الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: ⚔ رائحــة المـوت تلوحُ في أفـــــق العراق !!! ⚔ الأربعاء 1 مايو 2013 - 15:23
جانب من التفجيرات الارهابية - فوتو - رويترز : مع تصاعد حدة التوتر والاحتقان في المشهد السياسي العراقي خلال الايام الماضية على وقع زج القوات الامنية على اختلاف عناوينها واقحامها في اتون الخلافات السياسية، الامر الذي اثار ردود فعل متباينة من قبل المتصارعين السياسيين بين مستنكر ومتحفظ وداعم. ـ بين هذا وذاك طفت على السطح بوادر انفراج للتهدئة بين اربيل وبغداد اثر زيارة وفد اقليم كردستان للعاصمة ولقائه كبار مسؤوليها، فيما اثارت مبادرة النجيفي المتعلقة بحل الحكومة والبرلمان واجراء انتخابات مبكرة زوبعة ازاء التوقيت والنية، ومع كل هذا لا تزال التفجيرات تحصد الارواح الامنة رويدا رويدا في مشهد يكاد ان يكون معتادا لدى السواد الاعظم من ابناء هذا الشعب الذي لم يجد بعد طريقا للعيش الرغيد بعيدا عن العنف والقتل ورائحة البارود. ـ قصص العنف تبدأ من الشاب الثلاثيني عماد رحيم الذي يعمل حلاقا للرجال وسبق له ان نجا من انفجار سيارة مفخخة بالقرب من صالون الحلاقة الذي يعمل به قبل اسابيع في حي الشباب، حيث بدء يرفض تجمع الشباب في محله او ركن مركبات الزبائن امام المحل ،ويصر على استقبال زبون واحد داخل المحل ويستقبل الاخر (الزبون الثاني) داخل الصالون بعد الانتهاء من الاول . ـ ويقول رحيم لـ"خندان" :"لااريد ان اثير الجماعات المسلحة التي تستهدف التجمعات الشبابية في هذا الشارع حيث قتل الكثيرين نتيجة تجمعهم قرب المحلات او الاسواق"، مضيفا ان " الاجراء الذي اتبعه يجعلني شبه مفلس ماديا لكني ارغب بتوفير الامان لي ولمحلي الذي تضرر بشكل كبير في الانفجار السابق". ـ وتصاعدت وتيرة العنف في العاصمة بغداد منذ شهر آذار الماضي حيث تشير الاحصائيات الاولية الى ان عن عدد ضحايا اعمال الارهاب في العراق بلغ ( 1609) بين قتيل وجريح في صفوف المدنيين والقوات الامنية في احصائية اصدرتها بعثة الأمم المتحدة في العراق لشهر اذار الماضي. ـ وقال فرانشيسكو موتا رئيس شؤون حقوق الإنسان من بعثة الامم المتحدة في العراق في تصريح سابق ان "ما يثير القلق ويؤثر سلبا على أفراد قوات الأمن العراقية هو حماية حياة المدنيين والبنية التحتية المدنية من عمليات الارهاب". * القلق والترقب يسود العاصمة بغداد : حالة القلق لدى رحيم ليست فريدة من نوعها بل انها تعكس ظاهرة اخذت بالانتشار سريعا في اغلب احياء بغداد خصوصا بعد استهداف عدد من المقاهي والمحلات التي يرتادها الشباب للترفية عن نفسهم وسط جو مشحون سياسي ومعقد امنيا في عاصمة يبلغ تعدادها قرابة السبعة ملايين نسمة. ـ حيث قرر المواطن محمود الساعدي (35 عاما ) ان يبقى اولاده الاثنين (سالم 15 عاما – محمد 12عاما) داخل البيت وعدم الخروج سوى للمدارس كما منع عليها الالتقاء بالاصدقاء في الاماكن العامة،حيث هيأ لهما مكانا في حديقة المنزل تسمح لهما بلقاء الاصدقاء دون تدخل من باقي افراد العائلة. ويقول الساعدي لـ"خندان" :" منعت اولادي من التجول في الاسواق خوفا من الاستهداف او اصابتهم بالتفجيرات التي تتزايد هذه الايام". وسبق للساعدي ان شهد مصرع ابنه الكبير شاكر (17 عاما) في انفجار سيارة مفخخة في منطقة حي العامل بجانب الكرخ من بغداد عام 2007 ابان الاقتتال الطائفي الذي شهده العراق. * حركة انت التالي تحذر من ارتفاع نسب العنف الطائفي : في غضون ذلك كشف الصحفي احمد عبد الحسين وهو احد ناشطي حركة (انت التالي ) وهي احدى الحركات التي انطلقت مؤخرا للتحذير من ارتفاع معدلات العنف والاقتتال الطائفي في العراق عن :"تسابق بين القوى المتنفذة في بغداد وبمشاركة من بعض رجال الدين لتصعيد الخطاب الطائفي في بغداد والمحافظات الاخرى". ـ واضاف عبد الحسين لـ"خندان" ان:" الحركة رصدت ارتفاعا عير مسبوق وبنسب عالية للعنف الطائفي في بغداد تحديدا"، مضيفا ان " هذا الارتفاع جاء نتيجة التوترالسياسي الحكومي مع المتظاهرين في بعض