القرضاوي: كنت مخطئا عندما ساندت حزب الله في وقت سابق
الدوحة – دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يترأسه الداعية السني الشيخ يوسف القرضاوي إلى “يوم غضب ونصرة” لمسلحي المعارضة السورية الذين يخوضون معارك ضد قوات النظام السوري المدعوم من محور شيعي. وأدان الاتحاد ومقره قطر “بأقصى عبارات الادانة الجرائم البشعة … التي ارتكبها النظام السوري ضد شعبه، بدعم من النظام الإيراني وأذنابه في لبنان، وبخاصة في بلدة القصير” التي استعاد الجيش السوري السيطرة عليها الأربعاء الماضي. واعتبر الاتحاد “التواطؤ” بين النظام السوري وإيران الشيعية وحزب الله في معارك القصير التي استمرت 17 يوما “بمثابة اعلان للحرب ضد كل المسلمين في العالم الإسلامي وليس في سوريا”. ودعا الاتحاد إلى “يوم غضب ونصرة الشعب السوري، من خلال المظاهرات وخطب المنابر، والاعتصامات السلمية، والدعاء”. وعلق مراقبون على موقف الداعية القطري بالقول إنهم ما يزالون ينتظرون ما إذا كان الشيخ القطري مستعدا لمراجعة العديد من مواقفه المتشددة والمثيرة للجدل بخصوص العديد من القضايا التي يخالفه فيها السنة أنفسهم مثل مواقفه غير المحترزة على ما وقع في عدد من دول “الربيع العربي” والتي تكاد تكون قد اختطفت من الحركات الإرهابية المتشددة. وقال مراقبون ان “تعليمات مكتب أمير قطر هي التي تحدد وجهة سير الفتاوى والآراء الصادرة عن القرضاوي. ولا يستطيع الرجل الاعلان عن اي موقف أو إطلاق أي فتوى دون الرجوع الى صناع القرار القطري”. ولخص مراقب عربي مقيم في لندن مواقف القرضاوي قائلا “قل لي من صديق أو عدو الشيخ حمد ‘بن خليفة آل ثاني أمير قطر’، أقول لك ما هي فتاوى القرضاوي”. ويذكر أن شرارة الحرب في سوريا اندلعت في آذار/مارس 2011 بعد أن قامت قوات موالية للرئيس بشار الأسد المنتمي للطائفة العلوية، بقمع دموي لتظاهرات تطالب بالديموقراطية. وأدى النزاع الدائر بين قوات النظام المدعوم من إيران وحزب الله اللبناني ضد مسلحين سنة بينهم جهاديون مرتبطون بتنظيم القاعدة إلى مقتل 94 ألف شخص على الأقل. وحث مفتي السعودية الخميس الماضي الحكومات ورجال الدين في سائر الدول الإسلامية إلى التحرك ردا على مشاركة حزب الله في المعارك ضد مقاتلي المعارضة. كما رحب المفتي بتراجع الشيخ القرضاوي الشهر الماضي عن تأييده في السابق لحزب الله. وكان القرضاوي أعلن الجمعة الماضي أنه كان مخطئا عندما ساند في وقت سابق حزب الله وقال “يبدو أن مشايخ السعودية كانوا أنضج مني”.