[rtl]لم يعد العراقيون يتذكرون ذلك اليوم البهيج في حياتهم، والذي اطلقوا عليه لتميّزه اسم يوم الايام، حين اعلن انتهاء الحرب العراقية الايرانية بعد ثماني سنوات من معارك رهيبة تركت وراءها مصائب ومصاعب لا تعد ولا تحصى.[/rtl]
[rtl]وأكد مواطنون عراقيون لـ"إيلاف" أنهم لم يعودوا يستذكرون التاريخ المميز 8/8/1988، الذي احتفل فيه الناس كل بحسب طريقته الخاصة، ونزلوا فيه إلى الشوارع في سابقة عجيبة، وعبروا فيه عن فرحتهم لانتهاء الحرب، مشيرين إلى أنه اختفى من تقويم الذاكرة للتراكمات الأليمة الكثيرة التي مرت على العراقيين خلال 25 عامًا، فيما الاجيال التي لم تعش ساعات ذلك اليوم لم تعرف عنه شيئًا.[/rtl]
[rtl][b style="font-size: 15pt; font-weight: 700;"]انتصار قتلته الحروب[/b][/rtl]
[rtl]وقال اسلام شاكر (25 عامًا) طالب جامعي، إنه لا يعرف شيئًا عن هذا التاريخ، وقال: "لا اعرف معنى هذا اليوم، لأنني ولدت في السنة التي حدث فيها، ولم اسمع احدًا يحدثني عنه، ولم أقرأ شيئًا عنه لا في الدراسة ولا في غيرها، ويبدو أنه يوم ليس لنا نحن جيل ما بعد الحرب العراقية الايرانية".[/rtl]
[rtl]وأشارت ايمان نوري، طالبة جامعية، إلى أن الفرح في هذا اليوم قتلته الحروب الأخرى، فقالت: "يقال إنه يوم فرح عظيم، لأن الحرب مع ايران انتهت، وعاد أبي من جبهة القتال، لكن الحروب التي حدثت في ما بعد قتلت هذه الفرحة، فأصبح هذا اليوم عاديًا، فالارهاب جعلنا ننسى أسعد اوقاتنا واعياد ميلادنا، ولا اعتقد أن ذاكرتي فيها هذا الرقم الجميل، ولا أي شيء يخص يوم الايام".[/rtl]
[rtl]واكد الكاتب هيثم الطيب أنه يوم يشير إلى النظام السابق، وقال: "مرت بعد هذا التاريخ مصائب ونكبات كبيرة على العراقيين جعلتهم ينسون حربًا دموية طويلة ذهب ضحيتها ما يقارب مليون عراقي بين الموت والاعاقة والفقدان، فنسوا الحرب ولم يعودوا يشيرون إلى ايامها التي كان يقدسها النظام البائد ويقيم المناسبات للتذكير بها، واصبح هذا اليوم كباقي الايام، لأن الإشارة اليه إشارة للنظام البائد".[/rtl]
[rtl][b style="font-size: 15pt; font-weight: 700;"]من النصر إلى الهزيمة[/b][/rtl]
[rtl]المواطن فؤاد الحجامي، مدير منظمة مدنية، قال: "8/8 هو العد التنازلي لمرحلة جديدة من النصر إلى الهزيمة لنقع ضحية للاحتلال المنهجي والفكري الذي أدى إلى تمزيق الامة وتناحرها، ويظهر أن العراق وصدام كانا القاسم المشترك لسقيفة الخيمة، حين انهار العمود انهارت الامة وانهار العراق في بحر من الدماء، وانقسمت الامة على نفسها".[/rtl]
[rtl]من جهته، أشار المواطن منصور عبد الناصر إلى أنه يوم فرح موقت، "يشبه إجازة نزول موقتة لجندي من ساحات الحرب، لزيارة بيته وعائلته، ليكتشف أن الحروب الجديدة وصلت إلى باب بيته وقوت يومه، الفرح كان كبيراً ولا يوصف، حتى أنه جعلنا ننسى أن من ابتكروا هذه الحروب المجانية لن يكفوا عن إثارتها مرة أخرى".[/rtl]
[rtl][b style="font-size: 15pt; font-weight: 700;"]ما بعد 2003[/b][/rtl]
