نتائج متواضعة لأول جلسة
مباحثات بين التحالفين الشيعي والكردستاني
التحالفان الشيعي والكردي خلال الاجتماع في
بغداد انتهت في بغداد أعمال الجلسة الأولى من مباحثات
التحالفين الكردي والشيعي بالإعلان عن نتائج متواضعة تقضي بوقف الحملات الإعلامية
ومحاولة الاتفاق على سقوف زمنية لحل المشاكل بين أربيل وبغداد واستئناف المباحثات
بعد غد السبت، فيما اشتكى وفد كردي يزور واشنطن حاليًا مما أسماه تفرّد السلطة في
بغداد مبديًا مخاوف من عودة الدكتاتورية إلى العراق.د أسامة مهدي لندن/ Elaph
قالت رئاسة التحالف الوطني
العراقي "الشيعي" في بيان مقتضب إثر اجتماع مع التحالف الكردي إن مباحثات بين وفدي
التحالفين الوطني برئاسة رئيسه ابراهيم الجعفري والكردستاني برئاسة نائب رئيس
الوزراء روش نوري شاويس قد جرت "في أجواء إيجابية صريحة، وأخوية حيث تم تقييم عالٍ
لمبادرة الطرفين بإرسال الوفود إلى أربيل وبغداد".
وأضاف أنه "تمَّ التأكيد
على ضرورة حلِّ المشاكل العالقة بين الطرفين والالتزام بخطاب إعلامي إيجابي من شأنه
خلق أجواء ملائمة للحوار وكذلك تمَّ الاتفاق على عقد اجتماع لاحق يوم السبت المقبل
لمواصلة ما بدأ به الطرفان في هذا الاجتماع"، كما أشارت الرئاسة في بيانها الصحافي
الذي تلقته "ايلاف" اليوم.
لكن رئيس كتلة الاحرار
الصدرية في مجلس النواب العراقي بهاء الاعراجي الذي شارك في المباحثات ضمن وفد
التحالف الوطني قال في تصريح صحافي وزع على الصحافة إن الوفدين بحثا "الأزمة
الأخيرة بين تحالف القوى الكردستانية و التحالف الوطني، و كذلك سبل حل المشاكل بين
الحكومة الإتحادية و حكومة إقليم كردستان".
وأضاف أنه تم الإتفاق من
حيث المبدأ على التقييم الإيجابي للرسائل التي تبودلت إلى الطرفين و بالوفود التي
إلتقت في بغداد وأربيل في وقت سابق قبل أن يتحقق هذا الإجتماع، كذلك تم الإتفاق على
ضرورة إيقاف التصريحات الإعلامية المتشنجة، والتي تثير الطرفين.
وأشار إلى أنّ الاجتماع بحث
ايضًا امكانية الاتفاق على جدول يضم الملفات الخلافية العالقة من اجل وضع سقوف
زمنية كي تشكل لجان لغرض حلها على أن يتم الإجتماع المقبل بين الوفدين في الساعة
السابعة من مساء السبت المقبل للاتفاق على وضع جدول بهذه المشكلات ومحاولة إيجاد
آليات لحلها، و كذلك السقوف الزمنية الواجب الإلتزام بها من قبل
الطرفين.
وعلمت "إيلاف" أنّ الوفد
الكردي سلم الجعفري خلال الاجتماع رسالة موقعة من 18 كيانًا كرديًا في مسعى لحل
الخلافات بين حكومتي الاقليم والمركز قبل ما أسماه مسؤولون أكراد بالقطيعة مع
بغداد. وتحوي الرسالة مقترحات ومطالب تهدف إلى حل الأزمة العالقة بين بغداد وأربيل
ينتظر أن يجيب عليها التحالف الشيعي لدى استئناف المباحثات السبت
المقبل.