المحافظات ". وحذر عبد الحسين من ان "عودة الاقتتال الطائفي ورائحة الموت باتت تلوح في الافق بسبب المؤيدين والمتاجرين بها". ـ هذا وقد اكدت قائمة متحدون بزعامة اسامة النجيفي رئيس مجلس النواب العراقي إن عودة حوادث استهداف المساجد والمصلين بالتفجيرات والقصف بالهاونات والاغتيالات إنما يؤكد إطلاق يد الميليشيات من جديد للعبث بأمن العراق وتهديد أبنائه والتمهيد لموجة عنف جديدة بمباركة الحكومة وتأييدها . وقالت القائمة في بيان صحفي تلقت "خندان" نسخة منه إن "العديد من مناطق بغداد تشهد تضييقاً امنياً وأشبه ما يكون باحتلال عسكري ، في وقت تم سحب الكثير من نقاط التفتيش في مناطق أخرى محددة مما يثير الريبة لوجود امر يبيت ضده سكانها" . كما حذرت القائمة "الحكومة ومن يمثلها من الإقدام على خطوات أخرى قد تفجر الموقف وتسير بالبلد إلى نهاية مأساوية لا يدركها الكثيرون اليوم ولن يكون أحد بمنأى عن تبعاتها " . من جانبه اكد المتحدث الرسمي باسم قائمة متحدون ظافر العاني إن "من قام بمجزرة الحويجة ومن يقتل العراقيين منذ يوم أمس في أكثر من محافظة لا يمكن أن يكون جيشاً عراقياً ، لأن الجيش له أخلاقياته وتاريخه المشرف في رد الاعتداءات الخارجية وحماية أبناء شعبنا وليس قتلهم ". ـ وناشد العاني كافة المرجعيات الدينية ، والنخب السياسية لبيان موقفها الصريح مما يحصل وعدم السكوت عنه كون السكوت يمثل مشاركة في مسلسل القتل والتدمير ليس لفئة او مكون بل لوطن كامل" ، معبراً عن "يقينه بأن مخطط الحكومة اليوم قد يوصل البلاد إلى انهيار تام في جميع المجالات ". * انهيار الامن يتسبب باضطراب السوق والتجارة : تشهد مدن العاصمة بغداد حالة من التوتر الامني وانتشار سيطرات برفقة رجال مدنيين تابعين لجهاز الاستخبارات ووزارة الامن الوطني في ساعات الصباح من كل يوم فيما يجبر المواطنين على النزول من المركبات العامة والسير على الاقدام للوصول الى اماكن عملهم ، اما في المساء فتكاد تخلوا الاسواق الا من المتبضعين القلة واصحاب المحال التجارية الذين ينتابهم الحذر والخوف في آن واحد. ويقول كرار مهدي وهو صاحب مقهى شوب في جانب الرصافة من بغداد ان المقهى بات يستقبل اقل من عشرين زبونا بين الساعة السابعة مساءً وحتى العاشرة مساءً وهي ساعات الذروة . ويضيف مهدي لـ"خندان" :" قبل تفجير وزارة العدل في شهر آذار الماضي بدأت اعداد الزبائن بالتناقص تدريجيا حيث كان المقهى يستقبل قرابة 120 زبونا يوميا في وقت الذروة اما اليوم فهو يستقبل مايقارب عشرة بالمائة من الزبائن". ـ واضاف مهدي ان" حالة الخوف والترقب واضحة حتى لدى الاجهزة الامنية التي اجبرت المقهى على طرد زبائني واغلاق المقهى لاكثر من اربعة مرات خلال الاسبوعين الماضية تحسبا لوقوع تفجيرات في المقاهي". وفي اكبر مركز لبيع العملات الصعبة في حي الحارثية وسط بغداد يبدو انعكاس ( التردي الامني ) والقلق من انهياره واضحا على سوق البورصة. حيث يقول محمد صاحب الدراجي صاحب شركة النبع للصيرفة لـ"خندان" ان:" سوق البورصة تشهد حالة من الترقب والفوضى الاقتصادية"ويعزوا الدراجي السبب وراء الفوضى الاقتصادي في بغداد الى" الفوضى الامنية التي تتزادي يوما بعد يوم". واضاف الدراجي ان " سعر صرف الدولار ارتفع بشكل ملحوظ في بغداد مؤخرا ليصل سعر صرف المائة دولار الى 127 الف دينار عراقي بينما كانت 120 الف خلال الاسابيع الست الماضية".هذا وقد اصدر مايسمى (جيش رجال الطريقة النقشبندية) بيانا تعهد به بالثأر لضحايا اشتباكات الحويجة التي وقعت بين القوات العسكرية والمعتصمين يوم الثلاثاء 23/4/2013. وأنذر جيش رجال الطريقة النقشبندية "الحكومة العميلة بأن كافة الخيارات ستكون مفتوحة أمام الجيش وامرت كافة مجاهديها في عموم قواطع العمليات دفاعاً عن الدين والبلد والشعب"، كما دعت عناصر الجيش والشرطة وكافة الاجهزة الامنية مغادرة ثكناتهم والمقرات الحكومية فوراً وان يتركوها مفتوحة الأبواب والترجل من عجلاتهم والقاء اسلحتهم ويسلموا انفسهم للمقاومة الوطنية المسلحة فورا .