الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 10384تاريخ التسجيل : 07/10/2009
موضوع: سحر الطبيعة في الجزائر.. وحوار بين البحر والجبل الأربعاء 16 يونيو 2010 - 1:07
سحر الطبيعة في الجزائر.. وحوار بين البحر والجبل
6/15/2010
الجزائر ـ القدس العربي ـ بين الرمل والرمل تنهض القمم الخضراء إلى ذرى شاهقة تطال الغيم وتطل على زرقة مياه المتوسط شمالا ونقاء كثبان الصحراء جنوبا، في ما تبسط النخلة المعطاء سعفاتها الخضراء في كل اتجاه لتكتب بمداد الجمال والعراقة والشموخ اسم الجزائر. مساحة شاسعة تمتد بين شطآن البحر الأبيض المتوسط شمالا وأعماق الصحراء الكبرى جنوبا، زاخرة بثروات من المقاصد السياحية المتنوعة، فإن شئت بحرا فأمامك نحو 1200 كم من الشواطئ الجميلة النظيفة ذات الشمس والهواء والطقس المتوسطي المعتدل، وإن شئت الصحراء ففيها امتداد لا ينتهي وبيئة ساحرة يمزج فيها الإنسان أصالة تقاليده وتراثه مع صدق وفادته وترحيبه.
أما الجبال والمرتفعات الجزائرية ففيها ما يشتهي الراغب في التمتع بجمال الطبيعة أو المحب لهواية الصيد أو التخييم في الغابات أو لهواة التزلج على الثلج الأبيض في مرتفعات الشمال أو على الرمل الأصفر الناعم في الجنوب الصحراوي.
وتخطو الجزائر بقوة نحو تطوير قطاعها السياحي والارتقاء بمرافقه والاهتمام بالمقاصد السياحية الجديدة وفتح الباب أمام تدفق الاستثمارات المحلية والدولية إلى قطاع السياحة للإفادة من الموارد السياحية الهائلة التي تزخر بها الجزائر الممتدة فوق مساحة مليوني كم2 تقريبا والتي تتميز بامتلاكها 1200 كم من السواحل الرملية الناعمة.
وتعمل الجهات المسؤولة عن صناعة السياحة في الجزائر على تطوير منتجات سياحية جديدة مثل السياحة الثقافية وأطلقت في الآونة الأخيرة حملة لمسح ورصدالمواقع الأثرية خاصة الرومانية.
تظل الدهشة معقودة على فضاءات المشهد الجزائري ولا يؤجلها بين مشهد وآخر سوى حرارة اللقاء مع الإنسان الجزائري صاحب التقاليد الأصيلة المزينة بابتسامة الود والترحاب تجدها هناك في الجنوب حيث الصحراء المبسوطة أمامك بسكونها، وحيث تأسرك مغامرة الارتياد وتحفزك على التجربة المثيرة لتنام على رمالها الناعمة تحت نجوم الليل تلمع في سمائه الصافية.
ويثري تجربتك الإنسانية اللقاء مع أهل الصحراء قبائل الطوارق المتميزين بطبيعتهم الخاصة وأهم ملامحها شدة ترحيبهم بالضيف والاحتفاء به وإحاطته بمشاعر دافئة من الود والبشاشة.
والنخلة هي عروس الواحات السامقة، والغزلان الصحراوية تجد مرتعا لها في المحميات الطبيعية حيث يمكن مشاهدة الوعل ذي الأذنين الواسعتين أيضا.. وفي الشمال تظلك الأشكال والألوان، بالكروم وأشجار الفاكهة والحمضيات وأشجار الصنوبر البحري على السواحل.. والصيد متوافر في الشمال لمحبيه حيث يجد القناصون وفرة من القنص، أما الطيور بمختلف أشكالها فتتكاثر بسرعة في الشمال لتهاجر موسميا وتعود، مثل اللقلق والنعام والسمان.
خطط مستقبلية
ركزت الخطوات الجديدة التي اتبعتها الحكومة الجزائرية خلال السنوات القليلة الماضية على تبني إستراتيجية مستدامة للتنمية السياحية حتى العام 2010 علاوة على إنشاء هيئة متخصصة لدعم الاستثمار السياحي وربط التوسع السياحي بالوكالة الوطنية للتنمية السياحية التي حددت في الآونة الأخيرة 20 موقعا سياحيا لتنميتها في إطار الخطة المشار إليها.
وتمتد تلك المواقع على مساحة ألف هكتار. وتنص الخطة على زيادة السعة الإيوائية بمقدار50 ألف سرير بكلفة تبلغ 75 بليون دينار جزائري (حوالي مليار دولار أميركي) كما تنص على زيادة معدل الحركة السياحية الوافدة لتصل إلى 2.1 مليون سائح أجنبي و 980 ألف سائح وطني غير مقيم من المهاجرين.
