الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: ♱ يســوع الملك .. يدخـــل أورشَـــــليم ♱ الأربعاء 29 مايو 2013 - 15:40
ܚܕ ܒܫܒܐ ܕܐܘܫܢܐ .. بقلم / اسحق القس أفـــــــرام : تمهيد إنّ أنشودة الجموع الذين تقدموا وساروا أمام يسوع المسيح وبأيديهم سعوف النخل ، مبارك الآتي باسم الرب ، أوشعنا لابن داود ، أوشعنا في الأعالي ( لوقا 19 : 38 ) كانت أقوى بكثير من قوة الفريسيين ، والصدوقيين ، والكتبة ، وغيرهم من زعماء اليهود الذين ارتعبوا جداً وخافوا من أن يترك اليهود زعماءهم ويتبعوا يسوع المسيح . لقد أشار الاستقبال الحافل الذي أجراه اليهود ليسوع في شوارع وأزقة وروابي أورشليم ، إلى أن ساعة الفصل قد اقتربت ، ويسوع المسيح يدخل في مجده ليعطي شهادة جديدة للعالم ، لأنه الآتي لخلاص الإنسان . الشعانين كانت فرصة جديدة لليهود ليعيدوا النظر في مواقفهم السلبية من رسالة يسوع المسيح الخلاصية . إنّ القراءات كلَّها تؤكد بأن النبوءات تحققت ، ويسوع المسيح جاء حقيقة ليخلص الإنسان من أعدائه الثلاثة : الموت ، والشيطان ، والخطيئة . وكما فرحت مريم ومرثا واليهود الذين جاءوا ليقوموا بواجب التعزية ، بعد أن قام لعازر من بين الأموات ، هكذا فرح اليهود الذين أدركوا أن ساعة الفرح أصبحت قريبة ، ويسوع المسيح يدخل فعلاً بواسطة الآلام إلى المجد الأبدي . ترتيلة ܙܡܝܪܬܐ: راح صبيان آل يهوذا راحَ صبيانُ آل يهوذا حاملين الغصون والورودا جذلين وصفوا الزنودا للقــاء المليـك الجليـل أوشعنا ، أوشعنا ، أوشعنا أوشعنا لابن داود ، أوشعنا لابن داود ، كل صوت بابتهاج ، ولسان بارتقاش أوشعنا ، أوشعنا ، أوشعنا أوشعنا لآبن داود فروميونܦܪܡܝܘܢ: التسبيح لمن يمجده العلويون ، ويكّرمه السفليون ، العزّ للسامي بأزليته ، والفريد بوحدانيته ، التعظيم للجالس على مركبة الكروبيم ، وقد شاء أن يتنازل فيركب جحش ابن آتان ، ويسير بين الجموع متواضعاً ، وهو الذي به يليق الحمد والشكر في هذا الوقت . سدرو ܣܕܪܐ : أيها المسيح الإله ، الذي تزيحه أجواق الملائكة النورانية ، ويُعظم قدره السارافيم بتقديس إلهية ، وقد زيّحه اليوم الأطفال والرضع بأنغام الشعانين ، وأمتطى جحشاً وضيعاً تحقيقاً لما نادى به النبي زكريا ، فها هوذا ملك المجد يأتي إليها وهو راكب على جحش ابن آتان . فتستيقظ لتستقبل ربها بالتسبيح والترنيم الذي أعدّه لذاته من الصباح الذين هتفوا صارخين أوشعنا لابن داود ، مبارك الآتي باسم الرب ملك الملوك ورب الأرباب ، وقد امتزجت أصواتهم بأصوات الروحانيين الهاتفين قدوس قدوس قدوس ، مبارك وقار الرب من مكانه ، ولهذا نحن أيضاً نهتف مندهشين من عظم تواضعك وقائلين : الشعانين في العلى الضابط الكل . الشعانين في العمق لابن داود . الشعانين لغير المنظور الذي ظهر فنظره الترابيون . الشعانين للذي تنازل بنعمته ليتلقَّ التمجيد من الأطفال وهم يحملون سعف النخيل وأغصان الزيتون . الشعانين للذي تفيض رحمته ويتضاعف كرمه للمستحقين . الشعانين لمن يبهر نوره البهي أعين النورانيين ، وقد نظرته أعين الماديين . الشعانين للذي خلّص جنسنا من ظلمة الخطيئة باتخاذه صورة عبد ضعيف . ـ والآن نتضرع إليك مع عطر البخور هذا الذي قدّمناه في عيد دخولك أورشليم لكي بكرمك تؤهّلنا لمراحمك وفائض نعمتك . اللهم وانظمنا في يوم القيامة مع خرافك بني اليمين . وثبِّت الإيمان في أعماق قلوبنا ، وآحفظ بعين رعايتك جموعنا ، وارفع شأن كنيستك وعظّم مجدها وعزها ، وانصر بصليبك بنيها ، وآخذل الذين يحاربونك ، وازرع فيها أمنك وسلامك ، ونيّح أنفس موتانا الراقدين على رجاء القيامة ، لكي نحن وهم نرفع لك سبحاً ، وحمداً ، ولأبيك ولروحك القدوس الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين . القراءة من ܐܘܢܓܠܝܘܢ إنجيل لوقا 19 : 28 ـ 40 وَلَمَّا قَالَ هَذَا تَقَدَّمَ صَاعِداً إِلَى أُورُشَلِيمَ . وَإِذْ قَرُبَ مِنْ بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا عِنْدَ الْجَبَلِ الَّذِي يُدْعَى جَبَلَ الزَّيْتُونِ أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ . قَائِلاً اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا وَحِينَ تَدْخُلاَنِهَا تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ . فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ . وَإِنْ سَأَلَكُمَا أَحَدٌ لِمَاذَا تَحُلاَّنِهِ ، فَقُولاَ لَهُ إِنَّ الرَّبَّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ . فَمَضَى الْمُرْسَلاَنِ وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا . وَفِيمَا هُمَا يَحُلاَّنِ الْجَحْشَ قَالَ لَهُمَا أَصْحَابُهُ لِمَاذَا تَحُلاَّنِ الجَحْشَ . فَقَالاَ ﭐلرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ . وَأَتَيَا بِهِ إِلَى يَسُوعَ وَطَرَحَا ثِيَابَهُمَا عَلَى الْجَحْشِ وَأَرْكَبَا يَسُوعَ . وَفِيمَا هُوَ سَائِرٌ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي الطَّرِيقِ . وَلَمَّا قَرُبَ عِنْدَ مُنْحَدَرِ جَبَلِ الزَّيْتُونِ ابْتَدَأَ كُلُّ جُمْهُورِ التَّلاَمِيذِ يَفْرَحُونَ وَيُسَبِّحُونَ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ لأَجْلِ جَمِيعِ الْقُوَّاتِ الَّتِي نَظَرُوا . قَائِلِينَ : مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ ، سَلاَمٌ فِي السَّمَاءِ وَمَجْدٌ فِي الأَعَالِي . وَأَمَّا بَعْضُ الْفَرِّيسِيِّينَ مِنَ الْجَمْعِ فَقَالُوا لَهُ يَا مُعَلِّمُ انْتَهِرْ تَلاَمِيذَكَ . فَأَجَابَ : أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هَؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ . * الشرح بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول : في هذا الوقت كان يسوع معروفاً تماماً للجميع ، فكل إنسان جاء إلى أورشليم للاحتفال بالفصح سمع عنه ، وكان مزاج الشعب متعاطفاً معه وفي صالحه لفترة من الوقت . ولم يكن على التلميذين سوى أن يقولا : إن الرب محتاج إليه ، ففي الحال يقوم صاحب الجحش بحله ، بكل سرور، وتسليمه إليهما . هذه هي المناسبة التي يحتفل بذكراها المسيحيون في يوم أحد السعف . لقد اصطفت الجموع على جانبي الطريق الرئيسي ، وبطوله ، يمجدون الله ، ويلوحون بأغصان النخيل ، ويفرشون قمصانهم تحت أقدام الجحش حينما يمر أمامهم . وكانوا يصرخون : مبارك الملك الآتي باسم الرب في صرخات الفرح لأنهم يعلمون أنّ يسوع المسيح يتمم ، عن قصد ، نبوة زكريا القائل : ابتهجي جداً يا ابنة صهيون ، واهتفي يا ابنة أورشليم لأنّ هوذا ملكك مقبل إليك . هو عادل ظافر، ولكنه وديع راكب على أتان على جحش ابن أتان ( زك 9: 9 ) . ولكي يعلن يسوع أنه هو بالحقيقة المسيح الذي كانوا ينتظرونه ، اختار زمانا اجتمع فيه كل بني إسرائيل في أورشليم ومكانا يمكن للجموع الغفيرة أن تراه فيه ، وأسلوبا للمناداة بإرساليته لا يمكن أن يخطئ . وهاج الناس ، فهم واثقون الآن من أن حريتهم وشيكة . إن الشعب الذي كان يمجد الله لأنه أعطاهم ملكا ، تكونت لديه فكرة خاطئة عن الرب يسوع . فقد كانوا واثقين من أنه قائد قومي سيعيد إلى أمتهم مجدها الأسبق ، ومن ثم صموا آذانهم عن سماع كلام أنبيائهم ، أغمضوا عيونهم عن إرسالية الرب يسوع الحقيقية . وعندما صار جليا أن يسوع المسيح لن يحقق آمالهم ، آنقلب الكثيرون عليه . ظن الفريسيون أنّ كلمات الجموع كلمات تدنيس وتجديف . ولم يريدوا أن يعكر أحد صفو سلطتهم وسلطانهم ، كما لم يريدوا ثورة قد تجلب إليهم الجيش الروماني . ولذلك طلبوا من يسوع أن يسكت الجموع . أما يسوع فقال لهم إنه لو سكت هؤلاء لصرخت الحجارة بالفرح . فلماذا ؟ ليس ذلك لأنّ الربّ كان يقيم مملكة سياسية قوية ، ولكن لأنه كان يؤسس ملكوت الله الأبدي ، وهو سبب يدعونا جميعا إلى فرح عظيم . وبهذه المناسبة الروحية نتضرع إلى إله السلام ان يفرج عن المطرانين الجليلين ويعيدهم سالمين إلى ابرشياتهم المعمورة . وللمسيح المجد من الأزل إلى أبد الآبدين آمين . المصدر : منتديات ديريـك ديــــلان .