╬ مُعجــزات القدّيـس " مار إيث آلاهــــا " شفيع نوهــدرا ╬

عجائب ومعجزات مار ايث الاها ... شفيع نوهدرا !
بقلم : المحامـــــي افرام فضيل البهرو / دهــــوك /
جميعنا نعرف أن مار ايث الاها النوهدي هو شفيع مسيحيي دهوك ....
ولكننا قد لا نعرف معلومات اخرى مهمة عن هذا الطوباوي ... وعن ديره ومعجزاته.
عندما أقدمت على تأليف كتاب عن مار ايث الاها النوهدري , تمكنت من الحصول على بعض المعلومات عنه ,
ورغم كونها قليلة , إلا أنها ذات قيمة عالية ومهمة جدا , وذكرتها في كتابي والذي كان بعنوان (( مار ايث الاها النوهدري ))
والذي صدر عام 2000 , وفي هذا المقال سأكتفي بذكر بعض المعلومات البسيطة والموجزة .
تؤكد المصادر التاريخية بان الشهيد ايث الاها او (( مردالا )) كما يسمونه البرويون والاثوريون ,
بانه ولد نحو سنة 315 ميلادية في منطقة( نوهدرا ) او (معلثايي)( مالطايي ) ,
وكان شماسا وتلميذا لمدرسة شهيرة في نوهدرا .
وتصفه المصادر التاريخية , بأنه كان ( ... طلق اللسان , شديد اللهجة , مضطرما بمحبة الله ....)
وخلال زمن شابور الثاني ملك الفرس بدا الاضطهاد الأربعيني ضد المسيحيين , ففي عام 376 القي القبض على
مجموعة من المؤمنين وتم تعذيبهم لكي ينكروا وجود الله .. وكان ايث الاها من ضمنهم حيث كان يرفض طلبهم
ويصرخ باعلى صوته (( ايث الاها )) أي الله موجود , ثم صدر عليه الحكم بالموت رجما بالحجارة ,
وتم رجمه على تلّـــة خارج قصبة دهوك .
وتؤكد الكتب التاريخية بان ديرا ومدرسة أنشأت في الموضع الذي استشهد فيه الطوباوي ايث الاها ,
وهو نفس المكان الذي بنيت عليه كاتدرائية مار ايث الاها النوهدري ,
والتي تتصدر صورتها واجهة هذا المنتدى .. (منتدى بروايا ).
معجزات مار ايث الاها ؛_
ان اهالي دهوك ... وعلى مر السنين تناقلوا لنا حوادث غريبة واعتبروها من معجزات شفيعهم ,
وهم يتباهون ويفتخرون بها , كما يحتفظون بها في ذاكرتهم جيلا بعد اخر وذلك لشدة تعلقهم بشفيعهم الامين ,
وهنا سنذكر بعض هذه المعجزات , حيث من الصعب ذكرها جميعا .
1 . نمو شجرة آس في موضع الرجم:_ يذكر لنا كتاب شهداء المشرق بان
( .. في الايام التي تلت استشهاد مار ايث الاها , جرت أعجوبة باهرة في موضع رجمه ,
فقد نمت شجرة آس نموا سريعا , وأصبحت مصدر بركات لسكان المنطقة من المؤمنين مدة خمس سنوات ,
وبعد ذلك دفع الحسد قوما فاستأصلوها ...) وهذه تعتبر أول أعجوبة حصلت وذكرت في الكتب .
2 . حادثة علي كنجو : وهذه المعجزة بالذات يتناقلها أهالي دهوك لقناعتهم التامة بحدوثها ... وتتلخص كما يلي :
_علي كنجو .. كان من الكورد المسلمين ويسكن دهوك , ويقال ان هذه الحادثة وقعت في العشرينيات من القرن الماضي ...
حيث كان علي كنجو يرعى الغنم قرب مزار ايث الاها , وعندما أراد ان يقضي حاجته ,
لجأ الى داخل مزار ايث الاها ( رغم معرفته المسبقة بانه محل عبادة مقدس )
وهناك قضى حاجته (( تغوط )) ولم يقدر مدى سوء تصرفه هذا وفي تلك اللحظة فقد بصره واخذ يصرخ ويستنجد مذعورا ...
وبعد أن استوضح منه الأمر ..اقتيد الى كنيسة الكلدان فأرشده الكاهن الى ان علاجه
يكمن بالاعتذار من الشفيع ايث الاها وذلك بتنظيف المكان ..
وفعلا قام بذلك ونظف المكان ...عندئذ عاد بصره اليه وفتحت عيناه ..
ومن شدة فرحه بذلك اعلن على الملاْ والحاضرين , بانه سيقدم كل سنة افضل كبش لديه اكراما للقديس ونذرا للفقراء ,
ولهذا يعتقد البعض بان تسميته لدى كورد المنطقة جاءت من اسم (( به رانه ) أي الكبش ويسمونه
(( ديرا به راني )) نسبة الى الكبش الذي نذره على كنجو .
3 . حاثة المسافر الذي حل ضيفا على الدير :_ وقد سمعت هذه الحادثة من عدة مصادر وتتلخص بانه في احد الايام ..
