[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] — 05 April 2013
عبد الفتاح العربي برؤيته المعتدلة للإسلام وبثقافته المتعددة المشارب وبنبذه ثقافة العنف والترهيب ومحاربته للرؤية المتشددة للدين، كلها صــفات كانت سببا كافيا لأن يُمنح شيخ الأزهر أحمد الطيب جائزة الشيخ زايد للكتاب.
فقد اعتبره مجلس أمناء الجائزة عالما مسلما ورعا يـمثل الوسطية الإسلامية البعيدة عن الغلو. وقـد تجلَّت أبعاد هذه الشخصية من خلال مواقفه، ودعواته المـتكررة لنبذ الفرقة، والاحتكام إلى العقل، والحفاظ على هوية المجتمع وتماسكه، كما تحدث عنه الأمين العام لجائزة الشيخ زايد علي بن تميم بكلام صادق ورأى أن فوزه جاء وفقا لمعايير علمية نسبة لدوره المعرفي والعلمي في نبذ التطرف والطائفية واعتبر أن الإمام كان مثالا للوسطية وعزز ثقافة التسامح ولغة الحوار، إذ استطاع أن يكون امتدادا معرفيا حقيقيا لدور الأزهر الشريف في مصر.
وأن اختيار الطيـب من قبل لجنة ومجلس الأمناء كان استنادا للـدور الريادي في المشهد الثقافي والسياسي والاجتماعي والديني والعلمي الذي قام به طوال السنة الماضية.
لكل هذه الحظوة التي استحقها الشيخ أحمد الطيب والتكريم النبيل من دولة الإمارات. ونظرا للعديد من المسائل والقضايا المتعلقة بمؤسسة الأزهر عدنا لمعرفة جملة من التفاصيل عن شخصية الرجل ودوره في المشهد المصري.
لم يكن الدكتور أحمد الطيب شخصية سهلة التطويع بل تميز بأسلوبه الخاص في رؤية المسائل الحادثة ذلك أنه امتلك نوعا من الخطاب الصادم للمغالين في الدين والذين يقرؤون الإسلام من ثقب ضيق لا يمكنهم من رؤية سماحته واتساعه فيضعون وانطلاقا من قراءتهم الضيقة الإنسان ضمن دائرة تسيجه بمقولات الحرام والبدعة والضلالة.
الإمام الطيب رأى عكس ذلك وعبر عن مقاربته بكل وضوح وهذا ما يجعلنا نتساءل عن هذا الشخص الذي حمل تفكيرا مغايرا لأئمة عاشوا في جلباب الإخوان ولم يقدروا على الخروج من تحته.
فمن هو شيخ الأزهر أحمد الطيب؟
ولد الدكتور أحمد الطيب بالمراشدة في دشنا، من أسرة متواضعة، والتحق بالأزهر الشريف حتى حصل على الليسانس من جامعة الأزهر في شعبة العقيدة والفلسفة الإسلامية، وحصل على الماجستير، ثم الدكتوراه.
وانتدب الدكتور أحمد الطيب عميداً لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا، ثم عميدا لكلية الدراسات الإسلامية بنين بأسوان ، كما عين عميدا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان.
وقد شغل الطيب في السابق منصب مفتي الجمهورية، ثم رئيسا لجامعة الأزهر، وهو عضو بمجمع البحوث الاسلامية، وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية بالتعيين وشيخ الطريقة الأحمدية الخلوتية خلفا لوالده مؤسس الطريقة الخلوتية بأسوان، كما يرأس لجنة حوار الأديان بالأزهر.
وللدكتور أحمد الطيب العديد من الدراسات والأبحاث والمؤلفات في العقيدة والفلسفة الإسلامية، وكذلك ترجمات وتحقيقات لعدد من المؤلفات الفرنسية عن الفلسفة الإسلامية، حيث يتحدث اللغة الفرنسية والإنجليزية بطلاقة.
كان أحمد الطيب عضو بأمانة السياسات بالحزب الوطني وهو المنصب الذي استقال منه بعد تعينه شيخا للأزهر، وهو يرى أن مؤسسة الأزهر لا تحمل أجندة الحكومة على عاتقها، لكنها لا ينبغي أن تكون ضد الحكومة لأنها جزء من الدولة وليس مطلوباً منها أن تبارك كل ما تقوم به.
ألّف أحمد الطيب العديد من المؤلفات في العقيدة والفلسفة الإسلامية، كما أن له عدد من الدراسات والأبحاث في هذا الجانب ومن مؤلفاته:
تعليق على قسم الإلهيات من كتاب تهذيب الكلام للتفتازاني، بحوث في الثقافة الإسلامية، بالاشتراك مع آخرين،مدخل لدراسة المنطق القديم،مباحث الوجود والماهية من كتاب المواقف، عرض ودراسة، مفهوم الحركة بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الماركسية (بحث).
أصول نظرية العلم عند الأشعري (بحث)، مباحث العلة والمعلول من كتاب المواقف: عرض ودراسة.
تقلد العديد من المهام: عضو الجمعية الفلسفية المصرية،عضو سابق بأمانة السياسات في الحزب الوطني، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية،عضو مجمع البحوث الإسلامية، عضو مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، رئيس اللجنة الدينية باتحاد الإذاعة والتلفزيون، ومقرر لجنة مراجعة وإعداد معايير التربية بوزارة التربية والتعليم.
رفضه لانتهازية الإخوانمنذ قدومهم إلى حكم مصر سعى الإخوان إلى السيطرة على كل مفاصل الدولة بكل الوسائل الشرعية وغير الشرعية، إلا أن شعب مصر الواعي كشف مخططاتهم وبقيت العديد من المؤسسات عصية عنهم، ومن بينها مؤسسة الأزهر التي حاولوا ويحاولون بسط خيوط شبكتهم حولها.
لكنهم وجدوا شيخا عرف كيف يفضح انتهازيتهم ولم يدخل بيت طاعتهم بالسهولة المرجوة بل دافع عن مواقفه التي تدعو الى بقاء مؤسسة الأزهر بعيدة عن التجاذبات السياسية والتوظيف المريب. ونتيجة لهذا الموقف الشجاع حاول الإخوان التخلص من عقبة أحمد الطيب بكل الطرق وما أفاض الكأس هو رفض الشيخ مشروع الصكوك الذي حاول الإخوان تمريره.
فكانت حادثة تسمم بعض طلاب الأزهر التي وظفها الإخوان وخرج الطلاب الموالين لهم في مظاهرة تطالب بإقالة الدكتور أحمد الطيب.
لكن العديد من المراقبين للمشهد والإعلاميين والمعارضين للإقالة رأوا أن ذلك المطلب لن يتحقق لأن مخالفة رأي الإخوان لا تعني بالضرورة الإقالة والإزاحة من الطريق. فقد وصف المهندس شادي طه، رئيس المكتب السياسي لحزب غد الثورة، مطالبات بعض طلاب جامعة الأزهر وعدد من القوى السياسية بإقالة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بأنها تصفية حسابات قديمة.
وأضاف طه: الإخوان الآن يتحدثون عن إقالة شيخ الأزهر لأنه خالفهم فى عدد من القضايا والآراء التى كان من شأنها أن تسمح لهم بالتمكين، مشيرا إلى أن تراجعهم في هذا الشأن ونفي الدكتور عصام العريان رغبتهم في عزل الطيب جاء بعد اكتشاف مخططهم.
كما رفض العلماء وجميع الحركات الوطنية للدفاع عن الأزهر النيل من شيخ الأزهر والزج بقامته في حادث تسمم طلاب بالمدينة الجامعية بجامعة الأزهر، مؤكدين أن ما حدث من حالات تسمم جماعي لطلاب المدينة الجامعية بالأزهر هو مـخطط من الإخوان المسلمين للإطاحة بشيـخ الأزهر لرفضه مشروع الصكوك.
وأكـدوا أن هناك نية مبيتة لذلك بدليل رفع لافتات من قبل المتظاهرين للمـطالبة بإقالة الإمام الأكبر بعد دقائق من الحادث ونبهوا إلى أن ما شهدته المدينة الجامعية من حـالات التسمم الجماعي للطلاب، يجسد حالة الإهمال والتردي التي تعيشها مصر منذ فترة طويلة، وأرجعوا ذلك إلى تفشي الفساد والإهمال فى بعض مؤسسات الدولة وتقاعس المسؤولين. وحذروا من محاولات البعض الإساءة لشيخ الأزهر، والسعي للنيل منه.
كما أوضح موسى اللواحي نائب رئيس المجلس الأعلى للقبائل، أنّ الأزهر المظلّة التي تحتضن جميع المصريين، على مختلف انتماءاتهم، باعتباره معقل الوطنية، ورمز الإسلام الوسطيّ الذي ميّزه عبر العصور والأزمان.
