هل الكاثوليك الكلدان هما مذهبان لأمة مجهولة تاريخا؟
كاتب الموضوع
رسالة
الشماس يوسف حودي مشرف مميز
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7042مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: هل الكاثوليك الكلدان هما مذهبان لأمة مجهولة تاريخا؟ الأحد 28 أبريل 2013 - 9:30
هل الكاثوليك الكلدان هما مذهبان لأمة مجهولة تاريخا؟
لقد اصبحت من الامور المسلّمة لها، بالتكلم وبالتزامن عن الانتماء الديني مذهبيا والانتماء القومي ايضا. في الوقت الذي لم نكن نعرف وقبل عقد او عقدين من الزمان، لماذا نختلف عن الاخرين ككاثوليك كلدان وغيرنا نساطرة اثوريين او كاثوليك او ارثودكس سريان وآخرين؟ هذا فيما يخص مسيحيي العراق. لذلك فقد اصبحنا نتسائل بالذات نحن الكلدان من اين لنا بهذه التسمية ونحن كُنّا لفترة قرون عديدة بغافلين عن تسميتنا بالكلدان التي كانت ترافق اسماء كنائسنا. ولم يعلمونا شيئا عنها ابائنا من كهنة ومطارنة عندما درسونا التعليم المسيحي بالرغم من انخراطنا في الاخويات والندوات وغيرها من النشاطات الكنسية. ولذلك فقد اصبحت هذه التسمية (الكلدان) بغامضة علينا وكما يقول المطران السعيد الذكر المرحوم مار يوسف بابانا في كتابه عن ألقوش عبر التاريخ مايلي: (لم يعرف اسمنا وتاريخنا الاّ بأسم الكلدان وهذا شرفنا وفخرنا، صار غريبا علينا من جراء هذه التسمية نظرا لمرور خمسة عشر قرنا تقريبا بأسم السريان او السريان الشرقيين. وآباؤنا وتاريخنا ومؤلفونا مع مؤلفاتهم تعرف بأسم السريان والحق انهم كلدان).
استغلال غفلتنا التي كانت دعوة لصحوتنا
وبصراحة فالذي افاقنا ودعانا للصحوة، ذلك عائد للهجمة الشرسة من الذين يدعون بالاشورية الحديثة من أخوتنا كلدان النساطرة، وذلك بعد ان دفعوا الثمن غاليا مقابل هذه التسمية التي منحت لهم من قبل الانكليز في نهاية القرن التاسع عشر، وذلك بعد ان قُتل المئات الالوف منهم لمقاتلتهم الاتراك والاكراد في مناطق سكناهم في كل من ايران وتركيا والمتبقي منهم جلبوا كلاجئين للعراق ولكنهم لم يهدئوا ببال حتى وافتهم نكسة 1933م. ومع ذلك لم يستفيقوا من سراب تسميتهم الاشورية، وحاليا فقد ألقوا بضلالهم على اخوتهم من الكلدان والسريان في العراق لأعادة نفس السيناريو الذي تعرّض له ابناء شعبهم في كل من ايران وتركيا.
وما يهمّنا من هذا الموضوع هو تشاطر هؤلاء اللاجئين وفي بلدنا العراق بفرض تسميتهم الاشورية المكتسبة حديثا علينا نحن الكلدان الذين عرفنا تاريخنا وبأِجتهادات شخصية وعلمانية وبدون الاعتماد على مرجعيتنا الكنسية الكلدانية والتي كان من الواجب عليها ان تستنيرنا بذلك. ولكن هنالك استثناءات لآبرشيات كلدانية تفتخر بانتمائها الكلداني والذي يعزز من وجودهم كقومية محافظة على كيانها وفي بلدان المهجر خوفا من ضياع ابنائها وبالتالي للمحافظة على طقسها وايمانها المسيحي.
فرض التسمية نوع من التمييز العنصري
لذلك فقد اعتبرنا فرض الاشورية علينا من بعض الحركات والاحزاب التي تدعي بالاشورية، بأنه نوع من التمييز العنصري والذي يعرف بأنه: (أي تمييز او استثناء او تقييد او تفصيل يقوم على اساس العرق او اللون او النسب او الاصل القومي او الاثني. والذي ايضا يستهدف عرقلة الاعتراف بحقوق الانسان والحريات الاساسية المطلوبة للتمتع بها او لممارستها اسوة مع الاخرين وفي ميادين الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي الميادين الاخرى من مرافق الحياة). والاحتواء القومي يدخل ضمن هذا التعريف، وذلك عندما يحاولون قسرا تسميتنا اشوريين على مكوننا الكلداني الذي له اصالته وتاريخه وجذوره، وهنا تكمن المأساة! وهذا يذكرنا بزمن النظام السابق الذي اراد فرض البعث العروبي على مكونات الشعب العراقي والتي ولّت الى غير رجعة.
