تحرير إسرائيل من الاحتلال الفلسطيني المقومات الأساسية للأمن القومي في إسرائيل وضياع البوصلة في العالم العربي 01/06/2013 15:08
الكاتب :
د. حسين عمر توقهلقد انتصرت إسرائيل في كل حروبها مع الجيوش العربية ولكنها خسرت كل معاركها مع الشعوب العربية فبالرغم من توقيع معاهدات سلام مع عدد من الدول العربية إلا أنها فشلت في تحقيق التطبيع الشامل الذي كانت تحلم في تحقيقه . ربما تدرك إسرائيل في نهاية المطاف أنها بدون تحقيق حل شامل للقضية الفلسطينية فإنها لن تحقق أهدافها القومية طالما أن هناك فلسطينيا واحدا يطالب بحقه المشروع في أرضه المقدسة .
وإننا نتساءل ما الذي يعطي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القوة والجرأة كي يتوجه إلى مدينة سوشي للقاء الرئيس الروسي بوتين كي يعلن عن معارضته لقرار روسيا في إرسال منظومة الصواريخ الروسية إس 300 إلى سوريا وهي صواريخ دفاعية ولا تملك أي صفة هجومية وأن يهدد بأنه سيعمل على تدميرها وضربها قبل أن تصل إلى سوريا.
ثم ما الذي يعطي رئيس الوزراء الإسرائيلي القوة كي يعلن بكل عنجهية أن لا عودة لحدود 1967 وأن القدس هي عاصمة إسرائيل الموحدة وأن المستعمرات والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية هي واقع ديمغرافي جديد يفرضه استيطان 350 ألف يهودي وأن حق العودة للفلسطينيين مرفوض وأن الحدود الفلسطينية العربية ستظل تحت إشراف إسرائيل وأن المنطقة العربية فلسطين وغزة والجولان ستبقى مناطق معزولة من السلاح بإستثناء السلاح الإسرائيلي.
من هو المخطط والممول لسد النهضة في إثيوبيا وهي القضية الدولية الأولى التي سيجابهها النظام المصري الجديد والتي ستشغل العالم بأسره خلال الأعوام القادمة .
لقد حاولت إسرائيل ترسيخ شرخ بين إيران وبين دول الخليج وهي تحاول الآن توسيع هوة هذا الشرخ وتعميقه في خلق حرب دينية عرقية طائفية وقبلية بين السنة والشيعة في كل من العراق وسوريا ولبنان وإن قيام حزب الله في المشاركة بالحرب السورية في منطقة القصير إنما هي محاولة لجر حزب الله في مستنقع ما يدور في سوريا من أجل رفع وتيرة القتال ومحاولة لإشغال الحزب عن الأهداف التي سبق وأن أعلنها وهي مقاومة إسرائيل تحت ستار تأمين خطوط الإمدادات السورية إلى حزب الله عبر القصير . وبين ليلة وضحاها أصبح حزب الله الذي قاتل إسرائيل بالأمس بكل شجاعة وضراوة أصبح حزبا عميلا خائنا في نظر الإئتلاف السوري والجيش الحر .
وإسمحوا لي أن أعيد الى الأذهان تصريح شمعون بيريز رئيس إسرائيل الحالي حين قام بالإعلان عن تشكيل الحكومة الإئتلافية تحت رئاسته " بأنه لن يعيد الضفة الغربية الى الأيدي العربية وانه في نفس الوقت لا يفكر في ضمها كي لايمنح سكانها العرب الجنسية الإسرائيلية "
لقد تبنت الصهيونية العالمية مهمة تحويل اليهودية الى دين وقومية ووطن . ولكي أوضح مضمون هذه النقطة أسترجع تصريح بن غوريون عام 1948 " إن دولة إسرائيل ليست هدفاً في حد ذاته بل هي وسيلة الى هدف والهدف هو الصهيونية . فسيادة الدولة في اسرائيل محصورة ضمن حدودها وتطبق فقط على مواطنيها وهم يمثلون 20% من يهود العالم . بينما لا يزال هناك 80% من الشعب اليهودي خارج حدودها . وإن المنظمة الصهيونية قادرة على التدخل في حياة هؤلاء خارج إسرائيل "
يعرف الخبراء الإسرائيليون الأمن القومي بأنه " محصلة الإتصالات المتبادلة بين الدولة وبين بيئتها البعيدة والقريبة وهذه المحصلة لا بد وأن تكون نتاج عدد من المقومات الأساسية تعكس قوة إسرائيل واستعدادها ووسائلها وقدراتها التنفيذية وتطوير قدراتها الإستراتيجية على الدفاع عن مصالحها الحيوية وتحقيق غاياتها وأهدافها القومية " وهذه المقومات تتكون من مفهوم القوة الشاملة والعوامل السياسية والعامل الديمغرافي والقوة العسكرية والتحالفات الإستراتيجية وتطبيق سياسة إحتلال المزيد من الأراضي العربية وبلقنة المنطقة العربية وتفتيتها وتوظيف الدين السياسي والإستثمار به وإيقاع الشرخ الأكبر بين السنة والشيعة والتحكم في تصدير الغاز من الشواطىء الشرقية للبحر الأبيض المتوسط .
