بعد مقتل جندي بريطاني… روائح العنصرية تعود إلى شوارع لندنتسامح — 30 May 2013
مظاهرات في بريطانيا ضد العنف والإرهاب
كما كان منتظرا صعدت على السطح احتجاجات في لندن بعد مقتل الجندي البريطاني، وهي احتاجاجات معادية للمسلمين وتصف التطرف الاسلامي بالعدو رقم واحد للمجتمع البريطاني، وهذه نتيجة متوقعة للنهج الذي اتبعه المتشددون الإسلاميون الذين قدموا للغرب صورة سلبية عن الإسلام وقيمه.
مقتل الجندي البريطاني مثل حدثا هاما استغله اليمين المتطرف في تشويه صورة المسلمين وفي مطالبة ديفيد كاميرون للتحرك من أجل مقاومة التطرف الاسلامي الذي يهدد استقرار بريطانيا.
وفي حركة احتجاجية معبرة عن رفض الارهاب والعنف خرج نحو 1000 متظاهر وسط لندن ينتمون لليمين المتطرف ويهتفون «القتلة المسلمون… اتركوا شوارعنا» وسط تزايد مشاعر العداء للمسلمين بعد مقتل جندي بريطاني الأسبوع الماضي.
وكان رجلان قتلا الجندي لي ريجبي (25 عاما) في وضح النهار في شارع في جنوب لندن وقالا إنهما فعلا ذلك باسم الاسلام. وصدم الهجوم بريطانيا وأثار مشاعر مناهضة للمسلمين شملت هجمات على مساجد.
الهجوم لم يعبر عن معنى يمكن لأي دين أو معتقد أن يتبناه وإنما أبان عن فكر متطرف لا يؤسس لأي نوع من التواصل بين الشعوب والديانات ولا يسمح بتأصيل لمفهوم التعايش المشترك.
وفي مظاهرة سلمية إلى حد بعيد لكنها اتسمت بالتوتر احتشد مؤيدون لرابطة الدفاع الإنكليزية اليمينية المتطرفة في لندن خارج مقر إقامة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وهم يلوحون بلافتات ويرددون عبارات مهينة ومعادية للإسلام.
وقال أحد المحتجين ويدعى بن جيتس: «التطرف الإسلامي ربما كان التهديد رقم واحد الذي يواجه بريطانيا.»
وقال آخر يدعى صامويل هيمز عن ريجبي: «نجا من نوبة خدمته في أراض أجنبية وجاء إلى الوطن لأسرته وما حدث له مثير للاشمئزاز.»
وسار نحو 2000 شخص في مظاهرة مماثلة في مدينة نيوكاسل بشمال البلاد. وألقي القبض على رجلين لقيامهما بإلقاء قنابل حارقة على مركز ثقافي إسلامي في جريمسبي بشمال شرق أنكلترا. وسجلت هجمات مماثلة في الأسبوع الماضي.
وفي الوقت الذي حذرت فيه جماعات مناهضة للتمييز العنصري من مزيد من الهجمات الانتقامية تعرض كاميرون لضغوط مكثفة لذهابه في عطلة حيث نشرت صور له مسترخيا في آيبيزا مما دفع صحفا إلى التشكيك في زعامته في وقت الاضطرابات.
وتساءلت صحيفة ديلي ميل اليمينية: «هل آيبيزا مكان استرخاء كاف بالنسبة لك يا سيادة رئيس الوزراء؟.»
وفي محاولة منها لمنع أن يتوسع العداء للمسلمين بصفة كبيرة ومخيفة قالت منظمة «فيث ماترز» الخيرية التي تعمل لتهدئة التوترات الدينية أنها سجلت زيادة في التقارير التي تبلغ عن هجمات تشن بدافع الخوف من الإسلام في مكالمات عبر خطها الساخن ووصفت الحوادث بأنها «هجمات مركزة جدا وعدوانية للغاية».
ونظمت جماعة (متحدون ضد العنصرية) مظاهرة في منطقة قريبة للتصدي لمسيرة اليمينيين لكن عدد المشاركين فيها كان أقل بكثير.
وقذف عدد قليل من المتظاهرين اليمينيين المسيرة المناهضة للعنصرية بالزجاجات والعملات المعدنية. لكن الشرطة منعت المجموعتين من الاقتراب من بعضهما.
ويشار إلى أن شرطة مكافحة الشغب البريطانية تقوم بالتحقيق في حادث احتجاز حارس أحد السجون وإصابته من قبل ثلاثة سجناء في هجوم قيل أنه مستلهم من الهجوم على الجندي البريطاني.
