البيت الآرامي العراقي

كسر الكأس في رواية : على نهر بيدرا Welcome2
كسر الكأس في رواية : على نهر بيدرا 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

كسر الكأس في رواية : على نهر بيدرا Welcome2
كسر الكأس في رواية : على نهر بيدرا 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 كسر الكأس في رواية : على نهر بيدرا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كريمة عم مرقس
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
كريمة عم مرقس


كسر الكأس في رواية : على نهر بيدرا Usuuus10
كسر الكأس في رواية : على نهر بيدرا 8-steps1a
الدولة : المانيا
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 24429
مزاجي : أحب المنتدى
تاريخ التسجيل : 31/01/2010
الابراج : الجدي

كسر الكأس في رواية : على نهر بيدرا Empty
مُساهمةموضوع: كسر الكأس في رواية : على نهر بيدرا   كسر الكأس في رواية : على نهر بيدرا Icon_minitime1الأحد 23 يونيو 2013 - 19:44

كسر الكأس في رواية : على نهر بيدرا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

 هذا الصراع المرير ما بين ارادة الروح المتطلعة الى السماء وارادة النفس الملتصقة بطين الارض.. الصراع  ما بين الانسان كروح متسامية وكجسد يتحسس الرغبات والشهوات، يحاول (باولو) ان يجسده في روايته الاخيرة الموسومة (جلست على نهر بيدرا.. هناك جلست فبكيت) يحاول الكاتب فك اشكالية التمزق الانساني ما بين تطلعه الى السماء التي هي رمز وجود الله وانشداده القوي الى قشرة الارض.
اراد بطل الرواية ان يوائم ما بين حبه لله وحبه لحبيبته ولكنه يفشل في مسعاه (في ممارسته الخطيئة) فلا يمكن الانسجام بين انشداد الانسان بربه وممارسته الرذيلة مع حبيبته.. كانت (يارا) رفيقته في طفولته وصباه ثم انقطع عنها بسبب شغفه في السفر والترحال وكانت رسائله تصل اليها من اماكن بعيدة مدموغة باختام مدن مختلفة.. الى ان جاءتها رسالة يبدي فيها رغبته في دخول الدير وتكريس حياته للصلاة.. اصبح رفيق الطفولة راهبا وواعظا... وتتسلم منه دعوة للاستماع الى احدى محاضراته.. وتلبي دعوته.. ومن خلال هذه الدعوة تتجدد وتترسخ العلاقة بينهما.حينئذ يبدأ الصراع.. صراع الارادات في داخل نفس الشاب.فالراهب في الديانة المسيحية لا يتحقق هدفه بالانقطاع الى الله الا حينما ينجح في قطع علاقته بشهوات النفس وملذات الجسد.. ولقد قطع مسافة جيدة في هذا الاتجاه حتى اصبحت لديه القدرة على الشفاء ومخاطبة الارواح.. قواعد الدخول في سلك الرهبان.. قواعد صارمة ليس من السهولة تخطيها او القفز عليها او الالتفاف حولها... ان اراد ان يفرغ قلبه لله تعالى فيجب عليه ان يطرد شواغل الدنيا ورغبات الجسد الفاني.. ان يدخل حلبة الصراع بين اشواق الروح ورغبات الجسد ويخرج منتصرا من حلبة الصراع.. في احدى الجلسات الحميمة مع المرأة التي احبها، كانت ثمة طاولة تفصل بينهما عليها كأس، فطلبت منه ان يحرك الكأس الموجودة على الحافة لتقع على الارض فتنكسر.. نظر اليها متعجبا من طلبها الغريب فرآها مصرة على ان ينفذ لها ما تريد.. مصرة على تحطيم الكأس الموضوع على الطاولة.. (قلت مرة اخرى.. حطم الكأس.. حدق الى عيني بنظرات ثابتة.. ثم، ببطء، حرك يده ظاهر الطاولة الى ان لمست الكأس، وبحركة مباغتة، دفعها واوقعها ارضا.. لقد تحطمت الكأس على الارض.. وبدل ان يعتذر.. رمقني مبتسما، فبادلته الابتسام..).
لقد فهم مرادها في رغبتها في تحطيم الكأس.. ارادت ان تقطع عليه طريق الرجوع الى الدير مرة اخرى.. وكان لها ما ارادت.حقق لها رغبتها التي هي رغبته كذلك.. حطم كاس جسدها في ليلة فريدة من نوعها.. فريدة من نوعها لانها الليلة التي حدد فيها مفترق الطريق.. طريق الروح الصاعد الى السماء وطريق الجسد المدنس بالشهوات (حسب القواعد المتبعة في الدير).بتحطيمه للكاس حطم سكة القطارالمتجهة الى الاعلى لينزلق منها الى الوادي السحيق.. لكنه لم يشعر بذلك الانزلاق بعد ارتكابه لمعصية تحطيم الكاس.. ولا هي شعرت بذلك.. بدليل ذهابهما الى الدير مرة اخرى وكأن ما فعلاه امر عادي لا يستدعي التوقف عنده طويلا.. كأنه الفعل المنسجم مع طبائع الاشياء.. الفعل المنسجم مع الفطرة الانسانية.ان شعورهما بالضعف ازاء حاجة فطرية دليل على ان قواعد الرهبنة المسيحية قواعد صارمة نتيجتها تحطيم الكؤوس السليمة لان الله خالق الروح هو ذاته خالق الجسد.. وساعة للاخرة لا تتنافى مع ساعة للدنيا.. بل قد تكون الساعة المخصصة للدنيا هي المحفز الضروري للانطلاق الى الاخرة  وهي الانسجام الحقيقي مع طبيعة خلق الانسان المنساق مع فطرته وليس الواقف بالضد منها، (من تزوج احرز نصف دينه) وعليه اكمال النصف الاخر.سوف يكمله باعطاء كل ذي حق حقه.. يعطي الروح حقها بعبادة الرب واعطاء الجسد حقه بممارسة الحب الحقيقي المنسجم مع ارادة السماء الذي هو فطرة إلهية وليس رجسا من عمل الشيطان حتى لا يوجد مبرر لممارسة تحطيم الكؤوس من اجل ان تظل الكؤوس سليمة وانيقة تروي عطش الظامئين الى الحب في كل زمان ومكان.فلا تتم عبادة الله من خلال المرور على اشلاء نفوسنا بل من خلال ترويض هذه النفوس وتطويعها لكي تكون منسجمة مع فعل الخير واشاعة مشاعر المحبة لكل ما خلق الله في هذا الكون.
خيري القروي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كسر الكأس في رواية : على نهر بيدرا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: الثقافية , الادبية , التاريخية , الحضارية , والتراثية Cultural, literary, historical, cultural, & heritage :: منتدى النقد والدراسات والاصدارات Monetary Studies Forum& versions-
انتقل الى: