غادر فريق التحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية التابع للأمم المتحدة دمشق بعد انتهاء مهمته في التحقق من استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا. وكان متحدث باسم الأمم المتحدة قال إن تحليل العينات التي جمعها المبعوثون قد يستغرق أسابيع.
طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة بتقديم أدلة على استخدام سوريا اسلحة كيميائية.
موضوعات ذات صلةسورياوقال "فيما يتعلق بموقف زملائنا الامريكيين، الذين يؤكدون أن القوات الحكومية (السورية) استخدمت اسلحة كيميائية، ويقولون إن لديهم الدليل على ذلك، ليطرحوا هذه الادلة على مفتشي الامم المتحدة ومجلس الأمن. فاذا لم يفعلوا، يعني ذلك ان لا أدلة على الاطلاق."
ونفى الرئيس بوتين السبت ان تكون دمشق قد استخدمت هذه الاسلحة ضد شعبها، وقال "إن قوات الحكومة السورية تحقق تقدما في القتال، وهي تحاصر قوات المعارضة في اكثر من موقع. في حالة كهذه، من السخف تصديق ان تمنح الحكومة العذر لاولئك الذين يطالبون بتدخل عسكري خارجي."
واضاف انه سيكون من "المحزن جدا" ان تشن الولايات المتحدة هجوما على سوريا.
وقال الرئيس الروسي إنه تفاجأ برفض مجلس العموم البريطاني مشاركة البلاد في عمل عسكري موجه ضد سوريا، مضيفا أنه لم يكن يتوقع نتيجة التصويت في المجلس.
وقال "هذا يثبت أن في بريطانيا - رغم كونها حليفة الولايات المتحدة الجيوسياسية الأهم في العالم - أناس تسيرهم مصالح بلادهم والعقلانية، أناس يقيمون عاليا سيادتهم."
في غضون ذلك، أظهر استطلاع للرأي اجري في فرنسا أن 64 بالمئة من الفرنسيين يعارضون استخدام القوة العسكرية ضد سوريا.
اجتماعويعقد وزراء الخارجية العرب الاحد اجتماعا في القاهرة لبحث تطورات الأزمة في سوريا.
وقال مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي السبت إن موعد الاجتماع الاعتيادي الذي كان مقررا يوم الثلاثاء قد قدم "في ضوء التطورات المتسارعة في الشأن السوري وبناء على رغبة عدد من الدول العربية."
المفتشونوكان فريق التفتيش الأممي الذي كان يحقق في استخدام سوريا المزعوم أسلحة كيميائية قد غادر دمشق في وقت سابق متوجها الى لبنان. ووصل الفريق في وقت لاحق الى مطار بيروت الدولي.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن فريق خبراء الأسلحة الكيميائية انتهى من جمع العينات والأدلة فيما يتعلق بهجوم كيميائي مزعوم أدى إلى مقتل مئات الأشخاص في منقطة الغوطة قرب دمشق.
وقالت الامم المتحدة يوم الجمعة إن تحليل العينات التي جمعها المبعوثون قد يستغرق اسبوعين على الأقل.
وعبر الفريق الى الاراضي اللبنانية بعد ساعات فقط من تصريح الرئيس الامريكي باراك اوباما بأنه يدرس امكانية توجيه "ضربة محدودة" الى سوريا.
وأضاف اوباما أنه لم يتخذ بعد "قرارا نهائيا" بشأن سوريا، لكنه تحدث عن عملية امريكية "محدودة لمعاقبة النظام السوري".
الى ذلك، نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول أمني سوري لم يشأ الافصاح عن هويته قوله إن سوريا تتوقع هجوما عسكريا "في أي لحظة."
مسؤول أمني سوري"نتوقع هجوما في أي لحظة" وقال "نتوقع هجوما في أي لحظة، ونحن مستعدون للرد في أي لحظة."
"تلفيق"وكان وزير الخارجية الامريكي جون كيري قد اتهم يوم امس الحكومة السورية باستخدام اسلحة كيميائية لقتل 1429 شخصا بينهم 426 طفلا.
ولكن سوريا اتهمت الامريكيين بتلفيق الأدلة من أجل تبرير الهجوم العسكري عليها ورفضت تقرير الاستخبارات الأمريكية الذي ينسب إليها الهجوم الكيميائي الذي وقع في ريف دمشق الاسبوع الماضي.
وقالت سوريا إن هذا التقرير "مليء بالأكاذيب".
وقالت الخارجية السورية في بيان إن "ما قالت الإدارة الأمريكية إنها أدلة قاطعة .. انما هي روايات قديمة نشرها الارهابيون منذ اكثر من أسبوع بكل ما تحمل من فبركة وكذب وتلفيق".
وأكدت أن "كل نقاط الاتهام للحكومة السورية هو كذب وعار عن الصحة".
وكانت الحكومة الأمريكية قد نشرت الجمعة، تقييماً تعلن فيه ثقتها الكبيرة بأن النظام السوري استخدم أسلحة كيمائية.
وأفاد البيت الأبيض في تقييم من 4 صفحات، أن حكومة الولايات المتحدة تقيّم بثقة عالية أن الحكومة السورية نفذت هجوماً بأسلحة كيماوية في 21 أغسطس/ آب في ضواحي دمشق، وبأن عنصراً يؤثر على الأعصاب استخدم في الهجوم.
وقد رفضت روسيا الموقف الأمريكي وقالت إن التهديد الذي أطلقته واشنطن باستخدام القوة ضد الحكومة السورية غير مقبول.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الروسية أن أي عمل عسكري من جانب واحد سيكون بمثابة انتهاك مباشر للقانون الدولي، وسيقوض فرص التوصل الى حل سياسي للصراع في سورية.
المفتشون في طريقهم إلى خارج سوريا
وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم رفض بلاده لأي تقرير جزئي يصدر عن الأمانة العامة للأمم المتحدة قبل إنجاز بعثة المفتشين لمهامها والوقوف على نتائج التحاليل المخبرية للعينات التي جرى جمعها من قبل البعثة والتحقيق في المواقع التي تعرض فيها الجنود السوريون للغازات السامة والتي طلبت الحكومة السورية من الأمين العام التحقيق فيها.
جاء ذلك في اتصال هاتفي بين المعلم والأمين العام للأمم المتحدة كما أفادت وكالة الأنباء السورية سانا.
عقبةويقول مراسل بي بي سي في بيروت كيفن كونولي إن مغادرة فريق التفتيش ازالت عقبتين، عملية وسياسية، امام الخطط الامريكية لتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري.
ويقول مراسلنا إن وجود المفتشين في سوريا كان قد يعرض حياتهم للخطر في حال قيام الولايات المتحدة بتنفيذ عمل عسكري، كما كان من شأنه اظهار هذا العمل على انه سابق لاوانه ما دام المفتشون لم ينتهوا من عملهم.
"واجب"وقال الرئيس الامريكي مساء الجمعة إن الهجوم الكيميائي المزعوم الذي وقع في الحادي والعشرين من هذا الشهر يعتبر "تحديا للعالم" وانه يهدد "الامن القومي الامريكي."
وقال "لا يمكننا القبول بعالم يقتل فيه النسوة والاطفال بالغاز السام باعداد كبيرة، فعلى العالم يقع واجب ضمان مواصلة الالتزام بحظر استخدام الاسلحة الكيميائية."
ولكن اوباما اكد من جانب آخر على أن واشنطن تدرس امكانية "توجيه ضربة محدودة وضيقة" لسوريا، وطمأن مستمعيه الى انه لا يفكر في ارسال قوات برية الى سوريا او خوض حملة طويلة الامد فيها.
وأدلى الرئيس الامريكي بتعليقاته بعد وقت قصير من اعلان وزير خارجيته جون كيري تقريرا استخباريا وصفه بالسري حول الهجوم المزعوم الذي وقع في غوطة دمشق.
ومن بين الاستنتاجات التي توصل اليها التقرير ان:
الهجوم اسفر عن مقتل 1429 شخصا بينهم 426 طفلا. كان عناصر تابعون لجناح الاسلحة الكيميائية في الجيش السوري موجودون في المنطقة في الايام الثلاثة التي سبقت الهجوم. الادلة المستقاة من الاقمار الاصطناعية كشفت ان ثمة صواريخ اطلقت من مناطق تقع تحت سيطرة القوات الحكومية قبل ورود اولى التقارير عن الضربة الكيميائية بـ 90 دقيقة. اظهرت عشرات الاشرطة المصورة اصابات تتماشى مع تلك التي يتسبب بها التعرض لسم الاعصاب. تمكن الامريكيون من اعتراض مكالمات بين مسؤولين سوريين كبار اكد فيها احدهم استخدام السلاح الكيميائي وعبر عن قلقه من احتمال حصول فريق التفتيش على ادلة تثبت ذلك. وتقول الولايات المتحدة إن تقييمها هذا مدعم بشهادات ادلت بها مصادر طبية وصحفية اضافة الى الاشرطة المصورة وآلاف التقارير التي وردت عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
واكد كيري على ان الولايات المتحدة لديها الحقائق حول الهجوم، وان اي شيء سيقوله المفتشون لن يضيف الى الامر جديد.
ووصف كيري الرئيس الأسد بأنه "قاتل ومجرم."
الكيميائييذكر ان استخدام السلاح الكيميائي محظور بموجب اتفاقيات دولية عدة، ويعتبر استخدامه غير شرعي حسب القانون الانساني الدولي.
ومن المعروف ان الجيش السوري يحتفظ بكميات من الاسلحة الكيميائية بما فيها غاز الاعصاب "سارين".
وكانت التقارير الاولية عن هجوم غوطة دمشق قد نقلت عن مسؤولين في منظمة اطباء بلا حدود قولهم إن 355 شخصا قتلوا جراء استخدام الاسلحة الكيميائية.