البطريرك ساكو يهدد بطرد
الكهنة الداعين إلى الدولة الكلدانية بغداد/اور نيوز
رفض البطريرك لويس ساكو
الضغوط التي يتعرض لها من قساوسة ورجال دين ومراكز قوى في داخل العراق وخارجه بتزعم
حزب للكلدانيين أو دعم مثل هذا الحزب الذي يدعو الى إقامة الدول الكلدانية في
الصلوات والخطب الدينية.
ودعا في رسالة نشرتها وكالة
انباء الفاتيكان الى فصل الكنيسة عن السياسة، وأكد ساكو في رسالته ان العمل السياسي
من حق العلمانيين فقط ولا يمكن للكهنة ان يكونوا نشطاء أو اعضاء في تيارات أو
أحزاب، لأن مهمتهم الكهنوتية هي خدمة الجميع من دون استثناء.
وقالت مصادر مقربة من ساكو
ان الرسالة التي وجهها ساكو مدعومة من بابا الفاتيكان وبعلمه واطلع عليها قبل
نشرها. وأوضحت المصادر ان ساكو يرفض الاصوات التي تنادي بالقومية الكلدانية وتلغي
السريان والآشوريين والأرمن في العراق.
وأضافت المصادر ان
الكردينال ساكو يرفض ان يجعل الكنيسة صوتا للقومية الكلدانية على حساب رسالتها
الدينية. وقالت ان ساكو يعد ذلك تعصباً للكلدانية، وقال ساكو في رسالته ان التعلق
بالجذور العرقية والثقافية الكلدانية لا ينبغي ان يصبح طقسا مرتبطاً بالهوية
الوطنية.
واوضحت المصادر ان مراكز
القوى هذه وكهنة وزعامات حزبية تريد من البطريرك ساكو ان يشدد في تصريحاته وبياناته
على الهوية الكلدانية بعكس ما يعتقده وهو الانفتاح على الجميع من دون استثناء.
وأبدت المصادر اسفها على قيام رجال دين في داخل العراق وخارجه بدعم هذه التوجهات
القومية الكلدانية وانضموا بالفعل الى الاحزاب والكيانات التي تتبنى مثل هذا
التوجه.
وقالت المصادر في تصريحاتها
ان ظهور احزاب كلدانية بزعامة رجال دين او بدعمهم هو انعكاس لظهور الاحزاب
الكاثوليكية كاشفاً عن وجود انقسام عميق في داخل الكنيسة. وأوضحت المصادر ان
البطريرك ساكو يعتقد ان هؤلاء رجال دين وعليهم عدم الانخراط في السياسة. واوضحت
المصادر ان البطريرك ساكو مصر على معاقبة جميع الكهنة الذين يصرون على دعواتهم
للقومية الكلدانية وطردهم من مناصبهم الدينية اذا اصروا على توجهاتهم، لايمانه
بضرورة فصل الدين عن الدولة.
وقال البطرياك ساكو في
رسالته ان الكنيسة الكلدانية كواقع جريح ومشتت، ومن بين الأسباب التي أدت الى هذه
حالة التي يرثى لها، زعزعة الاستقرار في البلاد عقب سقوط نظام الرئيس السابق صدام
وهروب بعض الكهنة الى الغرب، وتحول كثير منهم الى الكنائس الأخرى .
أما فيما
يتعلق بالدعوات إلى التمسك بالقومية الكلدانية التي تثير الجدل حتى داخل الكنيسة
أحيانا، فقد قال البطريرك ساكو ليس خطأ أن نحب قوميتنا وأن نفخر بها، لكن العيب هو
أن نراها أسمى من غيرها، والأسوأ من ذلك عندما يقوم شخص ما بشتم الذين لا ينتمون
إلى هويته الوطنية، وقد حدث شيء من هذا القبيل في الآونة الأخيرة.
ورأى بطريرك الكنيسة
الكلدانية في العراق والعالم أن الانجراف وراء الهوية القومية الذي يبدو أنه في بعض
الأحيان يصيب بعض مواقع الإنترنت ومجموعات النشطاء السياسيين أحيانا، يهدد بحجب
كاثوليكية الكنيسة الكلدانية ذاتها، والتي تشتمل اليوم على آشوريين وعرب وأكراد،
متسائلا أيتعين علينا جعلهم كلداناً جميعا؟ وماذا يجب أن نقول عن الكلدان
المسلمين؟، معربا عن الاقتناع بأنه لا ينبغي تفسير المفاهيم الكنسية المختلفة
المتعلقة بما يسمى بـ "الكلدانية كمعارضة بين أقلية وأكثرية" ، فـ "الحديث عن هذه
الديناميات كانتصار، وكأننا في حرب، يعد عارا"، حسب
تأكيده.