القوة الشاملة :
إن محاولة قياس القوة الشاملة لأي دولة من دول العالم يستند على أساس مساحتها وعدد سكانها ونظام الحكم فيها ومجتمعها وقوة اقتصادها وبالتالي قوتها العسكرية . ولا شك بأن إسرائيل قد قلبت هذه المقاييس رأسا على عقب من خلال بناء دولتها فكيف تمكنت إسرائيل من زيادة عدد سكانها وكيف تمكنت من بناء قوتها العسكرية وانتصرت في الحروب التي خاضتها ضد الدول العربية وكيف أثبتت مفهوم التفاضل وأثبتت ضمن صفحات التاريخ أن القوة الفعلية لا تقاس بأي حال من الأحوال وفق " الكمية " وإنما وفق " النوعية " وكيف أصبحت بفعل التكنولوجيا المتقدمة دولة عظمى قياسا لما احتوته ترسانتها النووية . وكيف بنت اقتصادا قويا في العالم رغم حصارها من الدول العربية شرقاً وشمالا وجنوباً. خمسة ملايين إسرائيلي في خضم مئات الملايين العربية .
لقد تجاوزت إسرائيل حدودها الجغرافية بعد حرب 1973 وكان لها دور استراتيجي بالتعاون مع الولايات المتحدة حيث كانت صواريخها تملك القدرة للوصول إلى الجمهوريات الإسلامية الواقعة ضمن المناطق الجنوبية في الإتحاد السوفياتي سابقا .
واليوم ومن خلال إيران تريد أن تطفو إلى سطح الأحداث وتقديم نفسها بإعتبارها قوة عسكرية نووية عظمى لها رأي وتأثير على مسار الأحداث من خلال إطلاق تهديداتها لإيران ومنعها من الحصول على أسلحة نووية.
العامل السياسي :
في عام 1897 تم عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل في سويسرا وخرج ثيودور هيرتزل بعد انتهاء المؤتمر وأدلى بالتصريح التالي " لو أنني أردت أن ألخص أعمال هذا المؤتمر في كلمة ... وسأحرص على عدم نشر هذه الكلمة لأن العالم سيقابلني بالضحك والإستهزاء . ولكنني أؤكد لكم بأنه في هذا المؤتمر في " بازل" قد تم تأسيس الدولة اليهودية وخلال خمس سنوات وبالتأكيد في خمسين سنة فستظهر هذه الدولة "
وفي عام 1948 تمكنت الصهيونية العالمية من تحقيق حلمها الأكبر حينما اتخذت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة قرارها المشؤوم بتقسيم فلسطين وقيام الدولة اليهودية على أرض فلسطين.
ولا شك بأن كلا من العمق الإستراتيجي للدولة والطاقة البشرية والقوة العسكرية هي من العوامل الأساسية في قياس قوة الدولة . فمن حيث العمق الإستراتيجي قام وزير الأديان الإسرائيلي في القدس الحاخام يهودا ميمون وأعلن " ما تزال أمام الكيرن كيميت أعمال عظيمة. إن دولة إسرائيل كلها أمامها وأن حدود تلك الدولة هي من الفرات الى النيل " وكان يشير بذلك الى أن مسافة الحدود الإسرائيلية بين طولكرم وبين البحر الأبيض المتوسط لا تتجاوز 15 كيلو متراً . وكما جاء في تصريح " أبا إيبان " عام 1972 " إن الحدود الآمنة هي الحدود التي لا تضطرنا الى شن حرب وقائية ".
