إسمك بالحصاد ومنجلك مكسور" ! بقلم / مصطفى العــراقي ـ الحلقة الثالثـة ـ ـ من المعروف ان الكلاب تتحسس الزلازل الأرضية قبل حدوثها فتبدأ بالإرتباك والتخبط في تصرفاتها ثم الهروب الى أماكن غير مأهولة . ويبدو ان هذه الظاهرة تنطبق أيضا على كلاب الإحتلال الأمريكي - الإيراني في العراق ! حيث ينتباها الخوف والإرتباك وتشرع في إستحضارات عملية الهروب عند حدوث الزلازل الوطنية الشديدة ، وإنتفاضة الشعوب للمطالبة بحقوقها المشروعة . مع الإعتذار الشديد للكلاب عن تشبيه العملاء بها ، فالكلاب تشرف العملاء بما تمتلكه من صفات يفتقرون إليها كالأمانة والوفاء والقناعة وحبها لصاحبها وعدم التخلي عنه في الشدائد . وربما يصلح هنا رأي برنارد شو مع تحوير كلمة الناس " كلما زاردت معرفتي بالعملاء زاد إحترامي لكلبي " . والحقيقة ان العميل لا يجرأ على أن يكون شريفا حتى في احلامه . إنه نطفة قذرة ولدت كمسخ وتموت كمسخ . من الأمور المساعدة لكلاب الإحتلال على الهروب هو إمتلاكهم جنسيات أجنبية تؤمن لهم الحصانة من الملاحقة القانونية ، رغم إن القانون بحد ذاته مسيس وفي خدمتهم . علاوة على إحتضانهم من قبل الدول الأجنبية والمجاورة التي تجندهم استخباريا لخدمتها فتوفر لهم مناخ الراحة عناء خدمتهم لأجندتها . يضاف إلى ذلك الملايين والمليارات التي امتصوها من دماء الشعب العراقي التي تجعلهم مستثمرين كبار تستقطبهم معظم دول العالم لثرواتهم . أو كمبذيرين ومسرفين ينفقون أموال السحت في علب الليل والقمار. وكما يتحدث المثل العراقي " مال اللبن للبن ، ومال الماء للماء " وقصته معروفة للجميع . لكنه مال الشعب وهنا تسكن العبرات ! فقد إعترف النائب العراقي حيدر الملا بحديث متلفز يمكن الرجوع اليه بسهولة في المواقع الألكترونية بأنهم - أي السياسيون الذين يديرون أفشل وأفسد دولة في العالم - قد " رتبوا أمورهم، وأمور عوائلهم للهروب إلى الخارج " عند حدوث ما لا يحمد عقباه . أي عندما يزول تأثير أفيون المرجعية الدينية من بدن الشعب المخدر، ويعود إلى رشده . وهذا مما يلوح في الأفق القريب بعون الله . فإنتفاضة الأنبار أشبة بطقطقة اصبعي منوم مغناطيسي لمريضه ليوقظه من نومه ويعيد له وعيه المسلوب . إن الهروب الذي يحدثنا به الملا هو خيار الجبناء والخونة والجواسيس . ونسأل الملا وبطانة البرلمان والحكومة : لماذا رتبتم أموركم وأمور عوائلكم للهروب ؟ الإنسان الشريف والمؤمن والنزيه وصاحب الحق لا يهرب من الميدان . الجبان الرعديد وغير الشريف هو الذي يهرب ساعة الحساب ! وفي هروب زعيم حزب الله ( واثق البطاط ) متنكرا بزي إمرأة خير شاهد على قولنا . ولنفترض إنكم هربتم من غضب ونقمة الشعب كمن سبقوكم كفلاح السوداني وايهم السامرائي وبقية شلة العملاء . لكن هل ستهربون أيضا من غضب الله ويوم الحساب ؟ يا لخفة عقولكم وقصر نظركم يا سفلة السفلاء وجهلة الجهلاء ! لقد امتلك السياسيون في الحكومة والبرلمان خلال السنوات العجاف الماضية الملايين من الدولارات ، حيث تجاوزت ثروة بهاء الأعرجي ( رئيس لجنة النزاهة البرلمانية ) السبعة مليارات دولار على شكل عقارات وشركات وقصور ويخوت واسهم وسندات ونقود مودعة في مصارف عربية وأجنبية . هذا رئيس لجنة التزاهة في البرلمان فما بالك بالآخرين ! والطريف ان زعيمه مقتدى الصدر طالبهم بكشف ما في ذممهم بعد مرور عشر سنوات ! لكن هل لديهم فعلا ذمم ؟ بالطبع هذا الأعرجي ليس نموذجا فريدا في بابه ! بل إن معظم أعضاء البرلمان والوزراء ورؤساء الكتل السياسية الذين كانوا حفاة وشحاذين يتسكعون على عتبة المخابرات الأجنبية أو يعيشون على معونات اللجوء ، اصبحوا في العراق الديمقراطي من أصحاب الملايين ! إنهم يزدادون غنى في الوقت الذي يزداد الشعب فيه فقرا . وكما وصف الملا الخزاعي وزير التربية السابق ونائب رئيس الجمهورية الحالي تلك المزايا العجيبة الخاصة بأتباع آل البيت " إنها بركة آل البيت " ! ولا نفهم لماذا تحل بركة آل البيت على العملاء والمجرمين واللصوص والمزورين والفاسدين ؟ ولماذا لا تحل على الناس الخيرين الشرفاء المؤمنين الذين يخشون الله ورسوله . إنه أمر محير فعلا ! أين يكمن الخلل يا ترى في مانح البركة أو في من يتلقاها ؟ وهل هناك فعلا بركة تحل على العباد سوى بركة ربٌ العباد يا مله خزاعي ؟ أشار آخر تقرير لهيئة النزاهة بأن مجموع مبالغ معاملات الفساد لـ ( 6000 ) من الأسماك الحكومية وليس الحيتان الكبيرة بلغ ( بترليون و335 مليار و 74 مليون و 667 ألف ) دينار عراقي ! وفي نفس اليوم أضيف للمبلغ ( 9 ) مليار دينار بهروب معاون رئيس دائرة إصلاح السجون مع هذه المليارات ! وإذا أضفنا لها مبالغ الفساد في قضية البنك المركزي ، وصفقة الطائرات الاوكرانية ، وصفقة الأسلحة الروسية . وصفقة المدينة الرياضية في البصرة وغيرها مما يخص الحيتان الكبار لتحول الفساد من مصيبة إلى كارثة . لذا لم نستغرب التحقيق الذي نشرته صحيفة ( ديلي ميل البريطانية ) تحت عنوان : ( النواب العراقيون هم الأفسد في العالم ) وهي شهادة مضافة إلى شهادات العراق الجديد كأفسد وأوسخ وأفشل دولة وقائمة السلبيات طويلة ومعروفة للداني والقاصي . فالنائب العراقي يكلف خزينة الدولة( 1000 ) دولار عن كل دقيقة . وهذه نتيجة مذهلة لا أعرف كيف غَفلت عن إدراجها مؤسسة ( غينيز للأرقام القياسية ) في كتابها السنوي ؟ المصيبة لا تنحصر في هذا الجانب فحسب ! بل إن من مجموع ( 325 ) نائب عراقي لم نسمع بأن عدد الحضور للجلسات البرلمانية منذ تشكيل البرلمان ولحد الآن قد زاد عن ( 225 ) عضوا كأعلى حد وفي جلسات بعدد أصابع اليد ! فأين بقية النواب ؟ هل هو تيمن بالمثل العراقي " إسمك بالحصاد ومنجلك مكسور" ! المصدر: منتديات اقلامكم .