أوباما لأردوغان: أنت كنت ضد التدخل في ليبيا بينما كان القذافي يفعل ما يفعله الأسد بابنيوز - وكالات:
في تركيا خيبة امل عميقة من لقاء رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان والرئيس
الاميركي باراك اوباما في واشنطن، الاسبوع الماضي. سورية استهلكت معظم وقت
اللقاءين، الرسمي نهار الخميس والعشاء ليلا، وحاول الزعيم التركي شرح موقف
بلاده لنظيره الاميركي بالقول ان الازمة السورية تشكل اكبر تحد لتركيا منذ
عقود، وان انقرة تطلب من واشنطن «كعاصمة صديقة حليفة، ممارسة دور اكبر
للمساهمة في تغيير الوقائع القتالية» على الارض السورية.
[img(410,250):224d]
.jpg[/img:224d]]http://www.babnews.com/inp/Upload/2219397_1111_main[1].jpg[/img:224d]«لكن
اوباما تمسك بتصلبه واصراره على حصر الدور الاميركي بنقطتين: المساعدات
الانسانية للاجئين السوريين والدول التي تؤويهم، والسعي الديبلوماسي من اجل
رعاية حوار سوري يفضي الى وقف القتال والتوصل الى حل»، حسب مسؤول تركي
رفيع مقرّب من مشاركين في لقاءات واشنطن.
بدورها، أكدت مصادر أميركية لـ «الراي» الموقف الاميركي حسب الرواية التركية.
المسؤول
التركي قال ان اردوغان اشار بلباقة الى «التذبذب» في الموقف الاميركي،
واضاف متوجها الى اوباما اثناء العشاء، الذي حضره ايضا وزيرا خارجية
البلدين الاميركي جون كيري والتركي داود اوغلو، بالقول، وهو يدل على كيري
من دون ان ينظر اليه، ان كيري سبق ان وعده ان الخطة الاميركية في سورية
تقضي «بتغيير الوقائع العسكرية على الارض لمصلحة المعارضة، حتى يقرأ بشار
الاسد الكتابة على الحائط ويدرك ان لا افق لبقائه، وان الحل الانسب له هو
الخروج» من السلطة.
وتابع اردوغان متوجها الى أوباما: «اليوم حديثكم
مختلف، واختفت الكتابة على الحائط، وصار التركيز على مؤتمر في جنيف سيحضره
اركان الاسد وهم يعتقدون ان موقفهم العسكري قوي وان بامكانهم الاستمرار، ما
يعني انهم لن يقدموا اي تنازلات»، تابع اردوغان.
ثانيا، اشار اردوغان
الى تراجع واضح لاوباما عن «الخطوط الحمر التي وضعها في حال اقدام نظام
الاسد على الاسلحة الكيماوية». واردف الزعيم التركي ان «الحلفاء المطالبين
برحيل الاسد صارت مصداقيتهم في الحضيض بسبب التذبذب الاميركي، وانه كان من
الافضل لو لم تأخذ اميركا اي موقف على ان تتخذ مواقف وتتراجع عنها في ما
بعد».
وختم رئيس الحكومة التركي مطالعته امام اوباما بالقول ان
«مصداقية تحالف الاطلسي تتعرض للاهتزاز كذلك، فتركيا دولة عضو في التحالف،
وهي تعرضت لهجوم واضح (تفجير الريحانية) من قبل الاسد، ولم يهب التحالف
للدفاع عنها».
ما لم يقله المسؤول التركي سمعته «الراي» من مسؤولين
اميركيين افادوا صحة الرواية التركية، ولكنهم اضافوا اليها ان اوباما رد
بقسوة على اردوغان، قائلا ان «تركيا لم تلتزم يوما بمواقف التحالف
(الاطلسي) التي لا تتناسب ومصالحها القومية»، وانها وقفت «ضد الحرب في
ليبيا على الرغم من تعرض مدنيين لمجازر على يد قوات معمر القذافي على غرار
ما يفعله الاسد». واضاف اوباما انه «حتى في العام 2003، اقفلتم قاعدة
انجيرليك (في تركيا) في وجه القوات الاميركية اثناء الحرب في العراق».
واعتبر
اوباما ان «تحالف الاطلسي متين، ولكن كل دولة تتصرف ضمن مصالحها، خصوصا ان
لم تكن اي من الدول الاعضاء تتعرض لخطر امني داهم يتطلب تحرك التحالف بشكل
مشترك للدفاع عنها».
وتابع اوباما ان «الولايات المتحدة مستعدة
للمشاركة في اي عمل عسكري متعدد للدفاع عن تركيا في وجه اي خطر، سوري او
غيره، ولكن اميركا لن تفعل ذلك بمفردها، وستتصرف كدولة عضو، فان تحرك
التحالف، اميركا مستعدة للتحرك». بكلام آخر، يقول المسؤول الاميركي، لمح
اوباما الى ان «ليست كل مشكلة في العالم مشكلتنا، ولكننا مستعدون للمساهمة
ضمن اطار التحالفات الدولية او الامم المتحدة».
وختم اوباما بحض
اردوغان على استخدام علاقاته بموسكو من اجل تغيير موقفها في سورية، وقال
اوباما: «علاقاتنا بـ (الرئيس الروسي) فلاديمير (بوتين) ليست في احسن
احوالها، اما انتم، فمصالحهم التجارية معكم كبيرة، وربما يمكن لكم التأثير
في قراراتهم ذات الشأن».
في وسط التصلب الاميركي والاصرار على عدم
القيام بخطوات من شأنها ان تؤدي الى تغيير في الوضع السوري، يقول المسؤول
التركي ان بلاده صارت «تعول على بناء تحالف اقليمي من شأنه ملء الفراغ الذي
يتركه غياب واشنطن».
في هذا السياق، تأتي زيارة ولي العهد السعودي الامير سلمان بن عبدالعزيز الى تركيا، امس، بدعوة من الرئيس التركي عبدالله غول.
ويقول
المسؤول التركي ان «تركيا والسعودية تعملان على معالجة الازمة السورية
واجبار الاسد على الخروج من الحكم كمقدمة للدخول في حوار وطني والبحث عن
حلول لمرحلة ما بعد الاسد».
وختم المسؤول التركي بالقول ان «الافكار
المطروحة للنقاش بين البلدين حول الازمة السورية كثيرة»، وان «انقرة ستبلغ
الرياض عن فحوى لقاءات اردوغان في واشنطن»، وانه «بعد الزيارة الى اميركا،
صارت تركيا تعول على تحالفاتها الاقليمية من اجل التعاطي مع الازمة
السورية».