وهذا واضح في خطابات قادتهم ان كانوا دينيين او علمانيين، حيث لا تخلوا رسائل بطريركهم من كلمات احتوائه للكلدان والسريان والعائد ذلك الى النقص في عدد تابعيه، والذين لا يتجاوز 2- 3% من مسيحيي العراق. ولكن يكون ذلك على حساب الايمان عند الافراط بالدعوة الى قوميتهم المستحدثة عليهم.
وماهو شعور البطريركية الكلدانية قوميا؟
وفيما يخص كنيستنا البطريركية والتي يقودها غبطة البطريرك مار لويس ساكو والذي ابتدأ مشواره بأجراء الاصلاحات المطلوبة، وفق شعار وضعه كورقة عمل ينطلق من خلاله لتقريب وجهات النظر ما بين الاطياف المختلفة سياسيا وعلى مستوى الرئاسات الثلاثة، وبمعيته ممثلوا الكنائس العراقية الاخرى في خطوة فريدة من نوعها أعطت مكانة وتميزا لسيادته، ومعطيا رسالة مفادها بان الكنيسة الكلدانية تقف في الصدارة تمثيلا للمكون المسيحي، ولِما لا والذين يشكلون اكثر من 75% من مسيحيي العراق. بالاضافة الى لقاءاته مع رؤساء الطوائف المسيحية الموجودة في العراق والتي اعلن في احدى لقاءاته الصحفية بأستعداده للتنازل عن موقعه في سبيل الوحدة المسيحية. وربما لم يستيسغه بعض اخوتنا الكلدان بأعتبار البطريركية ليست بوراثة لتمنح لآخرين، ولكنني اعتبر بالنتيجة تصريح غبطته بأنه جس نبض للشقين المنفصلين عن كنيستنا الام وكدعوة للتقارب والعودة لوحدة الكنيسة ان كانوا جادين بذلك فعلا. ولكنهم لم ينبسوا ببنت شفّة أو بكلمة، والذي اوضح ذلك بعدم جديتهم في الاتحاد والوحدة لعلمهم مسبقا بعدم اهليتهم مكتفين بالعدد المحدود حواليهم بالرغم من تصريحاتهم الاحتوائية ذات الفقاعات الهوائية التي تزول بمجرد تماسّها للريح.
اصبح لزاما علينا، بترميم البيت الكلداني اولا
ومن هنا فانه اصبح واضحا لغبطته بمواقفهم الانعزالية، والتي لا يمكننا ان نرمي بدررنا امام الخنازير لتدوسها، والتي اصبحت ايضا واضحة للجميع ان كانوا من الكلدان والاثوريين والسريان ايضا موقف الاقطاب الاخرى المطبق فاههم. ولا غبار على كنيستنا الكلدانية بأن تنظر الى وحدة الكنيسة الكلدانية بأبرشياتها المنتشرة في العراق وبلدان المهجر، والعمل لتجاوز كل العراقيل التي تحول دون عودة المطران مار باوي سورو الجزيل الاحترام، والذي قدِم وعن قناعة راسخة للأتحاد بكنيسته الام، بعد ان أمضت الكنيسة الكاثوليكية (الفاتيكان) وقتا طويلا بالفحص والتحقيق لقبوله. وبرأينا فهو بالوقت الكافي للأقرار بقبوله في كنيستنا ايضا. ولا اعتقد بأن القوانين الكنسية لبطريركيتنا تختلف عن قوانين الكنيسة الكاثوليكية الجامعة، وكان الاجدر بقبوله من وقتها، وكان الله في عون المحسنين.
وهو واقع لا محال من ذلك بعد ان اصبح يحضى بمكانة كبيرة لدى اخوته من الكلدان والاثوريين الملتحقين معه والمستعدين للأرتماء في أحضان كنيستهم الكاثوليكية للكلدان. ونأمل ان يكون موجودا في السينودس القادم لأعلان قبوله ولتعم الفرحة على الجميع. ولا تطولوها ولا تعرضوها رجاءا يا سادة المطارنة الموقرين مع اعتزازنا بمقاماتكم.
لماذا الخوف في مسايرة ابناء الكنيسة سياسيا وقوميا؟
هو غريب تصريح البطريركية والتي لا اريد الاشارة الى تاريخه ورقمه ومحتواه والذي يشير الى تنصل البطريركية من مجاملة ابنائها للوقوف معهم في مطاليبهم بقولها: (فالسياسة والقومية امران متروكان لأشخاص ومؤسسات اخرى لايمكن زج الكنيسة فيهما).
