إسحَق النجمة (؟ - نحو 1171)، راهب سِستِرسيانيّ العظة 35، الثالثة للأحد الثاني من زمن الصوم "لَم أُرسَلْ إِلاَّ إِلى الخِرافِ الضَّالَّةِ مِن آلِ إِسرائيل"
قال الربّ: "«لَم أُرسَلْ إِلاَّ إِلى الخِرافِ الضَّالَّةِ مِن آلِ إِسرائيل". يمكننا أن نقول ذلك بإيجاز...: لقد أُرسل إلى مَن وُعد به. "فمَواعِدُ اللهِ قد وُجِّهَت إِلى إِبراهيمَ وإلى نَسْلِه" (غل3: 16). إنّ الوعد الذي قطعه الربّ في الزمن أُنجز في وقته، ولليهود من قبل اليهود، حسب ما كُتب: "لِأَنَّ الخَلاصَ يَأتي مِنَ اليَهود" (يو4: 22). لهم أُرسِل الرّب يسوع المسيح المولود بالجسد في نهاية الأزمنة؛ فقد وُعدوا به منذ بداية الزمن، هو المُهيّأ مسبقًا قبل الأزمنة كلّها. مُهيّأ مسبقًا لليهود وللوثنيّين، ومولود من اليهود وحدهم بدون وسيط بالجسد، فقد قُدِّم عند ولادته حسب الجسد للذين وُعدوا به...لكن اسم "إسرائيل" يعني "الإنسان الذي يرى الله": لذا، ينطبق هذا الاسم عن حقّ على كلّ روح مدركة. يمكننا أن نفهم من ذلك أنّ "آل إسرائيل" يشمل أيضًا الملائكة، أي الأرواح المهيّأة مسبقًا لرؤية الله... في حين أنّ هذه الخراف التسعة والتسعين... على جبل رؤية وابتهاج الراعي، أي كلمة الله، تتنقّل وترقد بلا خوف في "المراعي النضيرة" (مز23(22): 2)، نزل الراعي الصالح من لدن الآب، حين حان "وقت الرأفة" (مز102(101): 14). أُرسل برأفة في الزمن، هو الموعود به منذ الأزل؛ جاء يبحث عن الخروف الضال الوحيد (لو15: 4).إذًا، أُرسل الراعي الصالح "ليبحَث عنِ الضالَّةِ ويَرُدُّ الشارِدَةَ ويَجبُرُ المَكْسورَةَ ويُقَوِّي الضَّعيفَةَ" (حز34: 16). ما كان مكسورًا وضعيفًا هو الإرادة الحرّة للإنسان. فعندما حاول الإنسان في السابق أن يرتفع عن ذاته، سقط؛ وفي غياب القوّة المطلوبة لحماية نفسه، انسحق وتحطّم...، عاجزًا تمامًا عن النهوض. ورغم قيام المسيح بتقويته وبمواساته...، لم يستعد حيويّته الكاملة بسبب عدم تواجده بين الخراف التسعة والتسعين في المراعي الخصيبة؛ لذا، حمله الراعي بين ذراعيه: "يَرْعى قَطيعَه كالرَّاعي يَجمَعُ الحُمْلانَ بِذِراعِه ويَحمِلُها في حِضنِه ويَسوقُ المُرضِعاتِ رُوَيداً" (إش40: 11).
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/الأربعاء 07 آب/أغسطس 2013