الطوباويّ يوحنّا بولس الثاني (1920-2005)، بابا روما الرسالة العامّة: "الإفخارستيّا حياة الكنيسة (Ecclesia de Eucharistia) الأعداد 3-5 " وأَخَذَ الأَرغِفَةَ الخَمسَةَ... وباركَ وكسَرَ وناوَلَها تَلاميذَه"
وُلِدت الكنيسة من سرّ الفصح. لذا، تحتلّ الإفخارستيّا، وهي سرّ فصحي بكلّ معنى الكلمة، مركزًا مرموقًا في قلب الحياة الكنسيّة ونرى ذلك جيّداً منذ الأوصاف الأولى عن الكنيسة التي يعطينا إيّاها سفر أعمال الرسل: " وكانوا يُواظِبونَ على تَعليمِ الرُّسُل والمُشاركة وكَسْرِ الخُبزِ والصَّلَوات" (أع 2: 42). الإفخارستيا يعبَّر عنها بـ "كسر الخبز". بعد ألفي سنة، ما زلنا نحقّق هذه الصورة الأولى للكنيسة. وفيما نكمّل ذلك بالاحتفال بالإفخارستيا، نتطلّع بأعين النفس إلى الثلاثيّة الفصحية، إلى ما تمَّ مساء يوم الخميس المقدّس، في أثناء العشاء الأخير وما بعده... كان النزاع في جتسماني مدخلاً للنزاع على الصليب يوم الجمعة العظيمة. الساعة المقدسة، ساعة فداء العالم. عندما يُحتفل بالإفخارستيّا بالقرب من قبر يسوع في أورشليم، نعود بشكل شبه ملموس إلى "ساعته"، وساعة الصليب والتمجيد. كلُّ كاهن يحتفل بالقداس يعود بالفكر إلى ذلك المكان وإلى تلك الساعة، تصحبه في الوقت عينه الجماعةُ المسيحيةُ التي تشارك في القدّاس..."هذا سرّ الإيمان!” عندما يلفظ الكاهن أو يرتّل هاتين الكلمتين، يُنشد المؤمنون قائلين: "إنّا نُعلن موتك، أيها الربُّ يسوع، ونمجدّ قيامتك، وننتظر مجيئك في المجد". بهذه الكلمات، أو بغيرها شبيه بها، تشير الكنيسة إلى المسيح في سرّ آلامه، وتعلن أيضاً سرّها الخاصّ: أن الكنيسة تنبع من الإفخارستيا. إذا كنّا نعتقد أن الكنيسة ولدت بموهبة الروح القدس يوم العنصرة وانطلقت في مسيرتها إلى العالم، فمن المؤكّد أن تأسيس الإفخارستيّا في العليّة يشكّل برهةً حاسمةً في تكوينها. أساسُها ومنشأُها هما الثلاثيّة الفصحيّة كلُّها؛ وكأنّ الثلاثية محتواةً ومسبَّقةً ومركّزة إلى الأبد في هبة الإفخارستيّا. ففيها أوكل الرّب يسوع المسيح إلى الكنيسة التأوين المستديم للسرّ الفصحيّ.
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/الاثنين 05 آب/أغسطس 2013