مسلسل الرعب العراقي بين "الطوارئ" و"اللعب السياسي"

مسلسل الرعب العراقي بين "الطوارئ" و"اللعب السياسي"
يراود كل عراقي خوف دائم من غفلة الإنفجارات التي ينفذها تنظيم القاعدة في وقت استبعدت فيه الحكومة العراقية اللجوء إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد عبغداد – نازك محمد خضير

وكشفت قائمة أياد علاوي التي تمثل المكون السني، عن توجهات من الإئتلاف الشيعي الحاكم لتأجيل الإنتخابات البرلمانية العام المقبل ، في الوقت الذي يخطط فيه البرلمان استضافة القادة الأمنيين قريباً.

وحرّك الانتشار الأمني في شوارع العاصمة العراقية وعدد من المحافظات  بعد الإنهيارات والخروقات التي تضرب البلاد إضافة إلى هروب السجناء، هاجس العمل بقانون الطوارئ في الشارع العراقي وسط تلميحات الساسة والمحللين بذلك، والذي بموجبه يفرض حظر التجول، وتغلق  الطرق البرية والملاحة البحرية والمجال الجوي، مع قيود على عقد الاجتماعات العامة، ومراقبة الاتصالات الإلكترونية وغيرها من أشكال الاتصالات، وسلطات واسعة لتفتيش الأماكن واعتقال المشتبه فيهم.

وأناط الدستور العراقي الدائم في المادة (58) الموافقة على إعلان حالة الطوارئ بمجلس النواب أيضاً واقتصرت المدة الزمنية لحالة الطواريء على ثلاثين يوماً قابلة للتمديد، وبموافقةٍ عليها في كل مرة، وحول ذلك استبعد الإئتلاف العراقي الحاكم اللجوء إلى إعلان حالة الطوارئ بسبب حاجته إلى موافقة ثلثي نواب البرلمان ويستحيل ذلك بسبب الخلافات السياسية القائمة بين الكتل.

وقال محمد العكيلي عضو البرلمان عن إئتلاف دولة القانون الذي يترأسه نوري المالكي ، لـ"أنباء موسكو" ، إن "إعلان العمل بقانون الطوارئ خيار لا تفكر به الحكومة ،لا سيما وأن العمل به يتطلب موافقة ثلثي نواب البرلمان وفي ظل الخلافات بين الكتل لن تتم الموافقة عليه".

واتهم العكيلي " الخط السعودي القطري والحواضن السياسية بدعم الإرهاب في العراق ، من أجل إرباك العملية السياسية وزعزمة الأمن في البلاد".

وتنص المادة الأولى من قانون الدفاع عن السلامة الوطنية رقم (1) لسنة 2004  على التالي: "لرئيس الوزراء، بعد موافقة هيئة الرئاسة بالأجماع، إعلان حالة الطوارئ في أي منطقة من العراق، عند تعرض الشعب العراقي لخطر حال جسيم يهدد الأفراد في حياتهم، وناشئ من حملة مستمرة للعنف، من أي عدد من الأشخاص لمنع تشكيل حكومة واسعة التمثيل في العراق أو تعطيل المشاركة السياسية السلمية لكل العراقيين أو أي غرض آخر".

وحول تردي الأمن المتفاقم في البلاد  يعتزم مجلس النواب إستدعاء كبار القادة الأمنيين قريباً ، مع تكهنات بعد حضورهم كما جرى في الدعوات السابقة.

وفي هذا الصدد قال حسن جهاد عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية ، عن التحالف الكردستاني، لـ"أنباء موسكو"، إن قرار إستضافة القادة الأمنيين لم يدخل الجانب الرسمي حتى الآن ، لكن كما يعرف أنهم لم يلبوا الدعوات السابقة التي وجهتم لهم في السابق لدى كل إنهيار أمني"، ذاكراً ، قبل العيد وجهنا دعوة لقيادة عمليات بغداد وديالى ولم يحضراً".

وأثبت استمرار التفجيرات رغم الخطط الأمنية الجديدة التي تعلن عنها القوات المسلحة والإعتقالات المكثفة والإنتشار العسكري في شوارع المدن ، أثبت فشل الأجهزة الأمنية واختراق التنظيمات الإرهابية لها .. حسب تصريحات القائمة العراقية التي يتزعمها أياد علاوي، ممثلة المكون السني في البلاد.

وقال خالد العلواني النائب عن إئتلاف العراقية ، لـ"أنباء موسكو" ، إن دليل فشل الأجهزة  هو انهيار الملف الأمني تدريجيا ، إضافة إلى أن عدم تسوية الوزراء الأمنيين ، مع تواجد مسؤولين فاسدين وعدم محاسبة المقصرين ، الاجهزة الامنية والاستخبارية غير قادرة على حماية أمن المواطن".

وكشف العلواني أن هناك توجهات من إئتلاف دولة القانون "الحاكم" ، لتأجيل الإنتخابات ، بذريعة أن الوضع الامني غير جيد ولابد من التأجيل".

يلفت إلى أن الحكومة العراقية أجلت إنتخابات مجالس محافظتي الأنبار ونينوى من 21 من شهر نيسان / أبريل الماضي ، إلى حزيران/ يونيو للعام الجاري بحجة أن الوضع الأمني للمحافظتين لايسمح بذلك في الوقت الذي كانت تشهدا تظاهرات منددة بسياسة الحكومة.

وألمح النائب إلى أن الأجهزة الامنية مخترقة من قبل الإرهاب.

وعلى الصعيد نفسه، كان تعليق السفير الاميركي السابق في بغداد كريستوفر هيل ، هو أن "السعودية تمثل التحدي الأكبر والمشكلة المعقدة بالنسبة إلى الساسة العراقيين، مؤكداً تمولها لهجمات القاعدة" في العراق بحسب ما نقلته مصادر مخابراتية.

ولفت هيل  حسب برقيات سرية بعثها إلى وزارة الخارجية الأميركية ، نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية في مطلع الشهر الجاري، إلى أن "السعوديين ينظرون إلى العراق وكأنه كحاجز يسيطر عليه السنة ضد الانتشار الشيعي والنفوذ السياسي الإيراني".

وتصاعدت موجة العنف في العراق بداية العام الحالي وحتى اليوم ، أما أعداد القتلى والجرحى فباتت مجهولة بسبب التضاربات بين الجهات الرسمية ، إلا أن الشارع يحصي الآلاف الأرواح التي تقع كل يوم على صدى تفجير سيارة أو عبوة ناسفة لا تعترف بالطائفة.لى خلفية هذه الإنهيارات الأمنية الأخيرة.