وصرح اتحاد السجون أن الحارس احتجز رهينة لمدة أربع ساعات تقريبا في سجن فول ساتون قرب يورك شمال انكلترا ، إلا أن مسؤولي مكافحة الشغب تمكنوا من إطلاق سراحه. وأصدرت وحدة مكافحة الإرهاب في شمال شرق بريطانيا بيانا قالت فيه أنها «تقوم بتحقيق» في الحادث. ولم يرد أي تأكيد رسمي لأنباء بأن المهاجمين الثلاثة هم سجناء مسلمون حاولوا السير على خطى مهاجمين انقضَّا على الجندي البريطاني لي ريغبي بالسكاكين ما أدى إلى مقتله في أحد شوارع لندن.
ويذهب مراقبون أن المجتمعات الأوروبية أبدت تخوفها من تنامي الأعمال الإرهابية خاصة بعد صعود التيارات المتشددة التي جاءت إلى المشهد السياسي بعد ثورات الربيع العربي.
وفي سياق متصل أبدت باريس تخوفها بأن طعن الجندي الفرنسي له علاقة بما حدث للجندي في لندن وأن المنفذين تُحرِّكهم نفس الدوافع ونفس المعتقدات.
و قال وزير الداخلية الفرنسي إن طعن جندي فرنسي قرب باريس على يد رجل ما زال هاربا يحمل بصمات إرهاب إسلاميين وقالت الشرطة إن الهجوم ربما تم بوحي من حادث مقتل جندي بريطاني في أحد شوارع لندن.
ويتعقب محققون في مجال مكافحة الإرهاب رجلا ملتحيا عمره نحو 30 عاما وربما يكون أصله من شمال أفريقيا ركب قطارا مزدحما بعد أن هاجم الجندي البالغ من العمر 23 عاما من الخلف بسكين أو آلة حادة.
ونجا الجندي الفرنسي من الهجوم الذي جاء بعد ثلاثة أيام من مقتل جندي بريطاني في شارع مزدحم في لندن على يد رجلين كانا يرددان هتافات إسلامية.
وقال وزير الداخلية مانويل فالس لقناة فرنسا 5 «هناك بالفعل عناصر تجعلنا نعتقد أن الهجوم على الجندي الفرنسي قد يكون عملا من أعمال الإرهاب… لن أقول أكثر من ذلك في هذه المرحلة حيث أن التحقيق في بدايته.» وقال كريستوف كريبان المتحدث باسم اتحاد الشرطة إن هناك أوجه شبه بين حادث باريس وهجوم لندن.
وقال لتلفزيون إي تيليه: «أعتقد أن هذا الشخص يريد تقليد ما حدث في لندن» مكررا رأي وزير الدفاع الفرنسي الذي قال في وقت سابق إن الجندي تم استهدافه بسبب ارتدائه الزي العسكري.
وحذر الرئيس فرانسوا أولوند من التسرع في الاستنتاجات بشأن الهجوم الذي وصفه متخصصو أمن بأنه مطابق لنمط المتشددين الذين يتصرفون بطريقة عفوية في الدول الغربية.
لكن فالس قال إن فرنسا تواجه خطرا متزايدا من «عدو داخلي» يتألف من راديكاليين إسلاميين يريد الكثير منهم معاقبة فرنسا لإرسالها قوات إلى مالي للمساعدة في صد هجوم متمردين إسلاميين. وأضاف أن عشرات المواطنين الفرنسيين الذين عادوا إلى فرنسا بعد قتالهم في صفوف جماعات جهادية في سوريا وأفغانستان أو وسط أفريقيا يشكلون أكبر خطر.
وقال مصدر من الشرطة إن المهاجم لاذ بالفرار في صمت بعد أن هاجم الجندي الذي كان يقوم بدورية في حي لا ديفنس التجاري إلى الغرب من باريس مع جنديين آخرين عندما طعن في مؤخرة الرقبة.
وذكر مصدر الشرطة أنه تم استجواب فرد في وقت متأخر بعد الهجوم لكن تم الإفراج عنه لأن أوصافه لا تتطابق مع المهاجم.
وأعلنت فرنسا حالة التأهب القصوى تحسبا لأي هجمات من متشددين إسلاميين منذ تدخلها عسكريا في مالي في يناير كانون الثاني. وأدى هذا التدخل إلى قيام تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بالتهديد بشن هجمات.
وصدر أحدث تهديد في تسجيل فيديو على موقع يوتيوب منذ عدة أسابيع قبل أن يهاجم مسلحون هذا الأسبوع قاعدة عسكرية وموقعا فرنسيا لاستخراج اليورانيوم في النيجر بوسط أفريقيا مما أسفر عن مقتل 24 جنديا ومدني واحد.