الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8408مزاجي : تاريخ التسجيل : 13/09/2012الابراج :
موضوع: حجّ للبطريرك لويس ساكو إلى كنيسة سيدة النجاة الأحد 14 أبريل 2013 - 22:26
حجّ للبطريرك لويس ساكو إلى كنيسة سيدة النجاة
شوقٌ أبوي كريمٌ طالما تمناه غبطتُه، وهو بعد أسقفًا على رئاسة إبرشية كركوك التي عمّرها بسواعده وثبّتها بحنكته المعهودة و عزّزها ببراعته من خلال الحوار والتآخي والتعايش. جاء اليوم الذي برّ غبطته بوعده، وهو بطريركًا على رأس الكنيسة الكلدانية وكنيسة العراق، حين استأذن من أسقفها برغبته بحجّ أبوي إلى كنيسة سيدة النجاة، سيدة الشهداء، ليتبرّك بشهدائها الذين سُفكت دماؤهم الزكية عصر الأحد 31 تشرين أول 2010.
ومن أجل إعطاء هذه المشاركة التاريخية، لأول بطريرك كلداني في إقامة قداس بالطقس الكلداني المعاصر، رتّب له مطران الإبرشية السريانية ببغداد، زميلُه السابق في المعهد الكهنوتي بالموصل، ومعه كهنة الإبرشية، ما يليق بهذه المناسبة السارّة التي أثلجت صدور المؤمنين الذين اكتظت بهم كنيسة سيدة النجاة عصر الأحد الثاني بعد القيامة 14 نيسان 2013. خرج الموكب البطريركي من دار المطرانية ب"التشمت" السرياني (تو بشلوم روعيو شاريرو ومذبرونو حاكيمو...) إلى باحة الكنيسة، حيث الحشد المؤمن كان في انتظار طلّته البهية مبتسمًا ومحييًا..
شارك في قداس غبطته، سيادة المطران مار أفرام يوسف عبا، رئيس أساقفة إبرشة بغداد للسريان الكاثوليك، وبحضور سيادة المطران المتقاعد متي متوكا وعدد من الكهنة المرافقين لغبطته. بعد التحية الأخوية الحارة من مطران الإبرشية، بدأ غبطته القداس بالطقس الكلداني المعاصر، بلغة عربية غالبة، تناغم معها الشعب وتابع القداس بهدوء وخشوع. وفي عظة غبطته، عبّر عن سروره الغامر لإتاحة هذه الفرصة للتعبير عن بالغ تقديره واحترامه لمن سفكت دماؤهم في هذه الكنيسة، مؤكدًا على المكانة البارزة للشهداء في كنائسنا المشرقية، وقد أكتسبت كنيسة سيدة هذه الصفة بين كنائس العراق، حين أضحت دماؤهم بذارًا لحياة جديدة. وفي معرض كلامه، أكّد غبطتُه على سمة الإيمان التي ينبغي أن ترافق المسيحي في حياته بصدق وعمق كي لا تؤول إلى فراغ وعدم، لأنها ببساطة مدغومة بعلامة الفصح. وفي الختام، ذكّر بضروررة خروج المسيحيين من هاجس الخوف واستعادة السير نحو السلام والتقدم والتطور مع الحياة اليومية بكل ما فيها من صعوبة وقساوة، بدل الانكفاء على ذاتها، لأنها مدعوة كي تحوّل واقعها ووجعها إلى نور القيامة والحياة والتجدد وبالتزام كامل الوفاء، بحسب غبطته.
بعد الانتهاء من القداس، صافح غبطته جميع الحاضرين فردًا فردًا وشدّ من عزمهم. ثم التقطت بالمناسبة صور تذكارية. كما شارك غبطتُه وعدد من الحضور، بمأدبة عشاء عامرة أقامها راعي الإبرشية وكهنُتها على شرف غبطته في دار المطرانية، تبودلت أثناءها الكثير من المواضيع التي تهمّ واقع كنيسة العراق وما يُطرح من أفكار في وسائل الإعلام المختلفة والتقاطعات فيها. وفي الختام،وُدّع غبطتُه كما استـقبل بحفاوة وتكريم.
هذه الزيارة التي نتمنى أن تشمل كنائس مشرقية أخرى، ليس في بغداد وحدها، بل في مناطق ومدن غيرها، فيها الكثير من الرمزية والقوة والمحبة. إنها ببساطة، سمة الكبار المتسامين على الصغائر من القشور التي لا تنفع، بل تقف حجر عثرة أمام تفاهم المجتمعات، ومنها المجتمعات الكنسية. فالكنيسة هي الأخرى، مؤسسة تحتاج إلى دماء جديدة لتجديد طاقاتها وإحياء طقوسها وجعلها في متناول الشعب المؤمن، دون إسدال ستار النسيان عن التراث الليتورجي طبعًأ، الذي يبقى ذخرًا وكنزًا لا يمكن نسيانُه.