ما بعد الحياة............اين الحقيقة

ما بعد الحياة............اين الحقيقة  

                
د نزار متيتي


كان لدي صديق عزيز وزميل لي في العمل, وقد عشنا معا لعدة سنين. ثم تزوج بعد حين ولكن لم تنقطع صداقتنا,بل اصبحت علاقة عائلية متينة.وكانت زوجته رحمها الله مثقفة وجامعية,وربة بيت حريصة, ولها دار انيق وجميل.وكنت ازورهم واستلطف اولادهم حتى حصلت ولادتها الثالثة.وكانت الولادة في مستشفي تخصصي في بغداد                     .                                                                            
لقد عانت هذه السيدة مشاكل في الولادة وفي ساعة الولادة حدث لها نزف شديد غير متوقع,ورغم اسعافات الاطباء فقد كان النزف شديد فتوقف القلب في وقتها وهي في صالة العمليات.غير ان القلب عاد للعمل بعد بضع دقائق وعادت اليها الحياة ثانية.
وحدثتنا ما حدث معها في تلك اللحظات قائلة-:بعد ان فقدت وعي بعد التخدير ويبدوا بعد ان توقف قلبي عن النبض, كنت اراقبهم في صالة العمليات وكنت حينها في اعلى الصالة كأني اسبح في فضاء, كان الجميع في ارتباك يركضون لجلب المزيد من الدم والمنادة للمساعدة من بقية المتواجدين في صالات اخرى.وكان الاطباء يعملون سريعا لايقاف النزف,فانا زوجتة زميل لهم.                                                                                          
اما انا حينها فقد كنت في هدوء تام وبدا المنظر يختفي تدريجيا من صالة العمليات واصبحت في عالم من النور ليس من هذا العالم.  ثم كلمني شخص ذو لحية بيضاء وملابس بيضاء قائلا لماذا انت هنا؟ وقال باني سأصل اليهم مرة ثانية ولكن ليس الان بل قريبأ!.. ستعودين لبيتك  الان!...                                                                                                
وهكذا بعد حوالي ثلاثة او اربعة دقائق عاد القلب للنبض بالحياة مرة ثانية والحمد لله كتبت لها الحياة مرة اخرى.    وعادت السيدة الى دارها مع طفلتها الرضيع معها.                      
ولكنها عادت بشكل اخر ليست التي عرفناها. فقدت اهتمامها بالبيت والطفلة الرضيع وابنأها وبدأت تقضي صباحها ومسائها بالصلاة وقراءة القران الكريم. لا تدري من دخل دارها واين ابنائها وكادت ان تنساهم. وعند زيارتنا لها للاطمنان كانت في حالة نفسية غريبة  وحالة من الفزع والرهبة.البيت كان مقلوب والاطفال مهملين.وقالت انها راجعة للسماء قريبا جسب ما وعد بها ذلك الرجل ذو الحية البيضاء.وبعد ايام عندما كانت في بيت اهلها ودعت الاهل والاطفال واخبرتهم بانها مغادرة لهذا العالم تلك اليلة ولن تعود.وذهبت الى سريرها وقرأت ايات من القران-حسب حديث الاهل ونامت ....ولم تصحو بعد ذلك. وتم دفن السيدة في مقابر النجف!!                                                                                            
و في قصة اخرى للطفلة (كيت)البالغة من العمر خمس سنوات دخلت الطواري بعد حادث مروري وهي الوحيدة لاهلها في احدى الولايات الامريكية.وبعد الاسعافات الاولية فارقت الحياة ايظا لبضع دقائق وروت هذه القصة-: شاهدت الاطباء يحاولون انقاذها وهي في اعلى الصالة ثم انتقلت الى فضاء واسع شديد النور ورأت طفلة اخرى تناديها-كيت- وتقول لها انها اختها, وكانت تنتظرها منذ زمن طويل ولها نفس شكل كيت .وعندما افاقت كيت بعد وفاة مؤكد لبضع دقائق اخبرت اهلها بما شاهدته. وتعجب الاهل ودهشوا حيث كانوا قد اخفوا موضوع الاخت التي توفت عند ولادتها قبل عدة اعوام من ولادة كيت!  ولم يتكلم احدا عن الموضوع .ولم تعلم كيت ابدا بالموضوع لصغر سنها.                                          
لدينا ملف كبير من هذه الحوادث المثيرة للجدل لايسعنا ان نذكرها الان. ان عدم  معرفتنا بالمجهول القادم لكل واحد منا يجعلنا نتسأل هل توجد سماوات نذهب اليها؟هل سنقابل اناس نعرفهم؟    هل ستكون حياة اخرى مباشرة بعد هذه الحياة؟وما هي تلك الحياة                 .                                                                      
اغلب الديانات والمعتقدات الدينية تؤمن بالحياة الجديدة والاخرة اما في الارض(كما في الهندوسية) او السماوية(المسيحية والاسلام )او في مكان اخر.وهذا المجهول يبقى مجهولا وليس يوجد جواب له حاليا مهما تقدم البشر في المعرفة.                                    
اكيد ان تلك القصص لم تكن للاثارة اوللنشر بل كانت تجربة حقيقة عاشها اصحابها فعليا.ولكن ليس بالأمكان اثبات او نفي تلك الحقائق. ان اطباء علم النفس يدخلون الموضوع ضمن احلام العقل الباطن واحلام اليقضة وقسم اخر منهم يتكلمون عن قصور الدورة الدموية في الدماغ عند توقف القلب وتكوين احلام ورؤيا يتذكرها المسعف بعد الافاقة. ولكن تبقى الاجابة ان البشر قليل المعرفة باعجوبة خلقه ومستقبل ما بعد الحياة وماذا سيقابل اولا ,ان وجدت حياة ثانية اصلا.                                                                
د نزار متيتي