وهو ما تجاوزه اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحاته أن لا عودة لحدود 1967 وأن القدس هي عاصمة إسرائيل الموحدة وأن المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية هي واقع ديمغرافي جديد يفرضه استيطان 350 ألف يهودي وأن الحدود الفلسطينية الأردنية والحدود الفلسطينية المصرية وحدود الجولان المحتلة مع سوريا ستظل تحت إشراف إسرائيل العسكري . وأن المنطقة العربية فلسطين وغزة والجولان ستظل مناطق معزولة من السلاح باستثناء السلاح الإسرائيلي.
لقد تمكنت إسرائيل من تجاوز كل قرارات الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التي تُدين كلها إسرائيل وفشل المجتمع الدولي بأسره في إرغام إسرائيل على التخلي عن الأراضي العربية التي احتلتها منذ عام 1967 ولا زال الإحتلال الإسرائيلي العسكري يمثل أطول إحتلال للأراضي العربية في التاريخ الحديث .
العامل الديمغرافي :
لقد طالبت الصهيونية العالمية من يهود العالم الهجرة الى إسرائيل واعتبار كل من يتقاعس عن ذلك مقصراً تجاه دينه وقومه وإسرائيل. وطالبت اليهود الذين لا يهاجرون الى إسرائيل أن يدينوا لها بالولاء . أي أن يتواجد لديهم ولاء مزدوج للدولة التي يعيشون فيها ولإسرائيل. وفي عام 1950 تمت الموافقة على قانون الهجرة الإسرائيلي الذي يعطي كل يهودي الحق مهما كانت جنسيته ومكان مولده بأن يصبح مواطنا تلقائيا بمجرد وصوله الى اسرائيل. وأن قانون الهجرة هذا يعطي كل يهودي حقا طبيعيا بالجنسية الإسرائيلية أي أن اليهودية قد أصبحت دينا وقومية ووطن.
أما من حيث الطاقة البشرية فلقد تعاظمت الهجرة اليهودية الى فلسطين المحتلة منذ عام 1919 حتى عام 2004 وبلغ عدد المهاجرين اليهود مليونين و762 ألف مهاجر ويبلغ تعداد سكان إسرائيل اليوم سبعة ملايين و695 ألف نسمة من بينهم خمسة ملايين و 802 ألف هويتهم هي اليهودية في حين بلغ عدد المواطنين العرب مليون و573 ألف كما بلغ عدد المواطنين من قوميات أخرى 320 ألف
ولا زال هناك 5 ملايين يهودي في الولايات المتحدة و600 ألف يهودي في دول الإتحاد الأوروبي و450 ألف في دول الإتحاد السوفياتي سابقا. و 400 ألف في أمريكا اللاتينية و350 ألف في كندا . ولا يجب أن تخدعنا الأرقام والإحصائيات لأن هناك أعدادا هائلة من اليهود لا زالوا في الهند وفي دول إفريقيا وقد عمدت إسرائيل الى إخفاء الإحصائيات المتعلقة بهم. كما أننا لا نريد الوقوع في الفخ الذي نصبته إسرائيل فنفترض جدلا أن كل من يدين باليهودية هو فعلا يهودي الإنتماء وإسرائيلي الجنسية لأن الكثيرين من يهود العالم غير محسوبين على إسرائيل لا سياسيا أو عقائديا. كما يجب الإشارة الى تنامي الهجرة المعاكسة والهروب من إسرائيل والعودة الى دولهم الأصلية.
عامل القوة العسكرية :
أما فيما يتعلق بتحقيق القوة العسكرية المطلقة في كل الأزمان والأماكن حسب المفهوم الإسرائيلي القائم على الجاهزية القتالية المستمرة فهي تشتمل ثلاثة متغيرات التأهب الدائم والإستنفار في أقصى حالاته وشن الحرب الخاطفة داخل أراضي العدو بأقل الخسائر. وإن هذه الجاهزية القتالية هي التي تعطي القوة الشاملة الزخم المطلوب لتحويلها الى قدرة فعلية قادرة على تحقيق الغايات القومية . ولقد رسخت القيادات الإسرائيلية المتعاقبة المقولة الأبرز " أن خسارة إسرائيل لأي معركة يعني إنتهاء الوجود الإسرائيلي والقضاء عليه كلياً ".
وإن سياسة إسرائيل العسكرية ضمن الغايات القومية تهدف الى تحطيم الجيوش العربية والى استمرار تفوق الجيش الإسرائيلي والى الإستمرار في سياسة الإحتلال. وكما جاء في تصريح " زئيف شيف " المراسل العسكري والصحفي الإسرائيلي " لو لم تكن الأراضي المحتلة بحوزة إسرائيل في حرب أوكتوبر لوجدنا أنفسنا نقاتل السوريين في سهل الحوله ووجدنا أنفسنا نقاتل المصريين في النقب . ولكان الإنتصار عندئذ يكلفنا أعداداً هائلة من الضحايا والخسائر ".
