الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: ╬ الله ظهر في الجســــــد ╬ الأربعاء 25 سبتمبر 2013 - 11:19
الله ظهر في الجسد .. « وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد ... » (1تى16:3) نعم « الله ظهر في الجسد » .. الله الذي في جوهر لاهوته « لم يره أحد من الناس ، ولا يقدر أن يراه » (1تى16:6) . لكنه، له المجد ، سبق وفى شبه إنسان مرة ، وفى شبه ملاك مرة أخرى ، سُرَّ أن يُظهر ذاته للبشر، فقيل عنه « ظهر إله المجد لأبينا إبراهيم وهو فيما بين النهرين ... » (أع2:7) ، ثم عند بلوطات ممرا (تك18). كذلك كان يتكلم مع موسى « وجهاً لوجه » (خر11:33) . لقد تفضل متنازلاً في غنى نعمته وأعلن ذاته بظهوره في هيئة الإنسان ظهوراً وقتياً في العهد القديم قبل التجسد ، رغم أنه في جوهر لاهوته لا يُرى . إن هذا عجيب ولا شك . وكم هو أعجب أن يتنازل له المجد ، عن طريق التجسد الفعلي ، فيظهر في الجسد - لا إلى حين ، بل إلى الآن ! لأنه من وقت أن تجسد سيظل ظاهراً في الجسد إلى أبد الآبدين ، كما قيل عنه « فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا » (كو9:2) . وماذا كان أول مظهر له في الجسد ؟ « طفلاً مقمطاً مضجعاً في مذود » (لو12:2) - يا لروعة هذا المشهد ! على أنه تم في حدود المألوف ظاهرياً ، ولم يكن فيه أية ظاهرة غريبة ، ولكنه كان ينطوي على حوادث سرية أبعد من أن تراها عين بشرية ، فقد تمت نبوات وجرت على الأرض عجائب وآيات - كما هو مكتوب « ولكن يعطيكم السيد نفسه آية ، ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل » (إش14:7) « الذي تفسيره الله معنا » (متى23:1) . فالذي أحاطت بحدود مظهره طولاً وعرضاً ، يدا امرأة ، هو الذي قيل له « هوذا السماوات وسماء السماوات لا تسعك » (1مل27:8) . ألم يكن في ذلك عجب ؟ نعم . وكل العجب ، لهذا بادرت السماء فأرسلت فرقة من جندها أدت له تحية الاستقبال التي دوى رنينها حينئذ في قبة السماء ، ولا تزال أصداؤها تدق على أوتار القلوب ، وكأن الملائكة لازالت تشدو « المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة » (لو14:2) . إن الطفل الذي حواه مذود بيت لحم ، بالناسوت ، هو الذي « عمل العالمين » باللاهوت (عب2:1) هو الذي « كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان » (يو3:1) . حقاً « عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد » . وكيف لا نكون أتقياء ، وقد بدأ الرب الطريق لعمل الخلاص لنا بهذا التواضع الفريد « آخذاً صورة عبد » (فى7:2) . * المصدر / مُنتــدى بيت الله *