♖ جواد سليم : ونصب الحريّـة .. ذاكرة زمــان ومكــــــان !!! ♖

جواد سليم ونصب الحرية .. ذاكرة زمان ومكان !!
يعتبر نصب الحرية الذي يحتل قلب بغداد احد اهم الرموز الفنية للعاصمة ، واحد اهم العلامات الفارقة
في الحياة الثقافية العراقية ، بل هو جزء من ذاكرة اجيال من العراقيين الذين اصبح نصب الحرية وجواد سليم بالنسبة لهم
ذاكرة زمان ومكـــــان .
ـ تمر في مثل هذه الايام الذكرى السادسة والثمانون لولادة الفنان العراقي الكبير جواد سليم (1921_1961) الذي يعتبر
من اشهر النحاتين في تاريخ العراق الحديث .
ـ ولد سليم في اذار مارس في عائلة اشتهرت بالفن والرسم فكان والده الحاج سليم واخوته سعاد ونزار ونزيهة كلهم فنانيين تشكيليين ،
من اهم الاعمال التي اشتهر بها هو نصب الحرية الماثل في ساحة التحرير وسط بغداد الان ، وهو من اهم النصب الفنية
في الشرق الاوسط كما يرى الكثير من الفنانيين العالميين .
ومن انجازاته تأسيسه جماعة بغداد للفن الحديث، كما يعتبر احد اهم مؤسسي جمعية التشكيليين العراقيين ، من اهم اعماله
الابداعية منحوتته ( السجين السياسي المجهول ) التي هربها الى لندن ففاز فيها بالمرتبة الاولى عربيا والسادسة عالميا ،
وكان المشترك الوحيد من الشرق الاوسط وتحتفظ الامم المتحدة لنموذج مصغر من البرونز لهذا النصب .
ـ الفنانون التشكيليون يستذكرون كغيرهم من المثقفين ذكرى ولادة جواد سليم ويعبرون عن ارائهم بهذا الفنان الذي تنبأ
بتحطيم قيود العبودية وكسر جميع السلاسل .
ـ الفنان التشكيلي شاكر خالد مدير المعارض الفنية في دائرة الفنون في وزارة الثقافة أوضح لوكالة ( أصوات العراق )
أن المرور بفن جواد سليم يستدعي الوقوف كثيرا، فهذا الفنان المبدع هو احد الرموز
المهمة في تاريخ الحركة التشكيلية في العراق .
وأضاف " عندما نتكلم عن جواد سليم معناه ان نتكلم عن ثلاثة عقود من السنين تزاحمت لدى الفنان الفقيد .. الاصرار
على العمل ، الابداع ، هموم الوطن ، الاحلام والامل والالم احيانا . "
ـ ويدعو خالد بهذه المناسبة لاعادة النظر بجميع الانتاجات الابداعية لجواد سليم والوقوف بجدية من
قراءاته الفنية وذلك بأقامة مهرجان استذكاري توثيقي . "
وقال : " شعرنا حين غادرنا هذا الفنان في مطلع الستينات بالاسى والحزن وانه مازال لدى هذا الفنان الكثير ليفعله ،
حقا انها معادلة غريبة .. ففي عصر التداول والاستنساخ والعودة الى المرجعيات الفنية المختلفة صرنا نعيش الفن افرادا
لا جماعات " ويضيف خالد " ولان الافراد يموتون فإن الذاكرة الابداعية ظلت تعيش الاسى . "
النحات العراقي نداء كاظم صاحب نصب السياب في البصرة " يرى ان " الرحيل المفاجئ لهذا الفنان سبب ازمة وصدمة الى
الثقافة العراقية ، لقد استعجل القدر برحيل جواد، ولو بقي لكان الفن العراقي غير ما هو عليه الان ، خسرنا برحيله الكثير
واستطيع ان اقول ان الفن التشكيلي اصيب بنكسة كبيرة بعد رحيله " .
وأكمل نداء طرح رؤيته فيما قدمه جواد .. وقال : " لم يضف اي فنان الى الفن غير ما قدم جواد ، جواد كان يؤسس مدرسة
بغدادية وللاسف لم يستطع الفن العراقي ان يستكمل ما أسسه جواد .. نحن نتأمل من الاجيال القادمة ان تضع ما أسسه
جواد نصب اعينها وتبحث بحثا صادقا من اجل تقديم كل ما هو جديد ومبدع الى الفن العراقي " واخيرا يردد نداء كاظم
ما قالة اسماعيل فتاح الترك فيقول : " لم يستطع الفن العراقي ان يمر الا من تحت نصب الحرية " .
ـ النحات والرسام طه وهيب وهو من جيل الشباب .. اشترك في العديد من المعارض الفنية ، تعلم الكثير في مدرسة جواد سليم
قال عن ذلك : " يعد هذا الفنان المبدع مدرسة عراقية اصيلة ، ومؤسس لجماعة بغداد للنحت العراقي وله دور كبير في
بناء مدرسة الفن الحديث في العراق ، وذلك بعد تأسيسه معهد الفنون الجميلة والاشراف على تخريج جملة من
الفنانيين والنحاتين من الذين جاءوا بعده . "
ويرى وهيب ان " الفن العراقي يعترف بفضل جواد، ولولاه لما كان على ما هو عليه الان . ويقول عن موهبة جواد
" كان هذا الفنان موهوبا ، فقد نال في سن الحادية عشر الجائزة الفضية في النحت في اول معرض للفنون الجميلة في بغداد
مطلع الثلاثينات ، واستطاع ان يكمل دراسته الاكاديمية في العديد من الجامعات العالمية . في باريس وروما ولندن ،
واستطاع ان يطور نفسه ليس في النحت فقط ، وانما في مجال الرسم ايضا، فهناك الكثيرمن الاعمال الفنية التي
زينت تصاميم الكتب ، خاصة الشعر منها ، كديوان الجواهري وحسين مردان وجبرا ابراهيم جبرا " .
ـ يذكر ان اعمال جواد سليم صدرت عنها عدة بحوث ، خاصة بحث السيد عباس الصراف الذي نشرته وزارة الاعلام ،
وقد اقيم معرض شامل لاعماله في المتحف الوطني للفن الحديث بعد وفاته ببضع سنوات .. ومما يذكر ان الفنان
خالد الرحال قال : ( ملحمتان مهمتان في العراق اولاهما ملحمة كلكامش ، والاخرى ملحمة الحرية لجواد سليم ) .
المصــدر / مُنتـدى أصوات العــــــراق .