خطة لاردوغان تتضمن حكومة انتقالية والسماح ببقاء الاسد بابنيوز - وكالات:
الوضع العسكري الميداني في سورية هذه الايام دفع السفير السوري بهجت
سليمان في عمان الى قفزة خارج السياق الدبلوماسي وادان اجتماع مجموعة
‘اصدقاء سورية’ الذي عقد في عمان واصفا اياهم بـ ‘اعداء لسورية’، محذرا من
اقحام الاردن في الازمة السورية ، فيما صعد وزير الخارجية الامريكي جون
كيري الاربعاء من لهجته عندما قال انه اذا لم يكن الرئيس السوري بشار الاسد
مستعدا للتفاوض على حل سلمي لانهاء الحرب الاهلية في بلاده فستبحث
الولايات المتحدة ودول اخرى زيادة الدعم لمعارضيه.
جاء ذلك في الوقت
الذي قال فيه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاربعاء في عمان ان بلاده
ترى بانه ليس هناك امكانية لحل النزاع الدائر في سورية مع بقاء بشار الاسد
على رأس السلطة، كما’قال وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس ان على الاسد
تسليم السلطة الى حكومة انتقالية حتى تكون هناك فرصة لنجاح مؤتمر السلام
الذي تدعمه الولايات المتحدة وروسيا.
وقال السفير السوري في مؤتمر
صحافي عقده في مبنى السفارة السورية في عمان ان ‘ما تواجهه سورية هي حرب
كونية عدوانية ارهابية، يقودها من سموا انفسهم بأصدقاء سورية ضد الدولة
السورية بشعبها وجيشها وقيادتها وهذا ما دفع بالدولة السورية للدفاع عن
نفسها، وخوض حرب دفاعية مقدسة في ظل حملات اعلامية ظالمة لم يشهد لها
التاريخ مثيلا’.
ووصف السفير السوري مؤتمر مجموعة ‘اصدقاء سورية’ بانه ‘مؤتمر اصدقاء اسرائيل ومؤتمر اعداء سورية’.
واضاف
مخاطبا مجموعة اصدقاء سورية ان ‘من يريد انهاء المأساة في سورية يحتاج اول
ما يحتاج الى التوقف عن تسليح وتدريب العصابات الارهابية المسلحة في
سورية، ويحتاج الى التعاون مع الدولة السورية الوطنية الشرعية، كما فعل
ويفعل اصدقاء سورية الحقيقيون، ويحتاج الى التوقف عن اتهام ما يسمونه
النظام السوري بالتسبب في تدمير سورية وذبح الشعب’.
وحذر من اقحام
الاردن بالازمة السورية واستغلال ظروفه المادية، قائلا ‘ نحن نقدر ما يتعرض
له الاردن من ضغوط لكن ندعو الاردن لعدم الانجرار لحرب مع سورية كون امن
عمان من امن دمشق’. ودعا الاردن لـ’الحفاظ على عرشه’.
وعلم ان عمان رفضت عرضا مغريا من دول الخليج بتسليم سفارة دمشق في عمان للمعارضة السورية كما حصل بعد قمة الدوحة الاخيرة.
من
جهته قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري ان المكاسب العسكرية الاخيرة
التي حققتها قوات الاسد هي مكاسب مؤقتة وانه اذا كان يعتقد ان الهجمات
المضادة ضد مقاتلي المعارضة ستكون حاسمة فانه بذلك ‘يخطىء في التقدير’.
وقال
كيري في مؤتمر صحافي ‘اذا لم نتمكن من المضي في هذا الطريق قدما واذا كان
نظام الاسد غير مستعد للتفاوض على (مؤتمر) جنيف بحسن نية فاننا سنتحدث ايضا
بشان الدعم المستمر والمتزايد للمعارضة بغية السماح لها بمواصلة القتال من
اجل حرية بلدها.’
من جهته قال قائد القوات الجوية الاسرائيلية
الاربعاء ان اسرائيل مستعدة لمهاجمة سورية لمنع وصول اسلحة متطورة الى
المقاتلين الجهاديين او حزب الله في لبنان في حالة سقوط الرئيس بشار الاسد.
وقال الجنرال ايشيل ايضا ان على الاسرائيليين الاستعداد لصراع طويل ومؤلم اذا دخلت قواتهم معركة مع حزب الله او ايران التي تدعمه.
وصرح الجنرال ايشيل الاربعاء ان”منظومة الدفاع الصاروخية المتقدمة من طراز اس – 300 ستصل قريبا الى الجيش السوري.
وقال
‘الاسد الذي لديه ميزانية ضئيلة استثمر عدة مليارات من الدولارات لشراء
صواريخ مضادة للطائرات’. بحسب صحيفة ‘يديعوت احرونوت’ الاسرائيلية في
موقعها الالكتروني.
واضاف في كلمة في اجتماع في هرتزليا”هناك تفهم واضح
بان مثل هذه القدرات سوف تؤدي الى زرع الثقة (لدى السوريين ودفعهم الى
الاقدام على) سلوك عدواني’.
