الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 1024مزاجي : تاريخ التسجيل : 26/12/2009الابراج :
موضوع: غراب غريب بين صقور بيتنا القريب الثلاثاء 11 يونيو 2013 - 13:16
غراب غريب بين صقور بيتنا القريب
بقـلم: مايكل سـيـﭘـي سـدني كـنتُ ر اجعاً من أمسية سعـيـدة ضمتْ أصدقاءاً لـنا غابـوا زمناً بـين طيات العـمر، ورفاقاً تجـمعُـنا معـهم هـموم هـذا الـدهـر، فإستـلقـيتُ عـلى الأريكة يأخـذني النعاس فـيُـطبق الجـفـون تارة ويُغـمِض العـيون، وتارة أخـرى تـثيرني الخـواطر والشجـون، ومن شـدة الغـبطة ترتـقي حـتى الجـنون، وتجـنباً لمتاهات الـظـنون، كان لا بـد لي أخـيراً من راحة الـنوم الحـنون، فـفي الغـد مطـلوب منا عـمل بهمّة ودقة وفـنون.
1- وأنا في غـمرة الـنوم هـذه، أخـذني حـلمٌ جـميل
2- رأيتُ نـفـسي في لـقاء مع صديقي خـليل يحكي لي عـن حـلمه الـدليل
3- رأى فـيه زميله نبـيل، يروي له قـصة قـرأها في كـتاب:
((المرام في عـرس أصحاب المقام، وخـمسة أيام في جـنان السادة الـكـرام))
قال الزميل نبـيل (3) في قـصته: حـلـقـتْ طـيور فـوق بحار الأحـياء، وأخـرى طارت في أعالي السماء، وغـيرها قـطـعـتْ مسافات في الصحـراء لـتجـتمع في حـديقة فـيحاء، فـجاءت الـصقـور والـنسور بكـل حـبور، إلى بستان سياجه أقـوى من الصخـور تـفـوح منه العـطـور، تملؤه الأوراد والزهـور، بابها مصنوع من خـشب الأبانوس يوحي بالسرور، لا تـنـفـذ منه الزواحـف ولا الحـشرات ولا الطفـيليات فـليس فـيه نخـور
وواصَل نبـيل (3) قـصته يحكي، لصديقي (2) الحالم خـليل، وأنا (1) في نومي وحـلمي الجـميل قائلاً: أن صقـراً مهيـباً من فـصيلة راقـية منبعه جـليل، كانت له رغـبة أن يطير ليحـضر ويضفي عـلى الـبستان هـيـبة، إلاّ أنَّ هـبوب الرياح والـثـلوج عاكـسته وسبَّـبتْ له خـيـبة.
ولكـن من غـرائب الأمور كان في الـدنيا ضباب وتـوقـعـوا أمطاراً، فـشاءت الأقـدار لغـراب غـدّار، مُمَرغـل في نـفايات الأنـقاض والغـبار، إقـتـربَ من تلك الأطـيار وإتـكأ كـذليل عـلى جـدار، فـتحـنـَّـن عـليه الـبوّاب يحـميه من الأقـدار ووضع في منـقاره ورقة شجـرة تأشيرة المرور بوقار، فأدخـله بـين الجـماعة ليجـثم بـين الزوّار.
صارت الصقـور تبحـث في شأن أرض الـقـطـبَـين وبرودة ثـلوجها والغابات الإستـوائية ومناخها والمَزارع وقـلة غـلتها، فإشـتكـتْ الغابات من ضوضاء بـبغاواتها والمزارع من جـفاف أراضيها والـدوائر الـقـطـبـية من هـبوب عـواصفها، فـردَّتْ الـنـسور وقالت:
يا معـشر الـطـيـور، ما ضوضاء الـبـبغاوات إلاّ غـناء للأشجار الباسقات، وأما شـحّة الغلات فـوراءها العـصافـير اللاقـطات، ولكـن عاصفة الـثلوج تـسبـبها الطـيور التي تسبح وتمرح في بحار الـقـطـبـيات.
فـقال الصقـر: أي الطـيور تسكـن في تلك القاصيات؟ فأجاب النسر: ألم تسمع بطـير لا يـطـير بل يسبح عـنـد سواحـل المحـيطات؟ يمشي عـلى رجـليه يحـرّك جـناحَـيه يتباطأ في مشيه، قـد تحـسبه من زمرة العـناصر الـثـقـيلات، لكـنه يعاكس هـذا ويمانع ذاك كأنه من أرباب الكائـنات، إنه الـبطـريق يخـطـو الهـوينا كالحاملات.
أما الغـراب فـقـد نسيَ حاله الـذي يُـقال عـنه ((مْـتـَـيَّه المشـيَـتين!)) وظن أنه يجـيـد اللعـب عـلى الحـبلين، والصقـور تراقـبه بكـلتا العَـينين، والنسور ترصد فـقـدانَ توازنه وتلعـثمَ صيحاته وتـذبـذبَ ريشِ ذيله، رأته يقـفـز فـوق تـلة كي يرفع من هـبوطه وصار ينعـب نـَعـيـبَه، وبعـض ريشه منـتـوف من وجهه وقال:
يا معـشر الصقـور والـنسور، عـنـدي كـتاب للعـتاب، ما لـنا ولصقـركم المهـيب، وما شأنه في الـقـطـبَـين مع بَـطـْـريقـِنا الحـبـيب!؟ فإنـتـفـضتْ الـطـيور بوجه الغـراب وقالت له: يا غـريب يا غـراب، ما لكَ والصقـور الأنجاب، أنت مبهم الألقاب ولن نسمح لك بهـذا العـتاب، وما الـذي جاء بك هـنا وبـيـدك هـذا الكـتاب، ألا تـدري هـذا محـفـل الأحـباب؟ نحـن رحـمنا بحالك فأكـرِم نـفـسَكَ بنـفـسِكَ، فـبعـد هـنيهة سـتـكـون لـنا الأنخاب!! ضـُم منقارك القلاّب وإكـتـفِ برحـمة الـبوّاب!!! فـما كان من الغـراب إلاّ وإنسحـبَ في خجله، وجَـرجَـرَ وراءه ذيله ولن يعـيـدها ثانية في حـياته إذا إستـمرَّ في غـيِّه، إلاّ إذا أصلح ذاته بـذاته.
من الإيميل
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: غراب غريب بين صقور بيتنا القريب الجمعة 5 يوليو 2013 - 22:32
قصّــة جميلـــة ! شكرا اخي العزيز ابو مايك للقصّــــــة ؛ وشكراً للكاتب الأستاذ مايكل ســيپي ! رعاكما لله بمحبّتــهِ الفائقــة آميـــــــن .
عدل سابقا من قبل نادر البغدادي في الأحد 7 يوليو 2013 - 15:52 عدل 3 مرات (السبب : ورد اسم كاتب الموضـــوع خطــــأ ! آســــــفين .)