الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8408مزاجي : تاريخ التسجيل : 13/09/2012الابراج :
موضوع: أسوشيتد برس : لا أحد في العراق يشعر بالأمان الإثنين 23 سبتمبر 2013 - 21:13
أسوشيتد برس : لا أحد في العراق يشعر بالأمان
كتابات
الاثنين، 23 أيلول، 2013
إثنان من الانتحاريين، واحد كان في سيارة محملة بالمتفجرات والآخر جاء مشياً على الأقدام، ضربا مجموعة من خيام مجالس العزاء التي كانت مزدحمة في أحد الاحياء في بغداد. وهذا الهجوم كان الأكثر دموية في سلسلة الهجمات التي ضربت العراق وحصدت ما لا يقل عن 92 شخصا يوم السبت.
وتقول وكالة الاسوشيتدبريس الاميرية في تقرير لها اليوم ان هذه الاعتداءات التي كانت الأخيرة في الاشهر التي شهدت تصاعد العنف هي تذكرة تقشعر لها الأبدان على عزم المتمردين باشعال صراع طائفي بعد أكثر من عقد على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة. و على الرغم من النداءات الداعية إلى ضبط النفس الصادرة من الزعماء السياسيين الشيعة والسنة فقد قُتِلَ آلآف العراقيين في الهجمات العنيفة في الأشهر الأخيرة وبلغت إراقة الدماء مستويات غير مسبوقة منذ عام 2008 . وكان الهجوم على المأتم من أكبر الهجمات الإرهابية على المدنيين في العراق في السنوات الأخيرة. وحدث ذلك قبل الغروب في حي الصدر المكتظ بالسكان. وقالت الشرطة ان 72 شخصا على الاقل قتلوا وأصيب أكثر من 120 آخرون في الهجوم. وعلى وفق رواية الشرطة كان هناك مهاجم يقود سيارة قرب الخيام قبل أن يفجر حمولته القاتلة، في حين جاء آخر سيرا على الأقدام ليفجر نفسه في مكان قريب. وأشعلت الانفجارات النار في الخيام و في عدة سيارات في مكان قريب، مما أدى الى تصاعد اعمدة شاهقة من الدخان الاسود الكثيف فوق المدينة. وقال الشيخ ستار الفرطوسي وهو من المعزين «رأيت عدة جثث متفحمة على الارض والنيران تشتعل في الخيام و السيارات تحترق في حين كان المصابون يصرخون من الألم. كان مشهداً فظيعاً، فلقد تحول المأتم إلى جحيم». وقال الشيخ إن الانفجار الاول وقع في إثناء تقديم العشاء في واحدة من الخيم التي أقيمت تأبينا لأحد أعضاء قبيلة آلفرطوسي. وتشير التقديرات إلى إن أكثر من 500 شخصٍ كانوا حاضرين. وشوهدت شاحنات مدنية صغيرة محملة بالضحايا في حين كانت سيارات الإسعاف تسارع الى مكان الحادث وهي تطلق اصوات التنبيه العالية. وقال حسين عبد الخالق، وهو موظف حكومي يعيش بالقرب من موقع الانفجار: كانت خيم المأتم مكتظة بالمعزين حين دوى الانفجاران. وتحدث عن رؤيته عدة جثث هامدة على الأرض، وجرحى من النساء والأطفال. وقال ان ملابس عدة ضحايا كانت منقوعة بالدم وكان رجال الاطفاء يغادرون مكان الحادث لملء سياراتهم بالماء في صراع لاحتواء الحريق الهائل. ويقول حسين عبد الخالق « كان هذا مأتماً وليس موقعاً عسكرياً أو مبنى الوزارة، ومع ذلك كان مكانا مستهدفا، وهذا يدل على أنه لا يوجد مكان أو أحد في أمان في العراق». وبعد أقل من ساعتين من الهجوم على مجلس العزاء، ضرب انفجار آخر بسيارة ملغمة شارعاً تجارياً في حي أور القريب من مدينة الصدر مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص واصابة 14 شخصاً آخر، حسب الشرطة. في وقت سابق من اليوم نفسه، شن مسلحون هجوماً انتحارياً على مقر قيادة الشرطة في مدينة بيجي التي تبعد 115 كيلومترا شمالي بغداد. وقالت الشرطة إن الحراس تمكنوا من قتل انتحاري واحد، لكن ثلاثة آخرين تمكنوا من تفجير أحزمتهم الناسفة داخل المجمع، مما أسفر عن مقتل سبعة من رجال الشرطة وجرح 21 آخرين. وفي أعمال عنف أخرى، قَتلَ مسلحون اثنين من حراس سجن بعد اقتحام منزليهما في قرية بالقرب من مدينة الموصل المضطربة في وقت مبكر السبت. وقُتِلَ جنديان وأصيبَ أربعة آخرون عندما انفجرت قنبلة على جانب الطريق حين مرور قافلتهم في الموصل. وأكد مسعفون في المستشفيات القريبة عدد الضحايا. ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجمات. وكثيرا ما يستهدف فرع تنظيم القاعدة في العراق المدنيين الشيعة وقوات الامن في محاولة لتقويض ثقة الجمهور بالحكومة في بغداد. وجاءت أعمال العنف السبت متزامنة مع أدلاء الناخبين في كردستان بأصواتهم في الانتخابات المحلية للمجلس التشريعي المكون من 111 مقعدا في إقليم كردستان. ويسعى أكراد العراق إلى تعزيز استقلاليتهم وعزل جيبهم المزدهر عن العنف المتنامي الذي يؤرق بقية البلاد. وقد ارتفعت وتيرة الهجمات العنيفة في محافظات العراق التي تقع خارج المنطقة الكردية بحدة منذ نفذت قوات الأمن حملة على مخيم احتجاج سني في شمالي العراق في نيسان. وكان السنة العراقيون من العرب يحتجون ضد الحكومة التي يقودها الشيعة منذ أواخر العام الماضي، بدعوى تعرضهم للتمييز و ينتقدون تطبيق تدابير صارمة لمكافحة الإرهاب تستهدف طائفتهم. وقد سعى المتطرفون من السنة إلى الاستفادة من تلك التوترات بين السنة والشيعة، والتي اشعلت الانقسامات الطائفية إنعكاسا للحرب الأهلية في سوريا المجاورة. وتبين أحصاءات الامم المتحدة إن أكثر من 4 آلاف شخص قتلوا في الهجمات العنيفة في الفترة بين نيسان/ أبريل وآب/ أغسطس، ومقتل 489 شخصاً آخر في أيلول/ سبتمبر الجاري