بطريركيتنا المبجّلة: وهل ذلك بخوف من لدنكم للوقوف جنبا مع ابنائكم سياسيا وقوميا. وهذا يُذكّرنا بقول البطريرك مار لويس في يوم تنصيبه بأن المسيحي خائف. وبالمقارنة فهو من غير الواضح ايضا خوفكم للمجاهرة بأسمنا الكلداني الاصيل، فلا عتب علينا ان نكون بخائفين في تقرير مصيرنا.
نحن لا نطالب من كنيستنا بتشكيل احزاب ومنظمات سياسية وقومية ينخرط بها مطارنة وكهنة وشمامسة، اِن صح التعبير للدفاع عن مطالب الكلدان المهمشة في بلادهم. كلا والف كلا، وجلّ ما نريده وكما هو الحال مع القوميات والمذاهب الاخرى في البلد والتي تساندها مرجعياتها الدينية، هو ان تساندنا بطريركيتنا والتي نحمل اسمها والمنتمين اليها. ولا اعرف لما الدعوة الى تشكيل لجنة متخصصة لتحديد ان كنّا فعلا كلدان ام اشوريين ام سريان ام زئبقيين. ولا اعرف ان لم يكن الكلدان اسم لقوميتنا، فهل يعقل ان يكون اسم لطائفة او مذهب اخر ملاصق لمذهبنا الكاثوليكي؟. وهل من المعقول ان لا نميز ما بين ماهو مذهبي او قومي وكما هوالحال مع المتأشورين الذين حولوا مذهبهم النسطوري الى الاشورية المكتسبة في منتصف القرن الماضي. بينما تسمية كنيستنا بالكلدان فقد كانت موجودة ومنذ القرن الاول الميلادي عند دخولهم للمسيحية. بالرغم من وثوقنا في امتلاكنا لهذه التسمية ومنذ اكثر من 7300 سنة.
ومع ذلك فلنا من العلماء والفهماء يتحدون كائنا من كان لأثبات وجود قوميتنا الكلدانية اِثنيا أو اِنثروبايولوجيا وحضاريا.
والذي يعزز من كلدانيتنا ايضا، فهو الكتاب المقدس الذي يعزو سلالة السيد المسيح له المجد، الى ابينا ابراهيم الذي قدِم من اور ذات الاقوام الكلدانية. ومنه عُرفت الاديان ومنها الدين المسيحي الذي عرّفنا بالله الخالق. أفلا تستحق قوميتنا الكلدانية ان نفتخر بها وهي صاحبة هذا الارث؟؟
ضعف الانتماء القومي، زاد من تشتتنا
ولكن مع الاسف، فهنالك المئات بل الالاف من الذين تركوا كنيستنا الكلدانية وذلك لضعف حس الانتماء اليها. وهذا يعود لفقدانهم لأصالتهم الكلدانية المهمشة ومن بعض رجال الدين والذي سيزيدهم ابتعادا عن هذه الكنيسة للذين ارتموا وسيرتموا في احضان كنائس اخرى طالما شعروا بأن هنالك كهنة ومطارنة لا يولون اهتماما لقوميتهم الكلدانية. وخوفي على مصير هذه الكنيسة وبالاخص في دول المهجر، والذي نرى بأم أعيننا، كيف يتهافت الكلدان الى كنائس اخرى، وعلى أمل بأن لا تصل كنيستي لمرحلة شتات رعيتها بين احضان كنائس اخرى من باب الانفتاح بحجة اننا جميعا مسيحيين. ولكن لمن نشتكي وهرم الكنيسة يتهاوى؟!
اننا لا نريد ان يتعدّى اهتمامكم بأسمنا الكلداني وعلى حساب ايماننا المسيحي، لا بل ان يتزامن انتماء شعورنا القومي مع ايماننا ولكي نكون فعلا مسيحيين لنا كنيسة نفتخر بها وعلى الملأ، والتي هي كنيستنا الكاثوليكية للكلدان، ليس الاّ.
وأخيرا، فالذي يهمّنا من البطريركية الموقرة ان تبارك جمع ابنائها في مؤتمرهم الكلداني القادم، وكلهم ثقة بأنهم سيظفرون بتحقيق طموحات الكلدان في بلدهم العراق وبلدان المهجر بعونه تعالى. وشكرا
عبدالاحد قلو
هل الكاثوليك الكلدان هما مذهبان لأمة مجهولة تاريخا؟