حوار هادي عباس حسين فلاح البغدادي فنان مبدع في أدائه الطرب الذي ظل يستحوذ على قلوب المحبين وعشاق الغناء كل يوم جمعة في المركز الثقافي البغدادي الكائن عند نهر دجلة الخالد وعند تمثال الشاعر الكبير المتنبي، صوته كان شجيا حنونا يتمثل بكل الصفات للفنان العراقي المحافظ على اصالة الغناء. لم يكن مطربا عاديا بل ملحن وقارئ للمقام العراقي، حاولت سرقة الوقت لاستغله ليتمم الموضوع الثاني من ابواب موسيقية وكانت مخصصة الى المقام العراقي، كان يريد الفرار مني ليصعد ليكمل وصلته الغنائية لهذه الجمعة المباركة، ألا ان في النهاية استطعت ان اتحاور معه حول اهمية المقام العراقي فبدأت السؤال ــ من اهم آلات العزف التي تشارك في غناء المقام هي الجوزة باعتبارها عمود المقامن هل عزفت عليها؟ انا عاشق ومحب لهذه الآلة الجميلة الجوزة، وأحب صوتها كثيرا لكني لم اعزف عليها. ــ ما هو رأيك بالمقام العراقي؟ رأي بالمقام العراقي هو نفس آراء اساتذتي الكبار باعتباره هو مفتاح جميع الفنون الغنائية الاخرى. لابد من توفر الثقافة لدى قارئه. ــ أنت تعلمت كل انواع الموسيقى ما احبها اليك؟ الموسيقى تبقى بحرا كبيرا جدا ولا احد يستطيع تعلمها وإتقانها بالكمال، وأنا تعلمت من الموسيقى الكثير فتعلمت احلى ما موجود فيها. ــ ما رأي الملحنين بالمقام العراقي؟ طبعا كل ملحن له طريقته ورأيه بالمقام العراقي يختلف عن الاخر لكن حسب معرفتي استطيع ان اقول بان المقام له اصول ثابتة وغير قابلة للتغير ولكن يوجد عدد من الملحنين الكبار ان يتعامل معه بطريقته الخاصة ان يضيف عليه حركات تقلبية وتحولات بحيث يذهب او يخرج من مقام الى آخر دون ان تتغير صفته كونه دستور ثابت. ــ من هم اهم نقاد المقام. عبد الوهاب الشيخلي وعادل الهاشمي وسعاد الهرمزي وهاشم الرجب رحمهم الله جميعا انهم من حافظوا على استمرار وبقاء المقام ليومنا هذا ولهم الفضل الكبيرعلى هذا الموروث الرائع الجميل من كل نواحي الطربية والموسيقية وبالأخص الفنان الراحل هاشم الرجب حيث نظم المقامات وجعلها جاهزة للتدريس مضيفا ومبتكرا وصلات نغمية رائعة من مقام اللام كذلك نوط المقام وهذب الكلام واخرج منه الكلمات الاعجمية والدخيله كذلك عرف المقام وجعل له هوية، اما من الاحياء هناك الاستاذ سعدي السعدي اتمنى له طول العمر ومزيدا من التقدم والإبداع والتألق بصفته ناقدا. ــ مكانة النساء في إداء المقام وهل نجحن في دورهن في غناء المقام العراقي؟ النساء احوالهن وطبيعتهن غير قادرات للارتجال الصوتي والخشونة والقوة بالصوت إلا ان يوجد هناك من نجحن في الاداء امثال المطربة زهور حسين والمطربة مائدة نزهت والفنانة المتألقة فريدة محمد علي من استمرت وبقت تغني المقام العراقي بالطريقة الجيدة والصحيحة. ــ انت فنان متنوع المواهب.. حدثنا عن هذا الامر باختصار؟ كل فنان يحب التنوع بطبيعته لكن الاختصاص مطلوب منه، فانا متنوع لكني في اختصاصي ثابت انا مطرب وهويتي معروفة ولا افكر في يوم ما ان اغيرها. ــ المقام هويته بين لنا تأثيراتها على الغناء القديم؟ الاغاني القديمة التي صيغت من المقامات لكبار الملحنين والمطربين والموسيقيين خلدها التاريخ وأصبحت كنزا من الكنوز الخالدة لتصبح هوية المقام الطاغية واكبر دليل اغنية يلي نسيتونا يمته تذكرونا للأستاذ الراحل محمد القنبنجي، انها نموذج من آلا ف النماذج. ــ بين لنا دورك في احياء المقام؟ ان دوري واضح في احياء المقام من خلال وجودي اسبوعيا وفي يوم الجمعة وعلى خشبة مسرح المركز الثقافي البغدادي الكائن في شارع المتنبي على نهر دجلة.ز اقرأ دوما المقام وأحاول ان اغني وارتجل مقاما قديما وأعيد له الحياة ومنه مقام اللامي ليصبح دوري مذكرا الجمهور به انا لا اضيف اليه شيئا بل اقراه كما قراه العباقرة قبلي. ــ شيئاً تود قوله انت بشأن المقام العراقي الأصيل؟ الكلمة الأخيرة التي أوجهها الى جمهوري والقراء الكرام هي أوصيهم بالاستماع الى المقام العراقي والى الاغاني القديمة ليعرفوا كم عانى من سهر وتعب الجيل الذي قبلنا على صياغة الاغاني الجميلة التي اعتمدت على المقام، ولطلبتنا الاعزاء وخاصة الفنانين الشباب منهم ان يتعلموا كل واحد منهم على الاقل ثلاث اغان من الغناء القديم لتتبلور عنده ثقافة غنائية يستفيد منها طوال حياته وأنا ما زلت متمسكا بالقول من يترك قديمه …لا جديد له .