[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المقابر الإسلامية تسهل دفن موتى المسلمين أصبح بإمكان المسلمين إنشاء مقبرة إسلامية في ولاية شمال الراين ويستفاليا غربي ألمانيا، بانتظار أن تحذو باقي الولايات حذوها، لتسهل على المسلمين إجراءات الدفن وفق تعاليم الشريعة الإسلامية. ويعاني المسلمون من صعوبات في عملية الدفن فمثلا هناك عمل كثير في مركز دفن المسلمين في مدينة إيسن غرب ألمانيا،فقد وقعت بعض الاشكاليات في وقت سابق إذ لم يتم بعد إتمام إجراءات ترحيل جثمان مسلم إلى مصر. فما العمل والوقت أصبح ضيقا وموعد الرحلة اقترب. لكن، وقبل أن يهتم بالأمر، على أكرم سازور أولا، المشرف على الدفن وفق تعاليم الدين الإسلامي في مقبرة هيلو بمدينة إيسن، ترتيب مراسيم دفن ميت آخر، طالبت عائلته بدفنه على وجه السرعة . بالنسبة للمسلمين، يتوجب دفن الميت فور وفاته، غير أن هناك قوانين وعقبات إدارية في ألمانيا تعرقل ذلك. ويوضح أكرم سازور أنه «من المستحيل دفن المسلم في نفس يوم وفاته، لأن على إدارة المقابر حفر القبور، وهذا ما يجعلها تضع يوما إلى يومين كحد أدنى لاستقبال الموتى». ولهذا لا مجال لتحقيق رغبة العائلات المسلمة في تسريع عملية الدفن. غير أن رجل الدين إيرول بورلو يشير إلى أن رغبة العائلات هذه مستقاة من السيرة النبوية، «لأن النصوص القرآنية لا تشير سوى إلى طريقة الدفن». في تلك الأثناء، كان أهالي الميت قد اجتمعوا أمام مسجد مولانا بمدينة إيسن الألمانية، وبات بالإمكان البدء بغسل الميت. ولا يسمح سوى للإمام ولأقارب الميت من نفس جنسه، بدخول قاعة غسله. «جرت العادة لدينا نحن المسلمون، أن يشارك أقارب الميت في غسله»، يقول أكرم سازور. والعديد منهم يرغبون في ذلك أيضا، «المهم أن يوفر لهم الماء الدافئ والجاري»، كما يضيف سازور. وبعد غسل الميت، يكفن ويوضع في تابوت ثم يشيّع إلى المقبرة. ونزولا عند رغبة العائلة تتم الصلاة عليه في المقبرة. ولأن الدين الإسلامي يقتضي دفن جثة الميت بدون التابوت، تم تغيير قانون الدفن في ولاية شمال الراين ويستفاليا غرب ألمانيا. ويشار إلى أن أمور الدفن شأن خاص بالولايات، ولا تدخل ضمن اختصاصات الحكومة الاتحادية. واعتبارا من عام 2014، تريد الولايات السماح للمسلمين بدفن موتاهم وفق الشعائر الدينية. وقامت وزيرة الصحة باربرا شتيفنس من حزب الخضر، مؤخرا بتقديم مشروع قانون، يسمح بإنشاء مقبرة إسلامية مستقلة، «عوض الاكتفاء بزوايا داخل مقابر البلديات، كما جرت العادة حتى الآن»،حسبما أفادت به الوزيرة. وإذا جرت العادة حتى الآن بترحيل الموتى المسلمين إلى بلدانهم الأصلية ودفنهم هناك، فإنه في السنوات الأخيرة سُجل ارتفاع ملحوظ في أعداد المسلمين الذين دفنوا في ألمانيا. وأوضح رشيد حسين من عائلة الميت أن عائلته قررت دفن أخيه بإيسن، لأنها تعيش في ألمانيا، ولكي تستطيع زيارة قبره عندما ترغب في ذلك. وفي حين كان الجيل الأول يوصي بدفنه في موطنه الأصلي، يشعر الجيل الثاني بارتباط أكبر بألمانيا. كما أن هناك نقطة أساسية أخرى تحظى بأهمية كبيرة لدى المسلمين، كما اليهود، تتمثل في أن المفهوم الذي يعطى للقبر كمكان «أخير» للانتقال إلى «دار البقاء»، أو على الأقل لمدة تكفي لـ «انحلال الجسد» كما يقول رجل الدين إيرول بورلو. لكن مدة استئجار المقابر في ألمانيا لا تتعدى عشرين عاما، من الممكن عمليا تمديدها. بيد أن التجربة المعتمدة أثبتت أن ذلك لا يسري سوى على مقابر بسعر مرتفع. ويحرص المسلمون في ألمانيا على أن يتم توفير مقابر إسلامية كي يسهل عليهم دفن موتاهم دون انتظار إجراءات السفر والأيام التي يتطلبها ذلك. وهذا القانون الجديد هو بمثابة الخطوة الأولى في اتجاه أن يتم تعميمه على كامل الولايات في ألمانيا وبذلك تتجاوز الجالية المسلمة هناك إشكالية لازمتهم لسنوات.