حضر احد المسافرين الغرباء الى كنيسة الكلدان بدهوك وروى لهم ما حدث له من امر غريب في الليلة الماضية قائلا:_
( .... عندما وصلت اطراف مدينة دهوك قادما من مكان بعيد , ولكون الوقت مساءا والظلام بدأ يخيم على المدينة ,
قررت ان ابات ليلتي هذه في كوخ لمحته على جانب الطريق المؤدي الى دهوك ,
عندئذ ترجلت عن دابتي (( حماري )) وبعد ان ربطتها قرب الباب ,دخلت الكوخ لأخذ قسطا من الراحة ,
وبعد لحظات دخل علىً شيخ وقور يرتدي ملابس بيضاء ببياض لحيته , والنور يشع من وجهه ,
فارتبكت من الخوف , ولكنه تقدم نحوي بهدوء وجلس بالقرب مني وسألني عن ان كنت محتاجا الى أي خدمة ,
فأخبرته باني احتاج الى بعض الخبز , وبفس اللحظة مد يده نحوي وناولني رغيفين من الخبز , ثم سألني :
وماذا تريد بعد ؟؟ فقلت له : اخشى ان التبغ الذي بحوزتي قد لا يكفيني لهذه الليلة ,
فطلب منى ان افتح كيس التبغ العائد لى , وعندما فتحته , غرف( ملأ ) بكفيه من تراب الغرفة وافرغهما في الكيس ,
ولم أتجاسر ان امنعه , وانا اعض على شفتي وأقول مع نفسي :
ليتني لم اطلب منه هذا , لانه افسد حتى ما تبقى لي من التبغ , وقبل ان يغادر ,
طلب منى ان اربط دابتي بعيدا عن الكوخ , ثم اختفى ...
ولم اعرف من هو هذا الرجل ,, وان لم تصدقوا كلامي ,
فهذا هو الخبز وهذا هو التبغ اللذين زودني بهما ... ولكني اسألكم : بالله عليكم ..
من يكون هذا الشخص ؟
فقالوا له : ( انه الشهيد مار ايث الاها ... وهو شفيع المدينة ....)
فاندهش المسافر من هذا الامر الغريب وانصرف .
4 . شفاء المرأة المصابة بالهستيرية :_ وارتأيت ذكر هذه الحادثة لان الشخص الذي رواها ..
كان حاضر وقائعها وتفاصيلها ويحدد تاريخ حدوثها بحدود سنة 1939 حيث رواها قائلا :_
كنت برفقة مجموعة من أصدقائي الصبية نلعب في المحلة قرب كنيسة الكلدان ,
عندما حضر احد الأشخاص المسيحيين من احدى القرى القريبة من دهوك ,
وبصحبته امراة تبلغ من العمر حوالي أربعين سنة , وهي مقيدة اليدين وتدل ملامح وجهها بأنها غير طبيعية ,
ثم علمنا منه بأنها ومنذ فترة مصابة بحالة من الجنون او الهستيريا وطلب منا ان نرشده ونرافقه الى دير مار ايث الاها ,
لربما يكون شفاؤها على يديه , ورغم خوفنا من المرأة إلا أننا أبدينا استعدادنا لمرافقته ,
وعندما وصلنا قرب الدير ارادت ان تهجم على اثنين من أصدقائنا الا انهما فرا هاربين وكانت ستلحق بهما ,
لو لا ان الرجل الذي كان معها امسك بها ومنعها ....
ثم ادخلها الدير واقتادها امام المذبح وكانت يداها ما زالتا مقيدتين ,
ثم أشعلنا شمعتين على المذبح وتركناها تبات ليلتها في الدير ,
بعد ان أغلقنا الباب عليها بإحكام , وفي صباح اليوم التالي ,
ذهبنا مع الرجل الى الدير وعندما فتحنا الباب دخل الرجل , اما نحن كنا خائفين مذعورين ,
نمد برؤؤسنا من الباب دون ان ندخل , وكان الهدوء يسود الدير ,
ودفعنا الفضول الى الدخول لمعرفة ما آلت اليه حالة هذه المسكينة ,
وتقدم الرجل نحوها ورأيناها راكعة بكل هدوء وخشوع تصلي ويداها محررتان من القيود ,
ولم تلتفت إلينا الا بعد ان أنهت صلاتها , ثم نهضت بهدوء وتوجهت نحو المذبح وسجدت وقبلت المذبح ...
ثم هامت بالخروج من الدير وهي هادئة تماما و تنظر الينا وابتسامة رقيقة مرسومة على وجهها ...
وقالت لنا ( قيدمتوخون برختا ) أي صباح الخير ...
اما نحن فكنا مندهشين مذهولين وفرحين لهذا الموقف ,
اولا لان المرأة شفيت من علّـتها ,
وثانيا لان شفاؤها كان على يد شفيعنا الطوباوي ايث الاها .
وهناك معجزات وعجائب اخرى كثيرة حصلت بشفاعة هذا القديس ...
ذكرتها في كتابي , يصعب ذكرها جميعا في هذا المقال .