في ذلك الزمان، وقبل أن ينتقل يسوع من هذا العالم إلى أبيه، قال لتلاميذه: «متى جاء المؤيد، الذي أرسله اليكم من لدن الآب، روح الحق المنبثق من الآب، فهو يشهد لي. وأَنتُم أَيضًا تَشهَدون لأَنَّكُم مَعي مُنذُ بَدْء الأمر. قُلتُ لَكم هذه الأَشياءَ لِئَلاَّ تَعثُروا. سَيَطرُدونكم مِنَ المَجامِع بل تأتي ساعةٌ يَظُنُّ فيها كُلُّ مَن يَقتُلُكم أَنَّهُ يُؤَدِّي للهِ عِبادة. وسَيَفعلونَ ذلك لأَنَّهم لم يَعرِفوا أَبي، ولا عَرَفوني. وقد قُلتُ لَكم هذهِ الأَشْياءَ لِتَذكُروا إِذا أَتَتِ السَّاعَة أَنِّي قلتُها لَكم.
البابا يوحنّا بولس الثاني كلمة البابا إلى الشبيبة في اليوم العالمي الرابع للشبيبة (20 آب 1989)
"روح الحقّ يشهد... وأنتم أيضًا تشهدون"
نعم يا أعزّائي الشبّان، إنّ المسيح لا يدعوكم فقط إلى السير معه في رحلة الحياة هذه. إنّما يرسلكم بدلاً عنه، لتكونوا رسلاً للحقّ وشهودًا له في العالم بطريقة منظورة وملموسة أمام غيركم من الشبّان الذين يشبهونكم، لأنّ الكثيرين منهم يبحثون حاليًّا، في كلّ أنحاء العالم، عن الطريق والحقّ والحياة، لكنّهم لا يعرفون إلى أين يذهبون.
وقد أتت الساعة للقيام ببشارة جديدة؛ لا يمكنكم أن تتهرّبوا من هذا النداء العاجل. من هنا، من هذا المكان المكرّس للقدّيس يعقوب، الرسول الأوّل الذي شهد للمسيح باستشهاده، هيّا بنا نلتزم بتلقّي وصيّة المسيح: "وتكونونَ لي شُهودًا حتّى أقاصي الأَرض" (رسل1: 8). ما معنى أن أكون شاهدًا للمسيح؟ معنى ذلك أن أعيش وفقًا للإنجيل: "أحبِبِ الربَّ إلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ. أحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ" (متى22: 37-39).
كلّ مسيحيّ مدعوّ لكي يخدم إخوته والمجتمع، ولكي يعزّز كرامة كلّ إنسان ويدعمها. كما هو مدعوّ لكي يحترم حقوق الإنسان ويدافع عنها ويسعى إلى تعزيزها؛ ولكي يكون صانع سلام دائم وحقيقي، سلام مبنيّ على الأخوّة والحريّة والعدالة والحقيقة. وبالرغم من الفرص الرائعة المتاحة للبشريّة عن طريق التكنولوجيا الحديثة، لا يزال هناك الكثير من الفقر والبؤس في العالم. ففي أجزاء كثيرة من العالم، يعيش الناس تحت نير العنف والإرهاب وحتّى الحرب.
هنالك حاجة ملحّة إلى الإتّكال على رسل المسيح، وعلى المرسلين المسيحيّين. وأنتم أيّها الشبّان والشابّات، ستصبحون في المستقبل أولئك الرسل وأولئك المرسلين.
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/ الاثنين 06 أيّار/مايو 2013