المجمع الفاتيكانيّ الثاني دستور عقائدي في الكنيسة: "نور الأم" (Lumen gentium)، الفقرات 31-33 "إنَّ المَسيحَ يَتأَلَّمُ ويقومُ مِن بَينِ الأَمواتِ في اليَومِ الثَّالِث... وأَنتُم شُهودٌ على هذه الأُمور"
يعودُ إلى العلمانيّين بفضلِ دعوتهم الذاتيّة أن يطلبوا ملكوتَ الله، بينما يتعاطونَ الأشياءَ الزمنيّة ويوجِّهونها وفقًا لإرادة الله. إنَّهم يعيشون وسط العالم أي يقومون بجميعِ أعمالِهِ، والواجباتِ المختلفةِ على أنواعها، في الظروف العاديّة للحياةِ العائليّةِ والاجتماعيّةِ وكأنّها تنسج حياتهم. فإلى هذا يدعوهم الله ليَعمَلوا كالخميرِ على تقديس العالم من الداخل، وذلك بقيامِهم بوظائفهم الخاصّةِ بوحي روح الإنجيل، ولكي يُظهروا المسيح للآخرين بشهادةِ سيرتهم قبلَ كلِّ شيء وما يشعُّ فيهم من إيمانٍ ورجاءٍ ومحبّة. وإليهم يعودُ بنوعٍ خاص أن يُنيروا كلَّ الأمور الزمنيّة ويوجِّهوها، هذه الأمور التي هُم بها مرتبطون ارتباطًا وثيقًا بنوعِ أنّها تتمُّ وتزدهرُ دومًا كما يُريد المسيح وتكون لمجدِ الخالق والفادي.
إنَّ رسالةَ العلمانيّين هي اشتراك في رسالةِ الكنيسة الخلاصيّة بالذات. فالربُّ عينه انتدبهم كلّهم إلى هذه الرسالة بالعماد والتثبيت. فبالأسرار، لا سيّما بالإفخارستيا المقدّسة تُمنح وتتغذّى هذه المحبّة نحو الله والإنسان، تلك المحبّة التي هي روح كلِّ رسالة. والعلمانيّون هم مدعوّون بصورةٍ خاصّةٍ إلى أن يجعلوا الكنيسةَ حاضرةً وفعّالة في تلك الأماكن والظروف التي لا يمكنها إلاّ بواسطتهم أن تكون ملح الأرض (متى5: 13). وهكذا إنّ كلّ علمانيّ، بقوّةِ النِّعَم التي أعطيها، شاهدٌ وفي الوقت عينه أداةٌ حيّة لرسالةِ الكنيسة بالذات "على مقدار موهبة المسيح" (أف4: 7).
إذًا، على كلّ العلمانيّين يقع العبء الشريف في العمل المستمر على أن يصل التدبير الخلاص الإلهي إلى كلِّ الناس في كلّ زمانٍ ومكانٍ يومًا بعد يوم. وبالتالي يجب أن تُفتحَ الطريقُ فسيحةً أمامهم من كلّ الجهات حتّى يتمكّنوا من أن يشتركوا باجتهادهم أيضًا على قدر قواهم وحسب حاجات العصر في عمل الكنيسة الخلاصي.
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/ السبت 31 آب/أغسطس 2013