ردود فعل متضاربة فى دول جنوب أوروبا حيال فوز ميركل فى الانتخابات
الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013 - 19:45
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل
مدريد (د. ب. أ)
فى مختلف أنحاء دول جنوب أوروبا، ينظر المواطنون الذين أضيروا بشدة من إجراءات التقشف، التى فرضها عليهم الاتحاد الأوروبى إلى الفوز الانتخابى الذى حققته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمسحة من كآبة.
ويقول ماركوس رودريجز 35 عاما، الذى يعمل بشركة لإنتاج توربينات الهواء فى مدريد "إن هذا الأمر يخيفنى بحق".
وأضاف قائلا "إن الفوز الكبير الذى حققته ميركل يعطيها سلطات أكبر، وسوف نعانى من مزيد من الاستقطاعات الحادة فى الميزانية".
وفى الوقت الذى يلقى فيه المواطنون فى أسبانيا والبرتغال واليونان وإيطاليا باللوم بشكل دائم على حكوماتهم بسبب سياسات التقشف وارتفاع معدلات البطالة إلا أنهم يلقون باللوم أيضًا على ألمانيا، حيث ينظرون إلى برلين باعتبارها الطرف، الذى يتخذ القرارات داخل الاتحاد الأوروبى.
ويصل معدل البطالة فى اليونان إلى 28 بالمائة، وفى أسبانيا 26 بالمائة، وفى البرتغال 16 بالمائة، أما فى إيطاليا فيبلغ 12 بالمائة.
وكشفت دراسة لصندوق مارشال الألمانى نشرت الأسبوع الماضى أن 82 بالمائة من الأسبان و65 بالمائة من البرتغاليين و58 بالمائة من الإيطاليين لا يشعرون بالرضا بشأن طريقة تعامل ميركل مع أزمة اليورو المتفاقمة لدرجة أن البعض وصفها بأنها "نازية" خلال الزيارات، التى قامت بها إلى اليونان والبرتغال العام الماضى.
وتتبع الدولتان سياسات تقشفية صارمة مقابل الحصول على حزم إنقاذ من صندوق النقد الدولى والاتحاد الأوروبى حيث تعتبر ألمانيا هى جهة الإقراض الرئيسية لأوروبا.
وخضعت أسبانيا أيضًا لقيود صارمة من الاتحاد الأوروبى بعد الحصول على حزم إنقاذ لبنوكها، فيما بدأت إيطاليا هى الأخرى تتخذ خطوات تقشفية فى مسعى للتقليل من عجز ميزانيتها والتصدى لمخاوف الاحتياج لحزمة إنقاذ.
وشهدت أسبانيا والبرتغال واليونان إضرابات ومظاهرات عديدة بشأن خفض الإنفاق على قطاعات الصحة والتعليم والوظائف الحكومية.
وقال خوان جارسيا وهو مهندس يبلغ من العمر 52 عاما يعيش فى مدريد "لا أعرف معنى فوز ميركل بالنسبة للألمان، ولكن بالنسبة لنا، فهو يعنى شد الأحزمة لدينا بشكل أكبر، وأننا سوف نعمل أكثر ونحصل على عائد أقل".
وقال خوان سانشيز 38 عامًا، وهو رجل أعمال فى مجال الطاقة المتجددة "ربما يحب بعض الأسبان الأغنياء ميركل، ولكن معظمنا لا يحبونها"، مضيفا أن "فوزها يعطى مزيدا من القوة للبنوك وصندوق النقد الدولى، وسوف يخنق الطبقة العاملة حتى يزداد الأثرياء ثراء".
وذكرت سارة /23 عاما/ وهى طالبة برتغالية وناشطة يسارية أثناء جلوسها على مقهى فى لشبونة "لقد قمت باحتجاجات ضد ميركل بسبب برنامج التقشف القاسى، الذى فرضته علينا".
وأضافت "ولكن يبدو أن الألمان يحبونها كثيرا، ولهذا يتعين علينا أن نحقق أكبر استفادة ممكنة من هذا الأمر".
ووصفت صحيفة "تا نيا" اليومية التى تصدر فى اليونان المستشارة الألمانية بأنها "ملكة التقشف"، وقالت إن أوروبا هى "دولة ميركل".
ومن جهة أخرى، أعرب بعض مواطنى دول جنوب أوروبا عن شعورهم بالإعجاب الصريح حيال ميركل حيث قالت ميلاروس خواريز، وهى ممرضة أسبانية من أصول كوبية تبلغ من العمر 50 عاما "إنها شخصية مهنية رائعة وسيدة عظيمة".
ولكنها أقرت قائلة "صحيح أن ألمانيا تأتى فى المرتبة الأولى بالنسبة لها، وأن المسألة سوف تستغرق وقتا طويلا قبل أن تبدأ ميركل فى إظهار التضامن مع الجنوب".
واستطردت "ولكن لابد أن يعتنى مواطنو جنوب أوروبا باقتصادياتهم بشكل أفضل، وألا يكونوا فاسدين للغاية".
وجاء نفس الرأى على لسان سائق سيارة أجرة من روما يدعى ماوريتسيو روزا، حيث قال إن الإيطاليين يحتاجون إلى "درجة من التقشف" وأرجع أسباب الأزمات الاقتصادية فى إيطاليا إلى الزعماء السياسيين فى بلاده.
وأوضح قائلا "كل شعب له فضائله وعيوبه، وبالطبع لو كنا نركز مثل الألمان، لكنا أصبحنا أفضل حالا قليلا، ولكن دعونا نقول إن الإيطاليين متقلبون بعض الشىء".
وفى فرنسا المجاورة، وهى دولة غير معرضة لخطر الاحتياج لحزم إنقاذ، وإن كانت تعانى من ارتفاع معدلات البطالة وبطء النمو، أعربت شارلوت بوتييه عن شعورها بأن "ميركل ليست سيئة للغاية بالنسبة لألمانيا".
وأضافت مصممة الأزياء، التى تبلغ من العمر/27 عاما/ وتعيش فى مدينة بياريتز بجنوب غرب البلاد "يرسم الكثيرون صورة سيئة لها فى مخيلاتهم، ولكن عندما تنظر إلى حكومتنا هنا فى فرنسا، فسوف تجد أنها شنيعة، فهم لا يستطيعون إدارة أى شىء، والتغيير لا يأتى أبدا".