الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 - 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة ولاهوتيّ عظة بعنوان: " حضور الله غير المرئي" "ورأَى الجُموعَ فأَخذَته الشَّفَقَةُ علَيهم، لأَنَّهم كانوا تَعِبينَ رازِحين، كَغَنَمٍ لا راعيَ لها"
يا إخوتي، أنظروا من حولكم... لِمَ نجد الكثير من التغييرات والنضالات، والعديد من الشِيَع والعديد من قوانين الإيمان؟ لأنّ البشر غير راضين وقلقين. ولِمَ هم قلقون، كلّ بمزموره، وعقيدته، ولغته، ووحيه، وتحليله؟ إنّهم قلقون لأنّهم لم يجدوا ما يبحثون عنه. للأسف! هذا هو الوضع فعلاً في بلدنا المعروف بأنّه بلد مسيحيّ: لم يكتسب عدد كبير من الناس أيّ شيء من الدين، غير عطشٍ إلى ما لا يملكون، وتوقٍ إلى بلوغ السلام الحقيقي، وما يخلّفه هذا العطش من حمّى وتخبّط. كلّ هذا لم يوصلهم بعد إلى وجود المسيح، المسيح الذي هو "الفرح التامّ" (يو15: 11) "والنَعيم على الدَّوام" (مز16(15): 11) ...لو كانوا قد تغذّوا من "خبز الحياة" (يو 6: 35) وتذوّقوا الشّعاع اللّذيذ، لكانت عيونهم انفتحت كما انفتحت عينا يوناتان (1 صم 14: 27) ولكانوا عرفوا مخلّص البشر. لكن لكونهم لم يفهموا هذه الأمور المرئيّة، عليهم البحث أكثر، وهم ما زالوا تحت رحمة الإشاعات الآتية من بعيد,إنّه لمشهد محزن: يرزح شعب الله على التلال "مِثْلَ خِرَافٍ لا رَاعِيَ لَهَا". وعوض أن يبحث في الأماكن التي لطالما تردّد إليها الربّ وفي المسكن الذي أسّسه، فإنّه يهتمّ بالمسائل البشريّة، ويتبع مُرشدين غرباء ويسمح لآراء جديدة بأن تسيطر عليه، ويصبح لعبة الصدفة أو مزاج اللحظة وضحيّة الإرادة الشخصيّة. إنّه قلق جدًّا، ومحتار تسيطر عليه الغيرة، "تَتقاذَفُه أَمْواجُ المَذاهِب وَيعبَثُ بِهِ كُلُّ رِيح فيَخدَعُه النَّاسُ ويَحتالونَ علَيه بِمَكرِهِم لِيُضِلُّوه" (أف4: 14). كلّ ذلك يحصل بسبب عدم البحث عن "رَبٍّ واحِدٍ وإِيمانٍ واحِدٍ ومَعْمودِيَّةٍ واحِدة، وإِلهٍ واحِدٍ أَبٍ لِجَميعِ الخَلْقِ وفوقَهم جَميعًا، يَعمَلُ بِهم جَميعًا وهو فيهِم جَميعًا" (أف4: 5-6) وحيث فيه "يجدون الراحة لأنفسهم" (مت11: 29).
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/ الثلاثاء 09 تمّوز/يوليو 2013