♱ تعالوا اليّ يا جميع المُتعبين والثّقيلي الأحمــــال وأنا اريحكـــمْ ♱ متّــــى : 11 ( 28 ) دعـــوة للعشـــــــاء .. + لو قدّمَ لك ملكٌ عظيم دعوة لتناول العشاء معه ، في قصره ، بين الشرفاء والنبلاء ، فلا شك أنك تلبّي الدعوة بكل سرور وابتهاج ، واعداً نفسك برؤية جلال الملك ورجاله وحرّاسه وخدّامه ، وجمال قصره وحدائقه وأمجاده ، وسخاء مائدته التي يضيع فيها بصرُك من كثرة المآكل الشهّية والفاخرة . ربّما تسأل نفسك : " من أنا حتى يدعوني الملك الى عشائه العظيم ؟ " لكن سرعان ما تغتبط فرحاً بهذه الدعوة ، فتبدأ تُعدّ نفسك لذلك اللقاء العظيم والعشاء الكريم . فتصبح هذه الدعوة شغلك الشاغل ولَهْجَ فكرك وأحاديثك بين الاقرباء والاصدقاء : " فالملك العظيم دعاني لتناول العشاء معه . " + لو دعاك قائد محترم الى حضور احتفال كبير بمناسبة انتصاره وتثبيت سلطته ، فإنك بدون تردّد تحضر هذا الاحتفال ، خصوصاً وأنّ هذا القائد قد أكرمك بدعوته لك شخصياً . وإنك بتلبيتك لهذه الدعوة الكريمة ، لا بدّ ان تحظى برضى هذا القائد وحمايته ووساطته في أي مجال أو حاجة عندك . + لو استلمتَ دعوة لحضور حفلة زفاف ابن الملك العظيم أو بنت القائد المحترم ، أمَا كنت تحضّر نفسك وتعدّ الايام الى ذلك العرس المجيد ؟ أما كنت تلغي كل مواعيدك لئلا يفوتك هذا الحدث المهم وهذه الدعوة الفريدة ؟ ربما لم تتلقَ دعوات كهذه بعد ؛ او تلقّيتها في يوم ما ، من اشخاصٍ محترمين ، وقد لبّيتها وكنتَ سعيداً جداً ، بل ربّما ما زالت ذكرى ذلك اليوم في فكرك ، وتحتفظ بصُوَرلك مع ذلك العظيم والمحترم . في اي حال ، إنّ لك دعوة الى العشاء مع ملك الملوك وقائد القوّاد . + إنها دعوة شخصية لك ، سواء كنت فقيراً أوغنياً ، متعلّما أوأميّاً ، شاباً أو شيخاً ، رجلاً أو امرأة . وهذه الدعوة العظيمة ستضمّ أعظم الابطال والمشاهير في نظر الله ، الذين كانوا في العالم ولم يكونوا من العالم . انها دعوة لا لعشاء مادي وقتي ينتهي ولا يبقى منه إلاّ الذكرى أو الصوَر، بل لعشاء ابدي دائم مِلْؤُه السعادة والفرح والشبَع الروحي . مائدة هذا العشاء لها أوّل وليس لها آخِر، تبدأ عند تلبيتك لهذه الدعوة ، ولن تكون لها نهاية . + ما مِن انسانٍ عاقل يرفض أو يهمل هذه الدعوة ، فصاحبُها هو عظيم العظماء ، إنه السيد المسيح الذي جاء الى العالم يدعو البشر الى تسليم حياتهم لله بالتمام ، والى إقامة العلاقة الروحية الأبدية معه تعالى . لقد جاء الى العالم رحمةً من الله لخلاص البشر من العذاب والهلاك الأبدي ، لينقلهم الى سماء النعيم والى عشاء الله العظيم الذي أعدّه لكل مَن يؤمن به . بينما تسير زمان حياتك على هذه الارض الفانية ، وتحاول ان تملأ فراغَك بأمور الدنيا ، تحتاجُ الى الشبع الروحي والنفسي الذي تفتقر إليه ، إلى الفرح الحقيقي والسلام ورضى الله عليك ، والى خلاص الله الذي أعدّه لك في فداء المسيح ، الذي مات لأجلك حاملاً ذنوبك ، وقام ليمنَحك البّر والطهارة ، منتصراً على الموت إذ لم يكن ممكناً أن يمسك به . + لقد قال يسوع : " ها أنـــــذا واقف على الباب ( باب قلبك ) وأقرع ، إن سمع أحدٌ صوتي وفتح الباب ، أدخل إليه وأتعشّى معه وهو معي . " ( رؤيا 20:3 )إنّــــهُ يدعوك ويقول : " تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وأنا اريحكم " ( متى 11 : 28 ) فهل تلبّي دعوته الآن قبل فوات الأوان ؟ لاتؤجّل ! ..
كريمة عم مرقس عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 24429مزاجي : تاريخ التسجيل : 31/01/2010الابراج :