الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/الخميس 18 نيسان/أبريل 2013

الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ

يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب

وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟

(يوحنا 6: 68)

الخميس 18 نيسان/أبريل 2013

الخميس الثالث للفصح

إنجيل القدّيس يوحنّا .51-44:6

في ذلكَ
الزَّمان: قال يَسوع للجموع: ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يُقبِلَ إِليَّ، إِلا
إِذا اجتَذَبَه الآبُ الَّذي أرسَلَني. وأَنا أُقيمُهُ في اليَومِ الأَخير.
كُتِبَ في أَسفارِ الأَنبِياء: وسيَكونونَ كُلُّهم تَلامِذَةَ الله. فَكُلُّ مَن
سَمِعَ لِلآب وتَعلَّمَ مِنه أَقبَلَ إِليَّ.
وما ذلِكَ أَنَّ أَحَدًا رأَى الآب سِوى الَّذي أَتى مِن لَدُنِ الآب فهو الَّذي
رأَى الآب.
الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: مَن آمَنَ فلَهُ الحَياةُ الأَبَدِيَّة.
أَنا خُبزُ الحَياة.
آباؤُكُم أَكَلوا المَنَّ في البَرِّيَّة ثَمَّ ماتوا.
إِنَّ الخُبزَ النَّازِلَ مِنَ السَّماء هوَ الَّذي يأكُلُ مِنه الإِنسانُ ولا
يَموت.
في ذلِكَ الزمان: قالَ يسوعُ لِلجموع: «أَنا الخبزُ الحَيُّ الَّذي نَزَلَ مِنَ
السَّماء. مَن يَأكُلْ مِن هذا الخُبز يَحيَ لِلأَبَد. والخُبزُ الَّذي سَأُعْطيه
أَنا، هوَ جَسَدي أَبذِلُه لِيَحيا العالَم».

نصوص القراءات الليترجيّة الرسميّة: © المزامير بحسب طبعة القدس الثانية (1982) ©
وما تبقّى بحسب طبعة دار المشرق بيروت الثامنة (1982)

تعليق على الإنجيل:

القدّيسة تيريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس (1873 - 1897)، راهبة كرمليّة وملفانة
الكنيسة
من مخطوطات سيرتها الذاتيّة

"ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن
يُقبِلَ إِليَّ، إِلاّ إِذا اجتَذَبَه الآبُ الَّذي أرسَلَني" (يو6: 44)

أمّي الرئيسة،
أعتقد أنّه من الضروريّ إعطاؤكِ بعض الشروح الإضافيّة حول هذا المقطع من نشيد
الأناشيد: "إِجذِبْني وَراءَكَ فنَجْري على رائحة أطيابك" (نش1: 4) ...
لقد قال الرّب يسوع: "ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يُقبِلَ إِليَّ، إِلاّ إِذا
اجتَذَبَه الآبُ الَّذي أرسَلَني"، ثمّ علّمنا أنّه يكفي أن نَقرَع ليُفتَح لنا،
أن نبحث لِنَجِد، وأن نمدّ يَدَنا بتواضع لِننال ما نسأله (لو11: 9). وقال أيضًا
إنّ كلّ ما نسأل أباه باسمه يعطينا إيّاه (يو16: 23) ...
فما معنى إذًا أن نطلب أن نُجذَب، سوى الاتّحاد بشكل حميم بما يَخطف قلبَنا؟ إن
كان للنار وللحديد عقلٌ وإن قال الحديد للنار: "اجتذبني"، أفلا يُبرهن
بذلك أنّه يرغب في التشبّه بالنار فتخترقه وتَنقَعُه بمادّتها المحرقة وتبدو
كأنّها ليست معه إلاّ واحدًا؟ يا أمّي الحبيبة، هذه هي صلاتي، أطلب إلى الرّب يسوع
أن يجتذبني في لهيب حبّه، وأن أتّحد معه بشكل وثيق، فَيَحيا فِيَّ ويعمل فِيَّ.
أشعر أنّه كلّما حرقت نار الحبّ قلبي، كلّما قلتُ: "اجتذبني"، وكلّما
النفوس التي ستقترب منّي (أنا قطعة الحديد الصغيرة المسكينة الّتي لا فائدة لها،
إن ابتعدتُ عن الأتّون الإلهيّ)، كلّما ركضت هذه النفوس بسرعة على رائحة أطياب
حبيبها، لأنّ النفس المشتعلة بالحبّ لا يمكنها أن تبقى بلا حركة. وهي بدون شكّ مثل
القدّيسة مريم المجدليّة، تجلس عند قَدَمَيّ يسوع، تسمع كلامه العذب والمشتعل؛ وإذ
يبدو أنّها لا تعطي شيئًا، فهي تعطي أكثر من مَرتا بكثير (لو10: 39).