وجاء لقاء بغداد هذا
مترافقًا مع مباحثات يجريها في الولايات المتحدة وفد كردي رفيع، حيث اشتكى من تفرد
السلطة في بغداد مبديًا مخاوف من عودة الدكتاتورية إلى العراق. وأبدى وفد إقليم
كردستان تخوفات من تكرار الحكم الفردي ثانية في العراق، وأكد أن قرارات رئيس
الوزراء العراقي نوري المالكي تقف بالضد من إرادة جميع مكونات الشعب العراقي وتنم
عن نزعته التفردية، بحسب ما نقل عنه بيان صحافي لرئاسة اقليم كردستان
اليوم.
وأشارت الرئاسة إلى أن رئيس
ديوان رئاسة الاقليم رئيس وفده فؤاد حسين اجتمع مع مسؤولين أميركيين وبحث معهم
الازمة السياسية في العراق والعلاقات الاميركية الكردستانية.
وكان الوفد الكردي إلى
بغداد قد وصلها أمس في وقت لم تخفِ القوى الكردية انزعاجها من قرار رئيس الوزراء
نوري المالكي بمنح إجازة اجبارية لمدة شهر إلى الوزراء الأكراد، فيما كانت القيادات
الكردية والهيئة البرلمانية والوزراء الأكراد في اجتماعهم الاثنين الماضي قد اتخذوا
قراراً بتكليف لجنة الأزمة ودراسة حلولها بنقل رسالة إلى التحالف الوطني في
بغداد.
وقالت مصادر كردية إن
الرسالة تؤكد حرص القوى الكردستانية على انهاء الخلافات في حال التمسك بالدستور
والاتفاقات السياسية ومن ضمنها اتفاق أربيل الذي تشكلت الحكومة الحالية على اساسه
تجسيداً لمبدأ الشراكة في إدارة شؤون العراق ورفض أي شكل من أشكال التهميش لأي مكون
أو قوة سياسية.
وقال النائب عن التحالف
الكردستاني محمود عثمان إن القوى الكردستانية ستحمل رسالة إلى التحالف الوطني وفي
ضوء الرد سيتحدد الموقف بشأن إبقاء أو إنهاء تعليق المقاطعة للحكومة والبرلمان.
وأوضح في تصريح صحفي أن القوى الكردستانية وضعت في الرسالة كل ما توصلت اليه تجاه
ما يجري في العملية السياسية الحالية، وفي ضوء الرد عليها سيتحدد موقف
التحالف.
ويضم الوفد الكردي رئيس
كتلة التحالف الكردستاني فؤاد معصوم، ورئيس كتلة التغيير سردار عبدالله، ورئيس كتلة
الاتحاد الاسلامي الكردستاني نجيب عبدالله، ورئيس كتلة الجماعة الاسلامية علي
بابير، إضافة إلى نائب رئيس الوزراء في الحكومة العراقية روز نوري شاويس.
وكان
رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني اعلن عن ارسال وفد كردي إلى العاصمة لغرض تسليم
رسالة إلى التحالف الوطني تتضمن جميع المطالب الكردية القانونية بعد زيارة وفد
للتحالف إلى الاقليم. كما زار وفد من التحالف الوطني اقليم كردستان الاسبوع الماضي
وأجرى مباحثات مع بارزاني على أمل حل الازمة بين بغداد وأربيل.
يذكر أنّ نواب ووزراء
التحالف الكردستاني والقوى الكردية الأخرى يقاطعون جلسات مجلسي النواب والوزراء على
خلفية التصويت على موازنة العام الحالي من دون التوافق مع الاطراف
الكردية.
وتتركز النقاط الخلافية بين
الإقليم والمركز على اربع قضايا: الأولى دفع مستحقات الشركات النفطية الاجنبية
العاملة في كردستان، وهذا الأمر ترك ضمن الموازنة، وأيضًا مرتبط بقانون النفط
والغاز، الذي لم يشرع، والثانية المادة الدستورية 140 المتعلقة بالمناطق المتنازع
عليها، والثالثة قوات دجلة التي شكلت الحكومة صيف عام 2012 وتوزيعها في مناطق مختلف
عليها، الامر الذي يعارضه الأكراد بشدة، والرابعة مرتبات عناصر قوات البيشمركة
الكردية، وهل تدفع من الحكومة المركزية أو من الجانب
الكردي.