الذي
حملَ خطايا العالم، وكفّرَ عنها بموته على الصليب، وصالح الجنسَ البشريَّ وكلَّ
إنسان مع الله، وأفاضَ من ذبيحة ذاته على الصليب الغفرانَ والنعمةَ المتمثّلة
بأسرار الخلاص السبعة، وأصبح هذا الحملُ الفصحيّ الجديد وليمةَ الحياة الإلهية
التي تُحيي كلَّ إنسان. هذا الحمل المذبوحُ الممجّد رآه
يوحنّا الرسول في رؤياه، إذ كتب: "وأراني نهر ماء الحياة برّاقاً
كالبلّور، جارياً من عرش الله والحمل"(رؤيا 22: 1). ورأى يوحنا ليتورجيّا
السماء التي تمجّد الحمل المذبوح: "ورأيت فإذا جمعٌ غفير، لا
يُحصى، من كلِّ أمّة وقبيلة وشعب ولسان، واقفون أمام العرش وأمام الحمل، وموشَّحون
بالحلل البيضاء، وبأيديهم سعف النخل، وهم يهتفون بصوت عظيم قائلين: "الخلاص
لإلهنا الجالس على العرش وللحمل. وكان جميع الملائكة واقفين حول العرش والشيوخ
والأحياء الاربعة، فسقطوا على وجوههم أمام العرش وسجدوا لله قائلين: "آمين:
البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقوّة والقدرة لإلهنا إلى أبد الأبدين،
آمين"(7: 9-12).
إنّها ليتورجيّا
السماء حول الحمل المذبوح الممجّد، التي نعكسها في ليتورجيّا
الأحد، ذبيحة القداس، التي نقيمها أسراريًّا مع المسيح الكاهن
الأسمى، الحاضر والمحتفِل ومانح ثمار الفداء ونعمة الغفران والخلاص من خلال خدمة
كهنة الكنيسة. وقد تناقل الكهنوت في الكنيسة من الرسل، كهنة العهد الجديد، إلى
يومنا، ويستمر حتّى نهاية الأزمنة. وهكذا كل يوم أحد هو اليوم الجديد في الأسبوع،
تجدّده نعمة المسيح فادي الإنسان.
5. "أراهم
آثار الصلب في يدَيه وجنبه"(يو20: 20). جراحُه أصبحت علامةَ
قيامته وبرهانَها. فلمّا رآها توما صدّقَ وآمنَ بأنّ يسوعَ قام من
الموت، واكتشف أنّه الإلهُ وهتف: "ربّي وإلهي". هذا
يعني أنَّ جراحاتِ يسوع جعلتْ جراحَ البشر وآلامَهم علامةً لولادةِ حياةٍ جديدة
فيهم. ألمْ يشبّهُ الربُّ آلامه بآلام المرأة التي تلد(يو16: 21)؟ ألمْ تصبحُ
مريمُ أمُّه بآلامها معه تحت الصليب أمًّا ليوحنّا ولكلّ إنسان، بل أمًّا للبشرية
جمعاء: "يا امرأة هذا ابنُك، ويا يوحنّا هذه امّك"(يو19: 26-27)؟ ألم
تولَدُ الكنيسةُ، التي تمثّل البشريةَ بأسرها، من موت المسيح، عندما "جرى من
صدره دمٌ وماء"(يو19: 34)، كعلامة للمعمودية والقربان اللّذين منهما يولد
المؤمنون في الكنيسة ويغتذون بالنعمة ويؤلّفون جسدَ المسيح الجديد، الذي هو
الكنيسة؟
وجراحُ يسوع أصبحت
هويّتَه التي نعرفه من خلالها. وطبعت كلَّ جرحٍ في
الإنسان، أكان جرحاً جسديّاً أم روحيّاً أم معنويّاً أم نفسيّاً، وأعطته قيمة
خلاصية، وأشركته في آلام الفداء. بل جراحُ يسوع جعلته يتماهى مع كلّ مجروح
ومتألّم: "كنتُ جائعاً، عطشاناً، عرياناً، غريباً، مريضاً، محبوساً وساعدتموني"(متى25:
35-36). فمن يخدمهم يخدم المسيح، ومن يساعدهم يساعده(متى 25: 40).