ويستطرد الخبراء العسكريون الإسرائيليون أن هذه القوة لا بد وأن تحتاج الى وسيلة من أجل تحقيق الغايات القومية وهذه الوسيلة تشكل سقفا لمفاهيم متعددة مثل العقيدة والسياسة والإستراتيجية الشاملة والتكتيك . ومن دون هذه الوسيلة لا يمكن تسخير القدرة ولن يكتب النجاح للتنفيذ ولن تتحقق الغاية . فالوسيلة إذن بالإضافة الى ربطها بين القوة والغاية تستفيد من دروس الماضي وتوقعات المستقبل والرد على التحدي ... فالقوة هي كل شيء . أما القاسم المشترك الأعظم الذي يحقق من إئتلاف هذه العناصر الثلاثة القوة والوسيلة والغاية النجاح والنصر فهو عامل التنفيذ أي تسخير القدرة والوسيلة لتحقيق الغايات ومواجهة التحدي والإنتصار في ميادين المعركة في شتى الظروف والأحوال. واليوم وقد أصبحت إسرائيل دولة نووية عظمى وتملك أقمارا صناعية وشبكة صواريخ عابرة للقارات ومنظمة صواريخ للدفاع وطائرات متقدمة ودبابات ومدفعية وغواصات وزارق سريعة وصناعة عسكرية وجاهزية قتالية عالية ومستوى تدريب إحترافي يجعل من الجيش الإسرائيلي قوة عسكرية في مصاف القوى العظمى وقد يفوق بعضها في ترسانته النووية وأقماره الصناعية .
التحالف الإستراتيجي :
هناك بعد سياسي استراتيجي تتمسك به إسرائيل في كل الأزمان وفي كل الظروف يتمثل في تحفيز اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة واستمرار التعاون الإستراتيجي العسكري والإقتصادي والسياسي والإجتماعي بين الولايات المتحدة وبين إسرائيل في كل المحافل وفي كل المجالات ومحاولة كسب تأييد دول حلف الأطلسي بالإضافة الى روسيا والهند والصين .
ولو حاولنا اليوم تحديد مهام مجلس الوزراء الإسرائيلي في مضمار ومجال الأمن القومي . لوجدنا أن هذا المجلس يقوم برسم سياسة إسرائيل القومية وتحديد مسارها فهو يضع في الإعتبار كلاً من الدستور والقوى السياسية والإقتصادية والحربية والنفسية من جهة والغايات والمبادىء والأهداف والإلتزامات القومية من جهة أخرى. وبعد الدراسة يقوم مجلس الأمن القومي باستخلاص المصالح القومية والتي يحددها عن طريق الأهداف القومية. وبناء على هذه الأهداف يتم التخطيط لرسم معالم السياسة الداخلية والخارجية للدولة بما فيها من تعهدات سياسية واقتصادية وثقافية . وسياسة حربية بما فيها من التزامات عسكرية وتحديد الموقف الإستراتيجي ورسم الخطة الإستراتيجية للجيش الإسرائيلي. وكما جاء في كتاب إيغال آلون عن الجيش الإسرائيلي " إن الحدود الآمنة بدون سلام أفضل من السلام بدون حدود آمنة " وكما أوضح مردخاي غور في عرض إستراتيجية إسرائيل واستمرارها في إحتلال الأراضي العربية فيقول " لا بديل للعمق الإقليمي حتى في عصر التكنولوجيا المتقدمة والصواريخ بعيدة المدى " . لقد استغلت إسرائل علاقتها حتى قبل أن تتأسس من خلال وثيقة " كامبل " السرية مع كل من بريطانيا وفرنسا وكسبت وعد بلفور وإتفاقية سايكس بيكو وقامت بريطانيا في المساعدة بتأسيس وبناء دولة إسرائيل في بداياتها الأولى واستفادت إسرائيل من هذه التحالفات السياسية في الحصول على الأسلحة اللازمة لبناء منظماتها ألإرهابية أمثال الهاجاناه وشتيرن والأراغون وتحويلها إلى جيش إسرائيل ولقد حصلت إسرائيل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة على العديد من التقنيات الفنية في مجالات التسلح وعلى رأسها القوة النووية ولقد وجدت الولايات المتحدة في إسرائيل الحليف الإستراتيجي الأول في منطقة الشرق وتم توقيع العديد من الإتفاقات الإستراتيجية في مجال التعاون العسكري والإستخباري حتى أن المعلقين العسكريين قد وصفوا إسرائيل بأنها إحدى الولايات الأمريكية أو القاعدة العسكرية الأمريكية العائمة في الشرق الأوسط..
