الاردن من المسيح ومؤتة واليرموك الى حاضرة الهاشميين بين الحلم والحقيقة
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61352مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: الاردن من المسيح ومؤتة واليرموك الى حاضرة الهاشميين بين الحلم والحقيقة الأربعاء 9 يونيو 2010 - 3:43
الاردن من المسيح ومؤتة واليرموك الى حاضرة الهاشميين بين الحلم والحقيقة
6/9/2010
المدرج الروماني في العاصمة الاردنية عمان
عمان ـ القدس العربي ـ من احمد المصري ـ منذ أقدم العصور كان الاردن مأهولا بالسكان بشكل متواصل تعاقبت عليه حضارات متعددة، وقد استقرت فيه الهجرات السامية التي أسست تجمعات حضارية مزدهرة في شماله وجنوبه وشرقه وغربه، ساعده على ذلك مناخه المتنوع وموقعه الذي يربط قارات العالم القديم فكان قناة للتجارة والمرور البشري بين شتى بقاع العالم. وقد شهد الأردن توطن حضارات و ممالك كبرى صبغت بقوتها تاريخ تلك الحقب ، ومن أبرزها المملكة المؤابية في جنوب الأردن بقيادة الملك يوشع، ومملكة الأنباط العربية التي بسطت حكما واسعا على المنطقة الممتدة من بصرى الشام إلى مدائن صالح، وتشكيل شمال الأردن الركن الأساسي لتحالف المدن العشر اليونانية.
وتظل المدن الأردنية بما تحمله من آثار ومواقع خير دليل على ضربها في أعماق التاريخ وأنها كانت موئلا لآباء البشرية .
وبعد ذلك خضع الأردن للحكم الروماني الذي أغنى بحضارته المنطقة فكان الأردن جزءا لا يتجزأ من تلك الإمبراطورية القوية.
وفي فترة انتشار الحكم الإسلامي كان الأردن بوابة الفتح للشام وشهدت أرضه معارك مؤتة واليرموك وروى الشهداء المسلمون أرضه بدمائهم واحتضنت ارضه كوكبة من قادة المسلمين المشهورين وعلى رأسهم أمين الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح وشرحبيل بن حسنة وضرار بن الازور في غور الأردن ، وجعفر بن أبي طالب وصحبه في ثرى مؤتة ، ناهيك عن قبور صحابة وقادة آخرين.
كما شهدت ساحاته العديد من الحوادث المفصلية والهامة ، فكان التحكيم بين أنصار علي بن أبى طالب رضي الله عنه ومعاوية بن أبى سفيان قد جرى في مدينة اذرح في معان وانطلقت من الحميمة الدعوة العباسية و استلام العباسيين الحكم بعد ذلك .
وفي فترة الحكم الأموي والعباسي وما تلاهما كان للحكم الإسلامي موطئ قدم في الأردن . وأيام الحروب الصليبية ساهم الأردن بفعالية في نصرة المسلمين حيث كان يمثل منطقة وصل والتقاء بين مصر والشام .
وحينما حكم العثمانيون المنطقة ، تنبهوا لأهمية الأردن ، فكان ممرا للقوافل ومنطقة ضرورية لتدعيم الحكم العثماني في الأجزاء الجنوبية من إمبراطوريتهم.
عمان عاصمة الأردن منذ العصور الغابرة. شادها العمونيون القدماء عاصمة لهم، وهي المدينة التي ازدهرت في أيام اليونان والرومان وحملت اسم فيلادلفيا - مدينة الحب الأخوي.
هي بيت الجميع، ورفيقة الزائر، وفيها يلتقي القديم بالحديث، ويلتقي محبو الحياة، والعمل، والاستجمام، والعلم، وفيها كرسي الحكم والإدارة، ووزارات الدولة، كما أنها المركز التجاري للمملكة ...هي مدينة الصغير والكبير، الرجل والمرأة، العائلة والأصدقاء، العازب والمتزوج، وفيها ما يروق للباحث عن الصخب والباحث عن الهدوء.. إنها مدينة للجميع، تفتح ذراعيها وأبواب بيوتها المشيدة بالحجر الأبيض لكل ضيوف الأردن القادمين عبر الحدود البرية، أو القادمين جوا إلى مطار الملكة علياء الدولي. تتمتع عمان بثروة من المعالم الأثرية الخالدة، فعلى جبل القلعة يرتفع معبد هرقل، إلى جانب متحف الآثار الذي يمكن للزائر أن يشاهد فيه أدوات تمثل حياة الإنسان في عهود موغلة في القدم، وفي وسط المدينة يقع سبيل الحوريات، وعلى مقربة من السبيل ينتصب المدرج الروماني الكبير الذي يتسع لخمسة آلاف متفرج.
تتميز بأسواقها الكبيرة التي تجمع بين المنتجات التقليدية والسلع الحديثة المحلية والمستوردة. وتنتشر الحدائق العامة في مختلف مناطق العاصمة وضواحيها.
المنتجعات العلاجية: البحر الميت وحمامات ماعين والحمة الأردنية وحمامات عفرا
تمتاز بوفرة المياه المعدنية والطين البركاني فيها، مما يجعلها منتجعات علاجية تؤمها أعداد كبيرة من طالبي الاستشفاء من الأمراض ..هي أمكنة يتحقق فيها علاج الجسد والنفس معا، ولعل الأردن من هذه البلاد التي يختلط فيها الاستشفاء من أمراض الجسد مع الترويح عن النفس، وذلك بفضل الطبيعة التي جادت على الأرض الأردنية بكل مقومات العلاج الطبيعي من مياه حارة غنية بالأملاح، إلى طين بركاني، إلى طقس معتدل وطبيعة خلابة ما يجعل الأردن من الدول المتقدمة في مجال السياحة العلاجية .
الاضرحة والمقامات
زيد بن حارثة رضي الله عنه
كان من الأوائل الذين آمنوا بالدعوة الإسلامية ، أحبه الرسول الكريم كل الحب حتى أنه كان يقال له " حب رسول الله " صلى الله عليه وسلم واختاره سبحانه وتعالى لكي يكون مثلا يحتذى، وليبطل به عادة التبني الجاهلية بشكل عملي " فقد قبل الإسلام وكان التبني شائعا في الجاهلية . اشترك زيد رضي الله عنه في كل الغزوات وكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يبعثه في سرية إلا أمره عليها ، وعنه قالت عائشة رضي الله عنها :" ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في سرية إلا أمره عليها ولو بقي بعده لاستخلفه ". وكان آخر الغزوات التي كان عليها أميرا غزوة مؤتة حيث استشهد رضي الله عنه.
جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: هو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم بعثه على رأس المهاجرين الى الحبشة ، وبعثت قريش وفدا برئاسة عمرو بن العاص لاعادتهم الى مكة ، وكان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب . كذلك كان خطيبا مفوها وسياسيا بارعا وقد استطاع أن يتغلب على داهية العرب عمرو بن العاص وجعله يعود الى مكة يجتر همومه وأحزانه بعد فشل مهمته التي بعثته قريش من أجلها ، لقد كان جعفر أشبه الناس خلقا وخلقا برسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الرسول صلى الله عليه وسلم جعفرا كل الحب ، ويظهر ذلك من مقدار حزن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عليه عندما علم باستشهاده ، فقال :" على جعفر فلتبك البواكي " كذلك يتجلى هذا الحب في عطفه وحنوه على أبناء جعفر بعد استشهاده .
الاردن من المسيح ومؤتة واليرموك الى حاضرة الهاشميين بين الحلم والحقيقة