الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/ الخميس 25 نيسان/أبريل 2013

الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ

يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟

(يوحنا 6: 68)

الخميس 25 نيسان/أبريل 2013

عيد القدّيس مرقس، الإنجيليّ

إنجيل القدّيس مرقس .20-15:16

في ذلِكَ
الزَّمان: تَراءَى يسوع لِلأَحدَ عَشَر وقالَ لَهم: «اِذهَبوا في العالَمِ كُلِّه،
وأَعلِنوا البِشارَةَ إِلى الخَلْقِ أَجمَعين.
فمَن آمَنَ واعْتَمَدَ يَخلُص، ومَن لَم يُؤمِنْ يُحكَمْ عَليه.
والَّذينَ يُؤمِنونَ تَصحَبُهم هذهِ الآيات: فبِاسْمي يَطرُدونَ الشَّياطين،
ويَتَكَلَّمون بِلُغاتٍ لا يَعرِفونَها،
ويُمسِكونَ الحَيَّاتِ بِأَيديهِم، وإِن شَرِبوا شَرابًا قاتِلاً لا يُؤذيهِم،
ويضَعونَ أَيديَهُم على المَرْضى فَيَتَعافَون».
وبَعدَ ما كَلَّمَهُمُ الرَّبُّ يسوع، رُفِعَ إِلى السَّماء، وجَلَس عَن يَمينِ الله.
فذَهَبَ أُولئِكَ يُبَشِّرونَ في كُلِّ مكان، والرَّبُّ يَعمَلُ مَعَهم ويُؤَيِّدُ
كَلِمَتَه بِما يَصحَبُها مِنَ الآيات.

نصوص القراءات الليترجيّة الرسميّة: © المزامير بحسب طبعة القدس الثانية (1982) ©
وما تبقّى بحسب طبعة دار المشرق بيروت الثامنة (1982)

تعليق على الإنجيل:

جان تولير (نحو 1300 - 1361)، راهب دومينكيّ في ستراسبورغ
العظة رقم 20، والثالثة عن الصعود

وبَعدَ ما كَلَّمَهُمُ الرَّبُّ
يسوع، رُفِعَ إِلى السَّماء، وجَلَس عَن يَمينِ الله"
"

"وبَعدَ
ما كَلَّمَهُمُ الرَّبُّ يسوع، رُفِعَ إِلى السَّماء، وجَلَس عَن يَمينِ الله"
... وعلى أعضاء جسد المسيح أن يتبعوا رئيسهم ورأسهم، الذي صعد اليوم. وهو قد سبقنا
ليعدّ لنا مُقامًا (يو14: 2)، لنا نحن الذين نتبعه، حتّى يمكننا أن نقول مع عروس
نشيد الأناشيد، "إِجذِبْني وَراءَكَ" (نش1: 4).
هل نريدُ أن نتبعه؟ علينا أيضًا أن نأخذ في حساباتنا الطريق التي أرانا إيّاها
مدّة ثلاثة وثلاثين عامًا: طريق فقرٍ وعوزٍ شديدا المرارة أحيانًا. علينا أن نتبع
الطريق عينها إذا أردنا أن نصل معه إلى مراتبَ ما فوق جميع السماوات. وحتّى عندما
يموت جميع المعلّمين وتُحرق جميع الكتب، فسنجد دومًا في حياته المقدّسة ما يكفي من
التعاليم لأنّه هو الطريق وليس أحدٌ آخر (يو14: 6). فدعونا إذًا نتبعه.
كما يجذب المغنطيس الحديد كذلك يجذب المسيح المُحِبُّ إليه كلّ القلوب التي
يلمسها. والحديد الذي تجذبه قوّة المغنطيس يرتفع فوق طبيعته، فيصعد معه تابعًا له،
وإن على عكس ما تقتضي طبيعته. ولن يستريح إلاّ عندما يرتفع فوق نفسه. وعلى غرار الحديد،
فإنّ جميع من لمسهم الربّ يسوع المسيح في أعماق قلوبهم يعجزون عن ضبط غبطتهم أو
معاناتهم، وهم يسمون على ذواتهم مرتفعين إليه.
أمّا إذا لم نعرف هذه اللمسة، فدعونا لا نعزو ذلك إلى الله. فالله يلمسُ جميع
البشر ويحثّهم ويحذّرهم ويرغب بهم كلّهم على حدٍّ سواء، وهو يريد جميع البشر أيضًا
ولكن أعماله وتحذيراته وهباته يجري استقبالها وقبولها بطريقة جدًّا متفاوتة... نحن
نهوى أشياءً أخرى سواه ونفتّش عنها، لذلك تبقى الهبات التي يهبها الربّ إلى كلّ
إنسان دون توقّف تبقى أحيانًا غير مجدية... لا يمكننا الخروج من هذه الحالة
النفسيّة إلاّ بحماسٍ شجاع وتصميم مطلق، وبمساعدة صلاةٍ داخليّة وثابتة وصادقة
أشدّ صدقًا.