6. وقال لهم: "السلام لكم"(يو20:
26). يسوع الحاملُ آثار الصلب، والقائم من بين الأموات، يوجّه إلى التلاميذ، كهنةِ
العهد الجديد، تحيةً فيها عطية ذاته: "السلام لكم". سيقول
بولس: "المسيح سلامنا(أفسس2: 14). ويشرح هذا القول بأنّ سلام المسيح أسقط
جدار العداوة بين الناس بصليبه، وأجرى مصالحتهم مع الله، وجعل من الجميع جسداً
واحداً في شخصه(أفسس2: 13-16). سلامه يزرع الفرح في القلوب(يو16: 21-22)، ويعطي
الشجاعة والثقة به في مواجهة صعوبات الحياة ومضايقها(يو16: 33). هذا السلام
هو الروح القدس الذي يهبنا إيّاه المسيح الفادي ليحقّق فينا
ثمار الفداء. في الواقع، في ظهوره الأوّل، "نفخ يسوع في التلاميذ وقال لهم:
"خذوا الروح القدس"(يو20: 22)، روح القيامة من
خطاياكم ومن قديم حياتكم ومسلككم، لحياة النعمة والحياة الجديدة.
لقد أصبحنا نحن المسيحيين مؤتمنين على
سلام المسيح. نناله في كلّ يوم أحد من لقائنا مع المسيح في
القدّاس، لكي نصنعه في عائلاتنا ومجتمعنا والوطن. وبذلك نكون حقًّا أبناء وبنات
لله، وفقًا لتطويبة الرب يسوع التي أرادها واحدة من مواد دستور الحياة المسيحية الذي
أعلنه في عظة الجبل، المعروفة بإنجيل التطويبات: "طوبى
للساعين إلى السلام، فإنّهم أبناء الله يُدعون"(متى 5: 9).
7. هذه رسالتنا
كمسيحيين في لبنان وهذا المشرق. الجميع يتطلّع إلى لبنان كعنصر
سلام واستقرار في الشرق الأوسط. لقد ذكّرتُ في رسالتي العامّة الثانية "إيمان
وشهادة" بما كتب الطوباوي البابا يوحنّا بولس الثاني في الإرشاد الرسولي
"رجاء جديد للبنان"، أنّ جميع الأنظار تتّجه إلى لبنان، لأنّه
إحدى منارات البحر الأبيض المتوسّط"(الفقرة 1). فلبنان كان
دومًا، وهذه دعوته التاريخيّة أن يكون المكان المميَّز للتلاقي ولحوار الأديان
والحضارات، وعنصر استقرار وسلام في محيطه المشرقي، وواحة فريدة لشعوب
المنطقة"(صفحة 53، فقرة 39).
وقداسة البابا بندكتوس السادس
عشر شاء أن يعلن من
لبنان سلام المسيح لبلدان الشرق الأوسط: "سلامي
أعطيكم"، أثناء زيارته التاريخية في أيلول الماضي؛ وأراد أن
يوقّع في لبنان بتاريخ 14 أيلول 2012 الإرشاد الرسولي: "الكنيسة في
الشرق الأوسط، شركة وشهادة". حيث كتب ان "السلام هو
حالة الانسان الذي يعيش بانسجام مع الله، ومع ذاته، ومع كل إنسان، ومع الطبيعة.
والسلام قبل أن يكون خارجيًّا، فهو داخليّ. إنّه بركة ورغبة ودعاء. السلام عدالة
ونمو للشخص البشري وللمجتمع. لكنّ السلام يبدأ في الإنسان بالعودة إلى الله بروح
التوبة، وبعيش الغفران في عائلته ومجتمعه ووطنه، ويشدّ روابط الأخوّة مع جميع
الناس"(فقرة 9-10).
8. المسيحيون والمسلمون في لبنان
مؤتمنون على سياسة السلام، المعروفة بالعيش المشترك المنظّم في
الدستور، والقائم على المشاركة المتوازنة والمتساوية في الحكم والادارة، بروح
الوفاق والحوار، وبتعزيز الممارسة الديموقراطية واحترام الحريات العامّة وحقوق
الانسان الأساسيّة.
لقد عشنا بالأمس فرح التوافق على
تسمية رئيسٍ جديد للحكومة، نأمل أن تكمّل الأيام الآتية فرحنا بالتوافق
على قانون جديد للانتخاباتيكون عادلاً ومنصفًا ومناسبًا لجميع
مكوّنات المجتمع اللبناني، ويضمن للمواطنين أفضل تمثيل لهم في الندوة البرلمانية،
بصوتهم الحرّ والفاعل والمسؤول؛ وبالتوافق على شكل الحكومة وأعضائها.
وبذلك يسهم لبنان بالعمل والصلاة والمثل في بناء السلام في بلدان الشرق الأوسط،
ولاسيما في سوريا، ويزرع السلام في كل شخص يقصد ربوعه وبخاصة الأخوة النازحين
إليه، وينظّم السلام الاجتماعي والأمني والسياسي.ابدأ غدًا بنعمة الله رحلة راعوية
تبدأ في باريس ثم في أميركا الجنوبية حيث نزور جالياتنا في سبعة بلدان هي:
الارجنتين، البرازيل، أورغواي، باراغواي، فنزويلا، كوستاريكا وكولومبيا ثم نعود
الى روما فلبنان في اواخر الشهر المقبل. اتّكل على صلاتكم واحمل معي تحياتكم
وامنياتكم الى جالياتنا اللبنانية في هذه البلدان ونأمل أن تتم الامنيات في هذه
الايام التي ذكرتها، وهكذا اقول معكم: ليبقى لبنان، كما هو في الكتاب المقدّس،
نشيدَ تمجيدٍ وتسبيح لله، الآب والابن والروح القدس، إلى الأبد، آمين.
المسيح
قام، حقًا قام
تأملاتبابا الفقراء روما, 8 ابريل 2013 (زينيت) - بقلم ريتا ابير رعد حاكمه عاش العالم لحظات تاريخية اثر انتخاب
بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية، ولم يطل الانتظار حتى أعلن اسم الكاردينال خورخي
ماريو برغوليو الارجنتيني الذي إختار اسم فرنسيس لقداسته حدثاً عظيماً وفرحاً،
وخصوصاً بعد سماع سيرته الذاتية وتواضعه وبساطته، وكونه قريباً من الفقراء وعامة
الشعب اعطاه دفعا من التأييد والحب والاهتمام. ولأن الشعوب إشتاقت الى كنيسة
متواضعة تسير على خطى السيد المسيح فقد وجدت في البابا فرنسيس تعاطفاً لا مثيل له
الى درجة ذرف دموع الفرح والابتهاج والرضى.
خبرة طويلة في العمل الرعوي وخدمة
الكنيسة للبابا فرنسيس رفض الذهب على صدره وفي إصبعه فكان الخاتم والصليب من الفضة
علامة البساطة والتواضع، واللافت دعوة قداسته أبناء وطنه المؤمنين الى عدم القدوم
الى الى روما في حفل تنصيبه والتبرّع بالتذاكر الى الفقراء، دعوة لم يشهدها المؤمنون
فدخل القلوب والنفوس ومسّ المشاعر الانسانية بتعاطفه المميز وبهر الناس بعيشته
وبالبساطة التي يتكلم بها مع المؤمنين وغير المؤمنين.
والمعروف عنه أنه المشجّع الأول
للحوار بين الأديان، وكانت حرارة الشعب تتجاوب معه بصدق ودهشة.مدلولات جمّة عن
شخصية هذا البابا الاستثنائي القديس فرنسيس الاسيزي كان ملهمه. فور انتخابه دبّت
في قلب البابا روح هذا القديس المعروف برجل السلام ورجل الفقراء الذي كان يريد
كنيسة فقيرة. هذا ما صرّح به البابا منذ اللحظة الاولى وكسب ودّ الحضور والشعب من
خلال الشاشة الصغيرة واطلالته المشعة وبسمته التي ترسم الصفاء ونقاء الروح.
ننتظر الكثير من قداسته من اجل السلام
في العالم، إنه رسول المحبة ورفيق الفقراء ونرجو ان يكون لبنان ضمن اهتماماته
ورعايته وعلى جدول زياراته المقبلة للشرق الاوسط المتألم من أجل دعم الحوار بين
الاديان والدفاع عن حقوق الانسان ونبذ العنف في المنطقة وتبنيه الدفاع عن
المسيحيين المضطهدين في العالم.