وتقضي الخطة بإيجاد فرص عمل لمائة ألف موظف لشغل 25 ألف وظيفة مباشرة و 75 ألفا غير مباشرة. وتتوقع الخطة زيادة عوائد الدخل السياحي لتصل إلى ما يقارب 6.1 مليارات دولار.
إلى ذلك فإن إنشاء المجلس الوطني للسياحة في الجزائر من شأنه التكفل بجميع الجوانب المتعلقة بتنمية وتطوير صناعة السياحة على ضوء تمثيله لجميع المؤسسات والأجهزة المرتبطة مباشرة بتنمية وترقية النشاطات السياحية وتحسين نوعية الخدمات السياحية وترقية الصورة السياحية للجزائر في الخارج والمساهمة في إعادة الاعتبار للتراث الوطني والثقافي الجزائري والمساهمة في تحسين الإطار المعيشي.
الجزائر العاصمة
أسسها الفينيقيون في القرن الثالث ق.م. وحكمها الرومان وأسموها أيكوزيوم، وبعد سقوط الإمبراطورية الرومانية وفد إليها كثيرون من العرب الذين خرجوا هروبا من الأندلس بعد زوال الحكم العربي عنها عام 1492. واستولى العثمانيون عليها بقيادة خير الدين بربروسا عام 1511 وفي القرن الثامن عشر استقل داي الجزائر بها عن تركيا إلى أن احتلها الفرنسيون عام 1830 لتخرجهم منها ثورة الجزائر عام 1962.
تتميز مدينة الجزائر بقسميها الإسلامي القديم والأوروبي الحديث، ويعرف القديم باسم القصبة بشوارعها الضيقة ومساجدها العديدة وقلعتها التي بنيت في القرن السادس عشر.
وتعد القصبة تراثا معماريا تاريخيا هاما وسجلت من قبل منظمة اليونسكو كتراث عالمي سنة 1992، ومن معالمها الحدائق والمرصد الفلكي والمتحف الوطني ودار الكتب الوطنية وجامعة الجزائر التي تأسست عام 1909. وفي القصبة كثير من القصور والمنازل الفاخرة ذات الطراز العربي الإسلامي ومن أبرز مساجدها المسجد الكبير ومسجد كتشاوة.
ومن معالم مدينة الجزائر رياض الفتح وهو مجمع تجاري وثقافي يضم أسواقا حديثة ومطاعم وقاعات للسينما وفيه متحف المجاهدين الذي تعكس محتوياته المراحل التاريخية التي عرفتها الجزائر وفيه قرية لأرباب الصناعات والحرف الشعبية التقليدية وتتخلله المساحات الخضراء الجميلة، وهذا المجمع (المتحف) مبني تحت الأرض.
ومن معالم الجزائر نصب الشهيد الذي يشرف على مينائها، وهو مبني على شكل نخلة طولها 92 مترا وحولها ثلاث شعب من البازلت ترمز إلى النهضة الجزائرية في مجالاتها الثلاثة، الصناعية والزراعية والثقافية.
والجزائر العاصمة هي كبرى مدن البلاد ويسكنها نحو 5.3 ملايين نسمة وتقع على شاطئ المتوسط في منتصف الطريق الساحلي الذي يربط تونس شرقا بالمغرب، وهي من أجمل مدن ساحل البحر الأبيض المتوسط الجنوبي، وتنتشر أحياؤها ومبانيها فوق مجموعة من التلال المطلة على البحر، كما تنتشر على منحدراتها وسفوحها وفي السهل المنبسط تحتها غابات النخيل وأشجار الليمون والبرتقال والزيتون.
شاطئ سيدي فرج وهو مجمع سياحي أقيم على منطقة كانت ممرا للاحتلال الفرنسي، وهو الآن عامر بالمرافق الترويحية والسياحية، والفنادق والمطاعم وأماكن للترفيه والألعاب المائية كما يضم مسرحا مفتوحا ومرافق خاصة للعلاج الطبيعي باستخدام مياه البحر.
تيبازة وهي موقع يضم آثارا فينيقية ورومانية ماثلة، وفيها الآن أماكن للخدمات السياحية المتطورة من فنادق فخمة وقرى سياحية ومطاعم فاخرة. ومن أماكن الجذب السياحي في منطقة العاصمة مدينة شرشال السياحية.
البليدة تعرف بمدينة الورود وتقع في شمال الجزائر على سفوح جبال الأطلسي إلى الجنوب من سهل متيجة، وهي مركز إداري وتجاري وتشتهر بمنتجاتها الزراعية.
وهي محاطة بالحدائق وكروم البرتقال والزيتون وأشجار اللوز وحقول القمح والشعير والتبغ وشتى أصناف الفاكهة وتشتهر بإنتاجها لمستخلصات الأزهار، وفيها مرتفعات الشريعة المشهورة بمرافق التزلج على الثلوج خلال فصل الشتاء.