الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: كيف تنبّأ الباشا نوري السعيد بنهايته ؟ الخميس 10 يونيو 2010 - 20:26
كيف تنبّأ الباشا نوري السعيد بنهايته ؟
سهيل العباسي
كاتب عراقي
هناكَ اسرار واحداث لا يفصح عن محتواها الا بعد مرور مدة طويلة على قيامها لانها مواضيع حساسة ومهمة والافصاح عنها عند حدوثها مباشرة ربما يؤدي إلى تدهور في العلاقات السياسية بين الجهات المعنية لهذه الوقائع الا انها بعد فترة تصل احياناً إلى خمسين عاماً ولزوال الاسباب الداعية لكتمانها تنشر في وسائل الاعلام وقد اتفق على تسمية هذه الممارسة بالنشر بـ(فك اسر الوثائق) وقد نشرت مجلة الف باء في منتصف الثمانينيات من القرن السابق وثيقة تشيرالى ان الباشا يرحمه الله قد استدعى السفير البريطاني انذاك في بغداد عام 1957 وتكلم معه بقوة وجراءة معاتباً حكومته على رفض انضمام الكويت (قبل ان تكون دولة) إلى الاتحاد الهاشمي بين العراق والاردن قائلاً له ان الاردن دولة فقيرة ومواردها محدودة جداً وان انضمام الكويت إلى هذا الاتحاد يضيف له قدرة اقتصادية قوية تمكنه من منافسة الجمهورية العربية المتحدة التي تكونت من اندماج مصر وسوريا.
ثم قال له بالحرف انكم قد خذلتمونا واحرجتم موقفنا وفي الوقت الذي نسعى فيه إلى ان نوثق علاقتنا معكم ونريد دعمكم لا تنفذون ذلك وانكم قد انشأتم اسرائيل في وسط العالم العربي وقدمتم لها دعماً قويا جداً واستبعدتم شعوبنا علينا واتهمونا بالعمالة لكم وليس هذا الموقف الذي نتوقعه منكم نحن الحكام الذين اسسوا احلافاً عسكرية معكم وانشأوا اقوى العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية مع دولكم في الغرب ثم اردف قائلاً ستقوم ثورة في العراق بالتخلص منا والمجيء بحكام وطنيين اكثر منا ولا يتعاونون معكم بالمطلق كما نتعاون نحن وسيؤدي ذلك إلى ضياع مصالحكم التي نرعاها لاننا نؤمن بافكاركم وان التخلي عنا سيؤدي إلى مجيء حكام اخرين تتعرض من خلالهم مصالحكم إلى الخطر.
وسيأتي يوماً اقتل وتسحل جثتي بالشوارع لا لشيء الا انني اتعاون معكم لمصلحة شعبي ولكنكم لا تقدرون مغزى ذلك ثم قال ولولا خشيتي من تقول لناس علي واتهامي بالخوف لكنت غادرت العراق ومعي عائلتي لاعيش اخر ايام عمري في قرية ن قرى اوربا وادون مذكراتي عن ذلك.
هذه النبوءة تحققت وتعرض هذا الرجل السياسي لوطني إلى ذلك وهو الذي قالت عنه يوماً (مس بل) حينما رأته لاول مرة قادماً من الحجاز مع الملك فيصل الاول لاستلام العرش العراقي بعد ان اطالت النظر اليه وقالت كلمتها المشهورة (بعد ذهابه)اما ان نكسب هذا الرجل او نترك العراق.