[rtl]الكاتب حيدر عاشور العبيدي أشار إلى أن هذا اليوم قد يرحل من ذاكرة الكثيرين من العراقيين، بعد التحولات والاحداث الاصعب، لكنه لا يرحل من ذاكرة المثقف بصورة خاصة، "فاتذكر أن كربلاء كانت تبكي ذكرى فاجعة الحسين وبغداد ترقص على انغام النصر وتحتفل بموت ملايين العراقيين بحرب من غرائب الدنيا، هذا التناقض الدنيوي الذي لم استطع أن انساه أو أجد له جواباً يعني نهاية حرب مدمرة وفرح الناس بها ومن ثم ما حدث بعد 2003 من فواجع".[/rtl]
[rtl]أضاف: "أي حلاوة يشعر بها العراقي حين يستذكر تلك الحرب يدمي قلبه، لأن أثرها في كل بيت عراقي، والطامة الكبرى فرحة العام 2003 التي تحولت إلى دمار ودم باسم الدين والسياسة".[/rtl]
[rtl]إلى ذلك، قال الصحافي والكاتب علي السراي: "بعد عشر سنوات على إسقاط نظام صدام حسين، الذي خاض مع إيران حربًا طوال ثماني سنوات، تمضي الذكرى إلى الأفول والنسيان، ربما لأن قائمة مصائب العراقيين، في الأمن المتردي والأزمات السياسية الخانقة، تجعلهم لا يكترثون لتقويم الحرب الإيرانية، ومع ذلك تبقى تلك الحرب فرصةً لانقسام المجتمع العراقي".[/rtl]
[rtl][b style="font-size: 15pt; font-weight: 700;"]أروع الأيام[/b][/rtl]
[rtl]قال الصحافي والكاتب محمد حبيب مهدي إن الدفاع عن الوطن ضرورة اخلاقية قبل أي شيء، "فمن منا يقدر أن يرى بعينه ما يجري من خراب ويصمت، فللبلاد أو الوطن نفدي الغالي والنفيس، أما يوم 8/8 فهو أروع يوم في تاريخ العراق، فقد كان يوم الخلاص من أسوأ حلم عاشه العراقيون لأمد طويل، في حرب ضروس أكلت رجالاً ونساءً واطفالاً وشيوخاً ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل، أرادت فيها اميركا أن تحرق كل ما يقف ضدها".[/rtl]
[rtl]أما الاديب محمد يونس، فقد أوضح أن المجتمع العراقي لا يستفيد من الماضي، وقال: "الايام السياسية في العراق غريبة الملامح وغير ثابتة وتفقد قيمتها تدريجًا، واحيانًا بفعل سياسي معاكس يهمن على الواقع تبدأ تأخذ وجهات عدة، اغلبها غير ايجابي، حيث البعض من الايام التي كانت باسلة تكون امام سخرية استهزائية تشوهها إلى اقصى حد، واحيانًا أخرى تتلاشى ايام كانت مهابة في الماضي، وهذا اليوم في وقته كان يوم فرح ما له مثيل".[/rtl]
[rtl]أما الصحافي صلاح حسن السيلاوي، فقال إن هذا اليوم اصبح نافذة جديدة على حروب أخرى لم تنتهِ حتى الآن، "فكلنا يعلم أن صدام طاغية دمر بلدنا بسياسته الرعناء مع جيرانه، ومعنا نحن الذين صنع من ايامنا حطبًا لنيران معاركه".[/rtl]
[rtl]ودعا الكاتب والمحلل السياسي عبد الامير المجر إلى الاحتفاء بهذا اليوم باعتباره يومًا للسلام الذي انتظره الشعب ثماني سنوات، كان شبح الموت خلالها يخيم على الجميع، الجندي في الجبهة والاهل في البيت والناس في كل مكان، فللحرب قانونها الذي لا يحترم كل قيم الحياة.[/rtl]
[rtl]وأوضح أن هذا اليوم دخل في لعبة التجاذب السياسي لما ينطوي عليه من رمزية تتصل بالموقف من النظام السياسي السابق، ومن هنا فالنظرة إلى ذلك اليوم يجب أن تكون للاحتفاء بالحياة والسلام، وأن نستذكر ذلك اليوم، نحن والايرانيين، باعتباره يومًا لانتصار ارادة السلام على الحرب، بعيدًا عن التوظيف السياسي غير المجدي.[/rtl]