ومن المانيا، وبعد قرابة عام من توقعها
انهيار نظام الرئيس السوري بشار الاسد قريبا، ترى الاستخبارات الالمانية
حاليا ان مقاتلي المعارضة باتوا في ‘ورطة’، متوقعة بان تحقق القوات
الحكومية السورية تقدّما ملحوظا وتستعيد زمام الامور.
وذكرت مجلة (دير
شبيغل) الالمانية الاربعاء، ان وكالة الاستخبارات الالمانية الخارجية (BND)
قد غيّرت موقفها جذريا تجاه ‘الحرب الاهلية’ الحاصلة في سورية، وهي تعتقد
حاليا بان جيش الرئيس السوري بشار الاسد ‘بات اكثر استقرارا مما كان عليه
منذ فترة طويلة وهو قادر على القيام بعمليات ناجحة ضد وحدات الثوار بعزم’.
وقالت المجلة ان رئيس الوكالة غيرهارد شيندلر، ابلغ هذا التقييم الجديد للوكالة، الى بعض السياسيين في اجتماع سري.
وذكرت
انه خلال الصيف الفائت كان شيندلر ابلغ المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين
بانه يشعر بان نظام الاسد سيسقط في بداية العام 2013 الجاري، لكن منذ ذلك
الحين فان الوضع قد تغيّر بشكل دراماتيكي كما تعتقد وكالة الاستخبارات
الالمانية الخارجية.
واستخدم شيندلر رسومات وخرائط لاظهار ان ‘جنود
الاسد يملكون مجددا خطوط امداد فعّالة لتامين كميات كافية من الاسلحة
والمواد الاخرى’، واضاف ان امدادات الوقود للدبابات والطائرات العسكرية،
باتت متوفرة مجددا، وان الوضع الجديد يسمح لقوات الاسد بان تواجه هجمات
الثوار، وحتى استعادة المواقع التي خسرتها من قبل.
الى ذلك، تعتقد
الاستخبارات الالمانية بان ‘قوات الثوار’، التي تضم مجموعات عدة من
المقاتلين الاسلاميين المرتبطين بتنظيم القاعدة، ‘تواجه صعوبات بالغة’.
ومن
تركيا نشرت صحيفة ‘صباح’ المقربة من الحكومة خطة عمل من المقرر ان تعرضها
تركيا على الدول المعنية بالملف السوري وذلك تمهيدا لعقد مؤتمر جنيف2.
وتتضمن
الافكار التركية اعلان الاسد تسليم صلاحياته كاملة لحكومة انتقالية يشكلها
النظام والمعارضة. ومقابل ذلك يسمح للاسد بالبقاء في سورية والمشاركة في
الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وملخص المقترحات التركية، التي تسربت بعد زيارة اردوغان لواشنطن ولقائه بالرئيس الامريكي باراك اوباما
اولا:
اعلان الاسد انه سيسلم صلاحياته كامله لحكومة انتقالية مشتركة من النظام
والمعارضه مقابل بقائه في البلاد سواء في القصر الرئاسي او كمواطن عادي
والسماح له بالمشاركة في الانتخابات المقبلة.
ثانيا: الائتلاف الوطني هو من سيمثل المعارضة في موتمر جينيف، ويمكن العمل على توسيع الائتلاف حتى ذلك الحين.
ثالثا:
يمكن ان تشارك في المؤتمر لجنة المصالحة الوطنية السورية نيابة عن النظام،
مع التأكيد على رفض مشاركة من تلطخت ايديهم بالدم في المؤتمر.
رابعا: الحكومة الانتقالية تدير البلاد بصلاحيات كامله لحين الاعداد للانتخابات العامة.
خامسا: يجب وضع اطار زمني واضح لمفاوضات جينيف2 .
ومن المفترض ان يناقش رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان هذه المقترحات خلال جولة تقوده الى موسكو وطهران ودول عربية قريبا.
وميدانيا
افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان ما لا يقل عن 54 شخصا قتلوا الاربعاء
في اشتباكات دارت بين كتائب مقاتلة والقوات النظامية في ادلب شمال سورية.
وذكر
المرصد، في بيان تلقت وكالة الانباء الالمانية نسخة منه، ان كتائب مقاتلة
سيطرت على معسكر الشبيبة للقوات النظامية والواقع قرب بلدة النيرب في ادلب
وعدة حواجز بجواره.
وقال المرصد ان عملية السيطرة جاءت بعد نحو اسبوعين من الاشتباكات العنيفة ضمن ‘معركة القصاص لاهلنا في بانياس′.
واضاف
ان اشتباكات الاربعاء اسفرت عن ‘استشهاد 14 مقاتلا من الكتائب المقاتلة
ومقتل مالايقل عن 40 من القوات النظامية وعناصر اللجان الشعبية المسلحة
وتدمير عدة اليات’.
وتابع ‘تعد السيطرة على معسكر الشبيبة هزيمة قاسية للنظام حيث كان المعسكر اهم معاقل النظام بريف ادلب’.