وأكدت الحركة الشعبية لاستقلال الأزهر أنه لايجوز الزج بقامة شيخ الأزهر في واقعة تسمم طلاب جماعة الأزهر، وأوضحت أن الأزهر هو الحصن المنيع ضد التشدد والتطرف والطائفية، وأوضح أن الأزهر الشريف تصدى إلى مشروع الصكوك ووقف الدكتور أحمد الطيب ضد هذا المخطط لبيع مصر، فوجب التخلص منه، بتلك المؤامرة المكشوفة.
هذا الدعم الشعبي لأحمد الطيب شيخ الأزهر يبرز المكانة التي يحظى بها الرجل ويكشف تهاوي مؤامرات الإخوان التي تسعى إلى ضرب كل الخصوم وبكل الطرق من أجل السيطرة والتمكين.
لا للتدخل الإيراني في شؤون الخليج هناك العديد من المواقف التي وسمت حياة الرجل وجعلته يلقى الاحترام الكبير وعبرت عن شخصيته القوية والتي تراعي دائما خصوصية المرحلة والدورالحقيقي المنوط بعلماء الأمة ومثقفيها.
من بين تلك المواقف دعمه للقضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين.
أما الموقف الذي ميزه في المدة الأخيرة هو موقفه الذي أسمعه للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والذي طالبه فيه بـعدم التدخل في شؤون دول الخليج وبـاحترام البحرين كدولة عربية شقيقة و رفضه المد الشيعي في بلاد أهل السنة والجماعة.
كما طالب بوقف النزيف الدموي في سوريا الشقيقة والخروج بها إلى بر الأمان.
وقال بيان الأزهر أن الإمام الأكبر طالب أحمدي نجاد كذلك بضرورة العمل على إعطاء أهل السنة والجماعة في إيران، وبخاصة في إقليم الأهواز، حقوقهم الكاملة كمواطنين.
وطالب الشيح أحمد الطيب الرئيس الإيراني باستصدار فتاوى من المراجع الدينية تجرم وتحرم سب السيدة عائشة، رضي الله عنها، وأبي بكر وعمر وعثمان والبخاري حتى يمكن لمسيرة التفاهم أن تنطلق.
وحث الطيب الرئيس الإيراني على عدم التدخل قي شؤون دول الخليج العربية مطالبًا باحترام البحرين كدولة عربية شقيقة وعدم التدخل في شؤون دول الخليج.
ونظرا لهذه المواقف المشرفة والمدافعة عن دول الخليج كدول ذات سيادة، أشادت دول مجلس التعاون الخليجي بموقف شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي طالب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بعدم التدخل في شؤون دول الخليج، وباحترام البحرين كدولة عربية شقيقة.
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني في بيان، عن تقديره لمواقف فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، خلال لقائه الرئيس الإيراني في القاهرة، والتي طالب فيها طهران بعدم التدخل في شؤون دول الخليج العربي، واحترام سيادة البحرين كدولة عربية.
وقال الزياني إن موقف فضيلة الإمام الأكبر إزاء التدخلات الإيرانية في شؤون دول المجلس ليس جديدا ولا غريباً، بل هو موقف ثابت طالما أكده وعبر عنه بكل صراحة ووضوح.
موضحاً أن هذا الموقف يعكس حرص فضيلته على مصالح الأمة الإسلامية، وعلى كل ما يجمعها ويجنبها حالات الخلاف والفرقة والانقسام، ونابع من دور الأزهر في توحيد صفوف الأمة الإسلامية وجمع كلمتها، ودرء المخاطر التي تهدد أمنها ومصالح شعوبها.
وعـبر الزياني عـن تقدير دول المجلس واعتزازها بالمواقف المبدئية للأزهر الشريف تجاهها، معرباً عن أمله في أن تلقى دعوة فضيلة الإمام الأكبر استـجابة من القيــادة الإيرانية، انطلاقاً مما يربط دول المجـلس وإيـران من روابط العقيدة والجوار والتاريخ الحضاري المشترك والمصالح المتبادلة.
يبدو أن أحمد الطيب قد فتح بمواقفه الجريئة معارك متعددة، داخليا في دفاعه عن رؤيته للإسلام و الفهم الوسطي له وخارجيا وقوفه الصريح ضد هجمة دولة الملالي على البلدان العربية وخاصة الخليجية وما يمثله ذلك من خطر على أهل السنة والجماعة فهل يقدر على مواجهة المعركتين؟