منتجع سوبوت البولندي على بحر البلطيق جوهرة مخفية

6/5/2010

سوبوت (بولندا) ـ من هورست هاينز جريم ـ يحيط بحر البلطيق والغابات الواسعة بمنتجع سوبوت البولندي المطل على خليج جدانسك ما يجعله موقعا رائعا مخفيا يتسم بالطابع الرعوي لتمضية العطلة الصيفية.
ويوضح بوريسلاف بودراشكو وهو سائح جاء من العاصمة البولندية وارسو أن المنتجع كان يعرف قبل الحرب العالمية الثانية بأنه مونت كارلو الشمال بسبب وجود العديد من الكازينوهات والفنادق الفاخرة.

بعد ذلك عرفت هذه البلدة باسم زوبوت وكانت مقصدا مفضلا للأثرياء والمشاهير، واليوم أصبحت في متناول السائح المتوسط من ناحية الأسعار، كما أن موقعها المستور جعلها مرة أخرى تلقى إقبالا متزايدا من الزوار.

ويشير السائح سيازري كوزلوفسكي وهو يجلس بجوار صديقه بودراشكو على الشاطىء المشمس ويحتسي الجعة إلى أن الطقس بالمكان رائع ولا توجد به أية آثار للبعوض، إلى جانب أن المياه هنا أكثر دفئا من المنتجعات الأخرى المطلة على بحر البلطيق.

ويمكن للصديقين من المكان الذي يجلسان فيه أن يشاهدا بوضوح أكثر علامات الجذب أهمية بالبلدة وهو رصيف بحري خشبي ممتد داخل البحر يبلغ طوله 500 متر، ويعد أطول رصيف من نوعه في أوروبا.

وتشير البيانات إلى أن منتجع سوبوت يجتذب نحو مليوني زائر سنويا معظمهم من الشباب، ويعد عامل الجذب الأساسي للزوار هو الطابع الأصلي للبلدة الذي لا يزال يحتفظ بنقائه وببساطته القديمة.

وتبعد مدينة جدانسك المجاورة عن المنتجع بمسافة تقطعها السيارة في ثلاثين دقيقة فقط على الطريق السريع مما يجعلها مقصدا ممتازا لرحلات اليوم الواحد، بينما تبعد عن المنتجع قلعة مارينبرج بمسافة 60 كيلومترا، وهي القلعة التي شيدها فرسان التيوتون الذين كانوا يتمتعون بالقوة والنفوذ في الماضي وهم شعب جرماني قديم، وقد أدرجت منظمة اليونسكو هذه القلعة في قائمة مواقع التراث العالمي.

وتعد سوبوت العاصمة الصيفية لبولندا وخلال العشرين عاما الماضية غيرت بالتدريج سمعتها كمنتجع للطبقة العاملة.

وتدير سلاسل فنادق عالمية حاليا إثنين من الفنادق الفاخرة التي تقع على طول الشاطىء أحدهما هو جراند أوتيل الذي يرجع تاريخ بنائه إلى عام ،1927 وكان في السابق مقصدا مفضلا للشخصيات العامة ونجوم المجتمع.

ومع ذلك يتعين على معظم السياح أن يكيفوا أنفسهم للإقامة في فنادق أكثر تواضعا.
وأسس يوهان جيورج هافنر وهو طبيب عمل في خدمة نابليون أول مصحة علاجية مخصصة للتكيف مع تغير الطقس عام ،1823 كما توجد بالبلدة مراكز صحية لإعادة التأهيل والنقاهة حتى يومنا هذا، وخلال أشهر الصيف يشعر معظم الزوار بالسعادة للاستمتاع بالشاطىء في أنقى أشكاله وحيث تتيح المراقص المقامة في الهواء الطلق لهم إقامة الحفلات طوال الليل إلى أن تشرق الشمس.

وتقام مهرجانات للموسيقى كل صيف في دار الأوبرا بالبلدة، ويرجع تاريخ إنشاء هذه الدار إلى 101 عام ونجحت في اجتذاب مشاهير الفنانين لإقامة حفلات فيها مثل إيلتون جون.

وتمتد منطقة مونياك للمشاة بالبلدة من الشاطىء رأسا عبر شوارع سوبوت، كما أن صفوف المباني التي تم تجديدها تتيح عملية تسوق رائعة وتوجد أيضا العديد من المقاهي والمطاعم.

ويطلق السكان المحليون إسم " المنزل الثمل " على أحد المباني التي صممها المعماري الأسباني أنطونيو جاودي ويشبه علبة جعة مطبقة.

وقد ولد الممثل كلاوس كينسكي ( 1926 - 1991 ) الذي كان يتسم بغرابة الأطوار وحظي بشهرة عالمية ببلدة سوبوت، وتم تشييد لوحة تذكارية تحمل اسمه أمام منزله حيث تعرض الأفلام التي قام بتمثيلها.