اعــداد / الأستاذ خالد حسين : عندما يصادف طريقك أشخاص أو كلمات لا تجد لها ملجأ في الحياة سوى صدرك فتصطدم به … تذكر أنها فلسفة الحياة !! وعندما تضيق بك نفسك فلا تجد سلوى سوى كلمات تحلق في سماء الحياة، وليس لها واقع تهبط بأرضه..تذكر إنها ” فلسفة الحياة ” !! وعندما تلمس يدك سماء الدنيا ، وتصعد علياء نفسك لباريها ، وتدعو “أن يا رب هاديها ” ، فلا تجد دعماً ولا رداً إلا يا رب عاصيها ” . .. فتذكر إنها ” فلسفة الحياة ” !! وعندما يسوق إليك القدر كلمات تحملها أرجلها .. ولا تمل أن تكون أنت فارسها ، فلا تتردد أن تهبط بواديك .. فتذكر إنها ” فلسفة الحياة ” !! عندما يخبىء لك القدر واقع الكلمات .. ودنيا الألفاظ والعبارات .، فتتيه بين فلسفة الكلمات .. فتذكر إنها ” فلسفة الحياة ” !! أنت .. نعم أنت .. بل وأنا .. كلانا .. جميعنا في حاجة .. بل في أمس الحاجة إلى من يسمعك .. يدعمك .. يحنو على خطأك.. ويحلق بنجاحك فوق عنان السماء . بحاجة إلى قلب ٍ معطاء ..يحنو فلا يقسو ، يسمع فلا يمل .، يعطف فلا يضيق .. يدعم فلا ينتظر المقابل . حتى كلماتى تلك ، لو كانت مجرد ” كلمات ” .. لو ظلت حبرا ً على الأوراق لنزف القلم دماً من ” فلسفة الكلمات . هناك أفواه تتفنن بطلاقة فى أن تبعث وتنشر للعالم من حولها كلمات تكاد تطير بحاملها من شدة فلسفتها . كلمات .. كلمات .. ثم تبحث عن واقع !!، فقط ستجد إنما هى نبض قلب .. وإحساس إنسان .. إنسان ذابت الكلمات فى أوراقه ، وتشبث القلم بتلك الأوراق باحثاً عن ذاك الأمل البعيد الذى يجعل من نفسه الحقيقة وليس الخيال . يجعل من تلك الكلمات وغيرها فعلاً .. ويملأ بها واقع صاحبه ، وليست مجرد ” فلسفة كلمات ” . أحياناً .. بل غالباً ما تجد الشخص المناسب لسماعك ودعمك ، ولكن قلما تجد الإنسان المناسب لهذا الدعم ..، تجد ” شخصاً” ” يسمع لكلماتك ويمنحك مقابلها من الكلمات ، ولكن لا تجد ” إنساناً ” يحوى بين طيات نفسه كل معانى الإنسانية الراقية . كلما بحثت حولك عن “إنسان” فى صورة “شخص ” وجدت أفواه فقط .. إنها فقط الأفواه من ستجيب تساؤلاتك ..ووحدها الكلمات ستكون رد حياتك . ” إنها فلسفة الحياة ” !! أحياناً لا تجد تلك الكلمة ” فلسفة ” لها أرضاً وكياناً حقيقياً إلا في مثل صدور وعقول هؤلاء الذين يحملونها بين ضلوعهم وما أكثر أن يجدوا لها مخرجاً . إنهم من شدة حبهم وعشقهم لتلك الكلمة فى حياتهم لا يتخيلون حياة غيرهم … ليس أنفسهم بل غيرهم من دونها . لا يتقبلون فكرة حرمان الآخرين من نعمة ” الفلسفة ” تلك التى مُنحوا إياها . مثل هؤلاء قلما يفهمون أنه أحياناً تكون تلك الفلسفة إنما هى نقمة حياتهم ، وسر ابتلائهم . الغريب أن مثل هؤلاء من ” فلاسفة الحياة ” لا ينظرون إلى حياة الآخر إلا من منظار حياتهم .. فما يلبثوا أن يصيغوا لحياة الآخر القالب المناسب الذي يفلسف حياتهم . إذا آمن الإنسان بنفسه أولاً .. وبحياته ثانياً .، فإنه لن يسمح لأن يُخضع تلك الحياة لذاك القالب ، ولن يدخل بها فى نطاق تلك الدائرة المفرغة .. دائرة ” فلسفة الحياة ” . عندما تزيد تلك الدائرة من حوله .. وتُحكم الخناق عليه ، فإنه وقتها لن يجد مهرباً لنفسه منها إلا إليها .. إلى نفسه ذاتها . لأنه وقتها سيكون قد عرف معنى وجوده .. والمعنى الحقيقى لتلك الحياة . عندما تمتلئ نفسك إيماناً بقدرتها وصمودها .. واختلافها .، اسمح وقتها لنفسك بالإنطاق .. واسمح لعقلك وقتها بصرخة عالية تدوي بأجواء كيانك كله .، فيهتز لها ... لأن تعلن ” بداية الانفصال . نعم .. بداية الانفصال .. الانفصال عن ” فلسفة الحياة ” ..إنه انفصال كامل عن ” فلسفة الحياة التي وضعها الآخرون بكيانك الداخلي . وقتها ستجد أنه مهما كانت تلك الفلسفة ، ومدى تدخل هؤلاء المتفلسفين ، فستكون حينها قد حددّت لنفسك ” فلسفة الحياة ” . ولكن هذه المرة إنها ” فلسفة حياتك ” .. حياتك أنت .. أنت من حددتها .. وأنت من اخترت السير فى طريقها . أبن كل علاقاتك فى تلك الحياة .. وشارك كل من يهمك . واحلم بذاك الأمل البعيد الذي سينفصل بحياتك بعيداً عن هؤلاء . ولكن قرر أولاً ” فلسفتك أنت في الحياة ” .