الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ / الخميس 11 نيسان/أبريل 2013

إنجيل القدّيس يوحنّا .36-31:3


إِنَّ الَّذي
يأتي مِنَ عَلُ هو فَوقَ كُلِّ شَيء؛ والَّذي مِنَ الأَرض هُوَ أَرضِيّ، يتكلَّمُ
بِكلامِ أَهلِ الأَرض. إِنَّ الَّذي يأتي مِنَ السَّماء،
يَشهَدُ لِما رأَى وسَمِع، ولا أَحَدٍ يَقبَلُ شَهادَتَه.
مَن قَبِلَ شَهادَتَه، أَثبَتَ أَنَّ اللهَ حَقّ.
فظَلُّوا صامِتين، لأَنَّهم كانوا في الطَّريقِ يَتَباحَثونَ فيمَن هُو الأَكبَر.
إِنَّ الآبَ يُحِبُّ الابن، فجَعَلَ كُلَّ شيءٍ في يَدِه.
مَن آمَنَ بِالابن فلهُ الحَياةُ الأَبديَّة؛ ومَن لم يُؤمِنْ بالابن، لا يَرَ
الحَياة الأَبَدِيّة، بل يَحِلُّ علَيه غَضَبُ الله».




نصوص القراءات الليترجيّة الرسميّة: © المزامير بحسب طبعة القدس الثانية (1982) ©
وما تبقّى بحسب طبعة دار المشرق بيروت الثامنة (1982)



تعليق على الإنجيل:

القدّيس أوغسطينُس (354-430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
الإعترافات، الجزء التاسع


الآتي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ
فَوْقَ الجَمِيع، وهُوَ يَشْهَدُ بِمَا رَأَى وسَمِعَ"



لنفترض أنّ
اضطرابات الجسد سكتت في أحد ما، وصمتت كلّ أوهام الأرض والمياه والهواء، وحتّى
السماوات. لنفترض أنّ النفس بذاتها صمتت وتخطّت ذاتها بعدم التفكير في نفسها: صمت
أحلام الخيال. لنفترض أنّ كلّ اللغات قد سكتت في أحدٍ ما، ومعها كلّ العلامات
العابرة، وأنّ كلّ شي قد صمت، إذ إنّه بالنسبة لمَن يمكنه أن يسمع، فإنّ كلّ
الأشياء تقول: "إعلموا بأنّ الربّ هو الله هو صنعنا... فانَّ الرَّبَّ صالِحٌ
وللأبدِ رَحمَتُه" (مز100: 3، 5). بناء على ما تقدّم، لنفترض أنّ كلّ الأشياء
قد صمتت، لتدير أذنها نحو خالقها، وأنّه هو وحده مَن يتكلّم، ليس من خلال أعماله،
إنّما من خلال ذاته، ليجعلنا نسمع كلمته بدون لغة بشريّة أو صوت ملاك أو غمام كثيف
(خر19: 16) ولا من خلال مثل ملتبس. إذا كان هو الذي نحبّه في هذه الأشياء، جعلنا
نسمعه من دونها... وإذا بلغ فكرنا الحكمة الأزليّة التي تبقى فوق كلّ الأشياء...
ألا يكون هذا إتمامًا لهذه الكلمة: "أدخل نعيم سيّدك" (متى25: 21)؟