إحتلال المزيد من الأراضي العربية :
من تصريحات بنيامين نتنياهو الأخيرة يمكننا التوصل الى قناعة بأن إسرائيل سوف تستمر في الإستلاء على المزيد من الأراضي العربية وأن كل منطقة جديدة تقع في أيدي إسرائيل يتم تحويلها الى منطقة عازلة ومنطقة تجمع للقوات الإسرائيلية بحيث يمكنها نقل الحرب الى الأراضي العربية. كما أن إسرائيل لديها الآن من التفوق التكنولوجي ما يمنحها القدرة على ضرب الأهداف الإستراتيجية في كل دول الجوار العربي دونما حاجة الى تحريك أي جندي إسرائيلي .وإن الإستمرار في تهجير الشعب الفلسطيني والإصرار على إقامة المستوطنات لأن هذه المستوطنات حسب الأهداف الصهيونية هي حدود دولة إسرائيل وتأمين الحماية والأمن لهذه المستوطنات هي حجة إسرائيل في الإستيلاء على المزيد من الأرض العربية.
وفي النهاية يمكننا تحديد أهداف الأمن القومي الإسرائيلي في المرحلة الآنية الإستمرار في بناء المستوطنات الإسرائيلية والإستيلاء على البقية الباقية من الأملاك العربية في القدس الشرقية والعمل على بلقنة الدول العربية وتفتيتها تحت ستار الربيع العربي والفوضى الخلاقة والعمل على توظيف الدين السياسي والإستثمار به وإيقاع الشرخ الأكبر بين السنة والشيعة وإقناع الدول العربية أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي العدو الذي يهدد أمن وسلامة دول الخليج العربي مما يفرض تحالفات متصارعة بين معسكرين سوريا والعراق وحزب الله تحت المظلة الإيرانية والمعسكر الثاني لدول الخليج العربي الذي يسعى جاهدا إلى كسب تأييد تركيا. ويساعد إسرائيل رغبة الولايات المتحدة في السيطرة على منابع الغاز في كل من بحر قزوين وإيران والخليج العربي والشواطىء الشرقية للبحر الأبيض المتوسط كي لا تعتمد أوروبا "التي قررت الإعتماد على الغاز كمصدر رئيس للطاقة عام 2020" على الغاز الروسي ومنع سوريا من بناء أي أنبوب غاز لتصدير النفط الإيراني إلى أوروبا ودعم إسرائيل ببناء خط أنبوب غاز من خلال تركيا أو من خلال قبرص واليونان وهذا القرار هو الذي أرغم تركيا إلى تخطي الخلاف مع إسرائيل على أمل أن تقوم إسرائيل بتصدير غازها من خلال تركيا.
وفي النهاية إن بناء سد النهضة في إثيوبيا على النيل الأزرق ودعمه وتمويله من قبل إسرائيل سوف يساهم في إشغال النظام المصري الجديد "بل وكل الدول العربية" بقضية مصيرية جديدة بكل طاقاته وإمكاناته وتلهيه عما يدور في الساحة العربية الإسرائيلية لا سيما وأن تحييد صحراء سيناء واعتبارها منطقة منزوعة السلاح قد أضعف التأثير الإستراتيجي العسكري المصري وساهم في تحييد مصر في أي معركة قد تنشب بين إسرائيل وبين أي دولة عربية.
ومما لا شك فيه أن تهديد نتنياهو بضرب منظومة الصواريخ الروسية إس 300 يعتبر تصعيدا خطيرا ويشكل تهديدا لأمن وسلامة المنطقة لا سيما وأن روسيا قد أعلنت عن إمكانية تزويد سوريا بعشر طائرات من نوع ميغ 29 إم إم 2 والكل يعلم أنه لا مجال للمقارنة بين سلاح الجو الإسرائيلي وبين سلاح الجو السوري شبه المعطل خلال السنوات الماضية ونحن نتساءل هل هي مناورات اللحظة الأخيرة قبل عقد المؤتمر المرتقب في جنيف أم أن إسرائيل لن يهدأ لها بال قبل أن تنتقل حرب الربيع العربي الطائفي إلى كل من لبنان والعراق .
--
https://www.facebook.com/ameralazem---