انتقال مريم عربون انتقالنا الى الابدية

عيد انتقال العذراء الى السماء

انتقال مريم عربون انتقالنا الى الابدية

تحتفل اليوم الكنيسة بنتائج حدث الخلاص. نحن نؤمن ان المسيح قام من بين الاموات وحدث قيامته هو مركز كل ارادة الله الخلاصية. اذا كان ما جرى للمسيح هو الحقيقة, فان هذه الحقيقة تشمل بفعلها كل ما يدور حولها. المسيح مات وقام بجسد اخذه من مريم العذراء وهذا الجسد لم يفنى, ولكن اصبح ممجدا في السماء مع الله. هذا الجسد الذي اخذه ابن الله باتحاده به رفع الى مقام اسمى, ليصبح مكانا يتجلى فيه الله بالتمام. ان الانسانية بيسوع المسيح اكتمل معناها. انها انسانية الشراكة وعيش العلاقة الحقيقية مع الاخر. اذا كان المسيح قد جسد لنا الانسانية الحقيقية فبالتاكيد بجسده الممجد يستمر بعلاقته مع الاخرين واولهم والدته. اليس المسيح هو صاحب الوصية التي توصي باكرام الوالدين, كونه متحد مع الله بارادة واحدة؟. الا يكرم المسيح والدته وهو في السماء؟. يقول ربنا: " مَن أَرادَ أَن يَخدُمَني، فَلْيَتْبَعْني وحَيثُ أَكونُ أَنا يَكونُ خادِمي ومَن خَدَمَني أَكرَمَهُ أَبي" ( يوحنا 11: 26). مريم ارادها الله اما لابنه وهي اعلنت استعدادها لتكون خادمة للرب: " أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ" ( لوقا 1: 38). ان كون مريم في السماء هو تاكيد لمعطيات الوحي الالهي. مريم انتقلت الى السماء لانها اصبحت جزاءا من حقيقة ابنها. نحن نؤمن بأن يسوع المسيح هو اله حق وانسان حق, والانسان الحقيقي هو انسان العلاقة. يسوع ليس انسانا خاليا من مشاعر البنوة تجاه امه, ولا يوجد انسان حقيقي يتخلى عن امه. مريم هي مع ابنها. هذا هو اساس العقيدة التي نحتفل بها, اي عقيدة انتقال مريم العذراء الى السماء. ولكن الوجه الاخر لهذه العقيدة هو ان الخلاص هو بيسوع المسيح القائم وهذا الخلاص له مفعوله الواقعي ونتائجه للبشر. المسيح قام من بين الاموات لانه ابن الله الذي لم يسمح بأن يفنى جسد ابنه, ولكن ايضا هذا الخلاص لا يمكن ان يكون خلاصا ما لم تكن له نتائج واقعية للبشر: ابن الله صار انسانا لاجل الانسان لا لاجل ذاته. انتقال العذراء الى السماء هو شهادة على امكانية نيلنا المصير الذي الت اليه مريم. نحن المؤمنين نشكل الكنيسة التي هي جسد المسيح. حيث يكون المسيح سيكون جسده ايضا, ولكن هذا يكون متى ما الكنيسة تعكس بالذات في حياتها حياة مريم, اي ان تكون امام وخادمة للرب. انتقال مريم العذراء الى السماء هو حدث يبعث فينا الوعي برسالتنا التي

تصبح ذو معنى عندما تنظر الى الاواخر, الى تلك النهاية الابدية. انتقال العذراء هو مناسبة رجاء لنا, بالرغم من الموت هناك الحياة الابدية.
الاب بولس ثابت ـ عن موقع كرمليس 4 يو

كلّ مــن يُؤمــن بأنّ أمنــا العــذراء هي الآن في السّــماء الى جوار آبنها ربنا يسوع المسيح ؛
مـن المؤكّــد سيفوز بالحيــاة الأبديّـــة !
ولكن هذا الإيمــان مرتبط بالتّضحيـة من أجل الإيمـــان !
وليس كلّ من يقول : ياربّ يارب ؛ يدخل ملكوت الله !
شكراخي العزيز شماشا يوسف حودي للموضوع الرّوحاتني الممتاز !
ربنا يسوع يبارك خدمتكـــم آميـــن .