الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/ الاثنين 29 نيسان/أبريل 2013

الاثنين الخامس للفصح





إنجيل القدّيس يوحنّا .26-21:14
في ذلك الزمان، وقبل أن ينتقلَ يسوع من هذا العالم، إلى أَبيهِ، قال لتلاميذِه: «مَن تَلَقَّى وَصايايَ وحَفِظَها، فذاكَ الَّذي يُحِبُّني. والَّذي يُحِبُّني يُحِبُّه أَبي، وأَنا أَيضاً أُحِبُّه فأُظهِرُ لَهُ نَفْسي».
قالَ له يَهوذا، غَيرُ الإِسخَريوطيّ: «يا ربّ، ما الأَمرُ حتَّى إِنَّكَ تُظِهرُ نَفْسَكَ لَنا ولا تُظهِرُها لِلعالَم؟»
أَجابَه يسوع: «إذا أَحَبَّني أَحَد حَفِظَ كلامي فأحَبَّه أَبي ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقامًا.
ومَن لا يُحِبُّني لا يَحفَظُ كَلامي. والكَلِمَةُ الَّتي تَسمَعونَها لَيسَت كَلِمَتي بل كَلِمَةُ الآبِ الَّذي أَرسَلَني.
قُلتُ لَكُم هذه الأَشياءَ وأَنا مُقيمٌ عِندكم
ولكِنَّ المُؤَيِّد، الرُّوحَ القُدُس الَّذي يُرسِلُه الآبُ بِاسمي هو يُعَلِّمُكم جَميعَ الأشياء ويُذَكِّرُكُم جَميعَ ما قُلتُه لَكم.



نصوص القراءات الليترجيّة الرسميّة: © المزامير بحسب طبعة القدس الثانية (1982) © وما تبقّى بحسب طبعة دار المشرق بيروت الثامنة (1982)



تعليق على الإنجيل:

القدّيس غريغوريوس الكبير (نحو 540 - 604)، بابا روما وملفان الكنيسة
عظات عن الإنجيل

"ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقاماً"

"إذا أَحَبَّني أَحَد حَفِظَ كلامي فأحَبَّه أَبي ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقاماً". دعونا نفكّر أيّها الإخوة الأحبّاء كم هو عظيمٌ ذاك الاحتفال عندما نستقبل الله في مسكن قلوبنا! إن أراد صديق ثريّ وصاحب نفوذ دخول منزلنا، نقوم بدون أدنى شكّ بتنظيف هذا المنزل زاويةً زاوية، بحيث لا يجرح أي شيءٍ نظره عندما يدخله. فليقُم إذًا مَن يحضّر لله روحه مسكنًا بتنظيفِ أوساخ أعمالِه الشريرة.
لاحظوا أيضًا ما تحدّث عنه الحقّ: "ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقاماً". لأنّه قد يمرّ في قلوبِ البعض ولا يجعل منها مقامًا له. فهم عندما يشعرون بالندم يستطيعون أن يروا نظرة الله؛ لكن عندما تطلّ التجربة برأسها، ينسون ما تابوا عنه سابقًا وينزلقون مجّددًا في ذنوبهم السابقة، كما لو أنّهم لم يبكوها أبدًا. لكن على العكس، ففي قلب ذاك الذي يحبّ الله حقًّا، والذي يحفظ وصاياه، يأتي الربّ ويجعل منه مقامه، لأنّ محبّة الله تملؤه بحيث لا يحيد عن هذه المحبّة أمام التجربة. إذًا، فإنّ النفس التي ترفض أن تخضع للملذّات السيّئة هي التي تحبّ الله حقًّا... من هنا أتى التشديد: "ومَن لا يُحِبُّني لا يَحفَظُ كَلامي". افحصوا أنفسكم فحصًا دقيقًا، أيّها الإخوة الأحبّاء، واسألوا أنفسكم إذا كنتم تحبّون الله محبّة حقّة. ولكن لا تعتمدوا على جواب قلبكم بدون مقارنة ذلك مع أفعالكم.