ضغوط غربية على موسكو لوقف تدفق أسلحتها على نظام بشار
إينيسكيلين (أيرلندا الشمالية) – أكدت مصادر من كواليس قمة الثماني أن الدول السبع مارست ضغوطا كبيرة على الرئيس الروسي من أجل دفعه إلى القبول بحل سياسي يقوم على مبادرة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي. وتقوم مبادرة الإبراهيمي على التفاوض بين ممثلين عن النظام والمعارضة من أجل تشكيل حكومة انتقالية تحضر لانتخابات شفافة، على ألا يكون للأسد فيها أي دور. وقالت المصادر إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد خلال لقاء مغلق جمعه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين أن واشنطن ستكون مضطرة إلى الخيار العسكري ضد الأسد إذا فشلت القمة في الخروج بقرار واضح حول تنفيذ مبادرة الإبراهيمي ووفق أجندة زمنية مضبوطة. وحث أوباما، وفق ذات المصادر، نظيره الروسي على وقف تدفق الأسلحة على نظام بشار خاصة الأسلحة المتطورة التي قد تساعد على تغيير موازين القوى على المستوى الإقليمي، مشددا على أن ذلك قد يوسع دائرة الحرب ويعطي مبررا قويا للمجموعات الإسلامية المتطرفة كي توسع من دائرة وجودها في المنطقة. وقال اوباما إن من المهم بناء معارضة قوية يمكنها العمل بعد تنحي الاسد. وكان أوباما قد دافع قبل بدء فعاليات القمة عن قراره بإمداد المعارضة السورية بمساعدات عسكرية. وفي مقابلة تلفزيونية، قال أوباما إن ما حسم هذا القرار نابع من تضاؤل فرص التوصل إلى حل سياسي للصراع في سوريا. يشار إلى أن الولايات المتحدة قد اتخذت قرار تسليح المعارضة بعد تدخل حزب الله وميليشيات عراقية ويمنية إلى جانب قوات الأسد ما اعتبرته واشنطن تهديدا لمصالحها. وتم الاتفاق خلال قمة الثماني على تشكيل حكومة انتقالية بأسرع ما يمكن في سوريا على أن تمتلك سلطات تنفيذية فعلية، لكن البيان الختامي تعمد عدم الخوض في مصير الأسد، في خطوة اعتبرها مراقبون إرضاء لروسيا. وذكرت المصادر ذاتها أن روسيا رفضت أي خطوة عسكرية ضد نظام الأسد مثل إقامة منطقة حظر جوي، وأنها تمسكت بالحل السياسي كطريقة وحيدة لحل الأزمة. ورحب مسؤول كبير بالإدارة الأميركية بتصديق القمة على مفاوضات سياسية لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا. من جانبه، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف أن الكرملين “يريد منح كلا من الجانبين السوريين، الحكومة والمعارضة، اللذين سيشاركان في مؤتمر جنيف الثاني للسلام حق اختيار أعضاء الوفد المشارك لكل منهما، والشروط المستقبلية لأي حكومة انتقالية”. وأشارت (بي بي سي) إلى أن نائب وزير الخارجية الروسي تجنب الرد على سؤال حول ما إذا كان ذلك سيترك الباب مفتوحا أمام دور الرئيس بشار الأسد في المستقبل. بالتوازي حصل توافق في القمة على ضرورة التصدي للمجموعات المتطرفة. وأكدت الدول الأعضاء في مجموعة الثماني أنها “قلقة جدا” من “الخطر المتنامي للإرهاب والتطرف في سوريا”. وأكد القادة في البيان الختامي للقمة “إننا قلقون جدا من الخطر المتنامي للإرهاب والتطرف في سوريا”.